أين ذهبت الصالونات الأدبية العربية؟.. مثقفون يعددون أسباب التراجع.. وسائل التكنولوجيا وتعاقب الأجيال واختلاف الاهتمامات أبرز الأسباب.. وفاطمة ناعوت تضيف "قلة الوعى الثقافى للشعب المصرى"

عباس العقاد
عباس العقاد
كتبت بسنت جميل
حازت الصالونات الأدبية على مكانة مرموقة وقت ظهورها لذلك انتشرت فى كل أنحاء العالم، وبالطبع ظهرت فى مصر العديد من الصالونات الأدبية التى كانت تعمل على تبادل الثقافات بين مختلف المفكرين والأدباء وكبار الشعراء، حول العديد من القضايا التى كانت تشغل بال المجتمع آنذاك.

والتاريخ العربى حافل بما يمكن أن يطلق عليه "الصالونات الأدبية"، ومن ضمن الصالونات الأدبية الشهيرة التى حازت على شهرة واسعة هى "صالون سكينة بنت الحسين بن على"، حيث كان منزلها موطنا للأدباء والشعراء، لذلك تعد "سكينة" من أول الذين أنشأوا "الصالون الأدبى"، وكان صالون سكينة يتم فيه تبادل فيه الأفكار السياسية التى تعمل على توعية الناس فى ذلك الوقت.

كما وجد أيضا أول صالون أدبى فى قصر الأميرة نازلى فاضل بنت الأمير مصطفى فاضل، وكان يتردد على صالونها كبار المصريين والأوروبيين، ومنهم وسعد زغلول والإمام محمد عبده.

ولن نستطيع أن نغفل عن الصالون الأدبى الشهير للأديبة مى زيادة، وكان يحضر الصالون مختلف المثقفين والشعراء والكتاب، وكانت تعقد مجلسها الأدبى كل يوم ثلاثاء من كل أسبوع، وما يميز هذا الصالون دقة اللغة وسلاسة التعبير ودقة الشعور.

كما حقق صالون "العقاد" للكاتب الشهير عباس محمود العقاد، شهرة كبيرة وكان الصالون يعقد كل يوم جمعة، وكان يزور الصالون كبار المثقفين والأدباء وهذا ما سجله الكاتب الكبير "أنيس منصور" فى كتابه "كانت لنا أيام فى صالون العقاد" وعن آراء الكتاب والمثقفين حول قلة الصالونان الأدبية والثقافية قال الدكتور والناقد حسين حمودة، إن الصالونات الأدبية كان لها دور كبير فى الثقافة العربية والأدب العربى عبر تاريخ ممتد، بما فى ذلك بعض من الصالونات الأدبية النسائية مثل صالون "والدة بنت المستكفى" وصالون "لبيبة هاشم" وطبعا صالون "مى زيادة".

وأشار حمودة إلى أن استمرار هذه الصالونات لقرون طويلة ثم تراجعها خلال العقود الأخيرة يرجع إلى العديد من الأسباب، موضحا أن بين هذه الأسباب، وجود وسائل جديدة متعددة أصبحت تقوم بدور هذه الصالونات منها البرامج الإذاعية والتليفزيونية فى بعض الفترات ثم مجموعات الالتقاء عبر وسائط الميديا الحديثة مؤخرا.

وأضاف "حمودة" أن المجموعات التى يتم تشكيلها خلال وسائط الاتصال الحديثة أكثر قدرة على الحشد، فضلا عن أنها لا تواجه مشكلات الانتقال من مكان على مكان وتوفير مقر إلى الاجتماع إلى آخره.

وأكد الدكتور حسين حمودة أن أسباب تراجع الصالونات أيضا أنه لم تعد هناك شخصيات أدبية مستعدة للمشاركة فى هذه الصالونات، بالإضافة إلى ضيق الوقت المتاح للمثقفين، وحالات الاستقطاب الحادة التى جعلت الجميع بينهم مشاحنات، وكذلك تراجع قيمة الحوار التى كان يؤمن بها ويدافع عنها المثقفون عبر العصور السابقة.

وعن رؤية الدكتور حمودة فى محاولة عودة الصالونات، قال إنه من الممكن الاهتمام بالأشكال الجديدة التى حلت محل الصالونات القديمة وأن نعمل على تطويرها والاستفادة مما تنتجه من إمكانات".

وفى السياق ذاته، قالت الكاتبة والصحفية والشاعرة فاطمة ناعوت، إن الصالون الأدبى هو نافذة على المجتمع، فإذا كان المجتمع يحتوى على الثقافة الرفيعة فتلقائى سوف يتواجد صالون أدبى لا محالة.

وأوضحت "ناعوت" أن الصالون الأدبى كان له وضعه المهم فى زمن الأربعينيات والخمسينيات والستينيات فى حياة كل أفراد المجتمع، مشيرة إلى أن هناك فرقا بين الشخصية المتعلمة والشخصية المثقفة مستشهدة بالمرأة الفلاحة التى لديها ثقافة واسعة عن عملها بالزراعة وتربية المواشى والحصاد وغير ذلك.

وأضافت ناعوت أنه لابد من زرع الثقافة فى نفوس الناس باعتبارها أداة مثل الطعام، موضحة أنه ينبغى على أى فرد يكون لديه وجهة نظر فى الحياة من أجل إنتاج حالة ثقافية تساعد على إنعاش الفكر بشك كبير.

كما أكدت "ناعوت" تواجد صالونات أدبية بالوقت الحالى لكنها ضئيلة وغير منتشرة بالقدر الكافى مثل صالون الدكتور وسيم السيسى، الذى يضم العديد من الجوانب الفنية مثل البيانو وفرق العازفين، بالإضافة إلى ندوات فكرية وتثقيفية تضم نخبة كبيرة من كبار الأدباء والمفكرين، وأيضا ندوة "ورشة الزيتون".

وعن رؤية الكاتبة فاطمة ناعوت عن كيفية عودة الصالونات قالت "لابد من البحث عن الثقافة فى المقام الأول ثم نلتقى بالصالونات الأدبية، فالصالونات نتيجة، فإذا تواجدت الثقافة فى فكر الشعب بعيدا عن استخدام وسائل التكنولوجيا سوف تتواجد الصالونات".

ومن جانب آخر قال الكاتب عبد الوهاب الأسوانى، إن الصالونات الأدبية انتهت زمانها بسبب تعاقب الأجيال فى المجتمع، مضيفا أن الصالونات الأدبية الموجودة حاليا ليست كما كانت فى البداية، مشيرا إلى أن الأمر فى الوقت الحالى عبارة عن مجموعة من الأدباء يجتمعون مع بعضهم البعض فى منزل أحدهم ويقومون بمناقشة فكرة يحددونها كل أسبوع، موضحا هناك صالونات حلت محلها الندوات الثقافية ونادى القصة ومركز الأدب الثقافى.

وعن رؤية الروائى عبد الوهاب الأسوانى حول كيفية إعادة الصالونات الأدبية قال "من المستحيل إعادتها من جديدة بسبب اختلاف الثقافات، وتعاقب الأجيال التى تعتمد على وسائل أخرى حديثة أكثر فاعلية".


موضوعات متعلقة..



"بالصور.. تعرف على أفضل الصالونات الأدبية الشهيرة عبر التاريخ



Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الحسينى سمير لـ"اليوم السابع": هدفى تحقيق طفرة فى قطاع السلة بالزمالك

حسن شيخ محمود للرئيس السيسى: "الشعب الصومالى يتطلع لاستقبالكم بحرارة"

وزير التعليم: نظام الثانوية العامة الحالى قاس على الطلاب والأسر

السجن المشدد 15 عامًا لمتهم بابتزاز فتاة وتهديدها بنشر صور خادشة

معتز وائل: ذهبية كأس العالم للخماسي الحديث نتاج مجهود عامين


وزير التعليم: "لو عايز تبقى مهندس وماجبتش مجموع البكالوريا هتديك الفرصة"

الهلال السعودي يرصد 70 مليون يورو لضم فلاهوفيتش هداف يوفنتوس

القبض على 5 عاطلين بتهمة الاتجار فى المخدرات بالقاهرة

وزير التعليم: تعديلات قانون التعليم تحقق تكافؤ الفرص والشفافية وفقا للدستور

وزير التعليم: نظام البكالوريا المصرية خطوة فارقة في تاريخ التعليم المصرى


ملخص مباراة الولايات المتحدة ضد المكسيك فى نهائي كأس الكونكاكاف الذهبية

البنك الأهلي يجهز أسامة فيصل للموسم الجديد بعد توقف مفاوضات الأهلي

الأهلى يبدأ إجراءات سفر ياسين مرعى لمعسكر تونس بعد حسم الصفقة

التونسي حسام السويسي ينتظم اليوم فى معسكر الطلائع بالإسماعيلية

غادة عادل بعد خضوعها لعملية شد وجه.. ماذا تغير فى شكلها قبل وبعد؟

أحمد السقا يقدم الأكشن بطريقة جذابة واحترافية فى أحمد وأحمد.. التفاصيل

نصف نهائي كأس العالم للأندية يرفع شعار "أصدقاء الأمس.. منافسي اليوم"

قائمة ملوك التمريرات في الثلث الهجومي بربع نهائي كأس العالم للأندية

كايروكي يحيى حفلاً غنائيًا فى لبنان الجمعة المقبل

أساطير ارتدوا قميصي ريال مدريد وباريس سان جيرمان قبل موقعة مونديال الأندية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى