مفاجأة.. وحدة تصنيع أختام شعار الجمهورية بدون تأمين.. مصلحة سك العملة تتجاهل قواعد التأمين.. وموظفوها يخرجون دون تفتيش.. وأيمن الحكيم يؤمن الوحدة بإدخالها مصنع السك عام 2013 لخطورتها على الأمن القومى

انتشرت فى الآونة الأخيرة، ظاهرة الشهادات الجامعية المزيفة، وغيرها من الأوراق الصادرة من جهات حكومية ممهورة بختم شعار الجمهورية، وتحمل فى الوقت نفسه أختاما أصلية، وهو ما طرح العديد من التساؤلات، أين وكيف تصنع هذه الأختام وهل هى مؤمنة بطريقة مناسبة تحميها من السرقة؟ الإجابة عن هذا السؤال جاءت أخطر من المتوقع، حيث كشفت المعلومات التى حصلت عليها «اليوم السابع» أن الجهة الوحيدة المصرح لها رسميا بتصنيع أختام شعار الجمهورية، بدءا من أختام رئاسة الجمهورية وحتى أصغر وحدة محلية بمصر «متاحة للجميع»، مهمة تصنيع أختام الشعار من اختصاص وحدة الأختام الموجودة بمصلحة سك العملة التابعة لوزارة المالية، حتى هنا والوضع طبيعى، ولكن ما يثير الانتباه هنا أن الوحدة التى تصنع هذه الأختام موجودة خارج مصنع سك العملة، وهو ما يعنى أنها خارج نطاق ودائرة التأمين كليا، فالمكان الذى يوجد فيه المبنى حاليا، مسموح فيه بدخول العاملين وخروجهم منه دون خضوعهم للتفتيش، بعكس الحال بالنسبة لمنطقة المصنع التى يخضع موظفوها للتفتيش عند خروجهم يوميا حتى لا يسمح بتهريب أى خامات خاصة الذهب الخام أو المسكوك، وبالتالى من السهل جدا تهريب أختام شعار الجمهورية الأصلى لأى جهة حكومية فى مصر بداية من رئاسة الجمهورية.

والسؤال هنا: لصالح من يستمر هذا الوضع الذى قد يؤدى لنتائج غاية فى الخطورة على الأمن القومى؟ ولماذا لا تتخذ مصلحة سك العملة ووزارة المالية إجراءات حاسمة لتأمين وحدة الأختام؟

المثير فى هذه القضية، هو قيام الدكتور أيمن الحكيم، رئيس مصلحة سك العملة الأسبق، بإدخال وحدة الأختام إلى مصنع السك عام 2013، مؤكدا، فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»، أنه أصدر هذا القرار استشعارا منه بخطورة الموقف، خاصة أنه فى تلك الفترة شهدت مصر حالة من الانفلات الأمنى.

ولكن بعد رحيل الدكتور أيمن الحكيم، أصدرت عائشة على إبراهيم، التى تولت رئاسة المصلحة فيما بعد قرارا بعودة وحدة الأختام إلى مكانها الأول غير المؤمن، وحتى بعد رحيل عائشة عن المصلحة وخروجها على المعاش وممارسة عملها مستشارا لرئيس المصلحة، ظل الوضع على ما هو عليه، وهو ما يطرح السؤال: لمصلحة من تظل أختام شعار الجمهورية بلا رقيب؟

ويعد ختم شعار الجمهورية من أخطر ما يمكن فقدانه بأى مصلحة حكومية ويعد بمثابة الكارثة، وما يدلل على ذلك التشديد على الإبلاغ فورا حال ضياعه أو سرقته من أى جهة حكومية، بل تلتزم الجهة بنشر إعلان الفقد فى الوقائع المصرية لثلاثة أعداد متتالية، ونشره فى ثلاث صحف يومية، علما بأنه فى عام 2009 قامت وحدة الأختام بسك العملة، بتغيير جميع الأختام المستخدمة على مستوى الجمهورية بالكامل وتحويلها من النحاس، إلى الأختام التى تصنع بتكنولوجيا الليزر التى يصعب تقليدها، وتصنع الوحدة ما يترواح بين 30 و40 ختم شعار جمهورية شهريًّا.