زين العابدين فؤاد.. الشاعر بحجم الضوء!

إبراهيم عبد المجيد
إبراهيم عبد المجيد
بقلم : إبراهيم عبد المجيد
رأيته أول مرة فى عام 1972، فى أمسية شعرية بالقاهرة، ولم أره بعد ذلك لسنوات طويلة، فى الثمانينيات، ثم غاب سنوات طويلة أيضا حتى نهاية التسعينيات لكنه عبر كل هذه السنين لم يغب عن بالى، ولم تغب صورته، كانت السنوات داخل مصر لزين سنوات نضال وخارجها سنوات نضال من نوع آخر دار فيها على بلاد الثورات والحركات السياسية، بيروت واليمن وتونس وفنزويلا وكولومبيا وجنوب أفريقيا وباريس. فى كل هذه البلاد كان صوته الشعرى ومساهماته الفكرية، وكتب شعرا للأطفال فى اليمن لم يكتبه فى مصر وكذلك فى سوريا.

ظل الكثيرون يخطئون وينسبون قصيدته «اتجمعوا العشاق فى سجن القلعة» التى غناها الشيخ إمام إلى أحمد فؤاد نجم، ودائما كنت أصحح لهم المعلومة، وأنها لزين الغائب الحاضر، حتى بعد أن امتلأ بها ميدان التحرير بأصوات الشباب، كان كثيرا منهم لا يعرف أنها لزين العابدين فؤاد، كل ذلك لأن أكثر أغانى الشيخ إمام هى لأحمد فؤاد نجم ما عدا أغنيات قليلة لزين ونجيب سرور ونجيب شهاب الدين.

اختار زين أن يكون صوت الحق الثورى، حتى غيابه فى بلاد بعيدة كانت رحلات وسط ثورات ووسط مثقفين غاضبين غير متوافقين مع أنظمتهم السياسية، فاكتسب خبرة الثورة ليست من مصر فقط، بل من العالم الذى اختار زين أن يطوف فى أصعب مناطقه.

منذ سنوات لا يفارقنا زين فى القاهرة. هرمنا لكن زين لم يعد مسلحا بالشعر والرأى فقط. عاد إلينا بعد كل هذه السنين مسلحا بالكاميرا، زين البعيد عن الصحافة والسينما والتليفزيون هو أعظم مؤرخ بالصورة لأحداث ثورة يناير وما بعدها حتى فى جلسات الراحة بالمقاهى ترتفع يدا زين مبتسما ويلتقط صورة لا تنسى. ابتسامة زين ابتسامة طفل وغضب زين ظل غضب الطفل الذى لا عودة له عن غضبه، فى صوت زين لدغة اندهشت منها أول مرة استمعت إليه شاعرا عام 1972 ثم لم أعد أنتبه إليها رغم أنها موجودة، وبما صارت أمامى فى روحى هى اللغة الحقيقية للناس جميعا.

زين العابدين فؤاد روح حلوة أليفة لكل من يراه أو يجلس معه لا تفكر معها أن هذا شاعر كبير عظيم، فكيف يكون هكذا فى الطرقات، لكنها طرقات الثورة والثورات وتجمعات الأحباء من أجل أوطان أفضل، من أين أتى هذا التفاؤل العظيم، من القوة الروحية لزين ومن شعر زين الذى يكاد ينطلق من الكتب وتسمعه حولك كلما أمسكت بديوان له، تشعر مع كل قراءة له أو كل استماع بالأمل لا ينتهى ومع صوره التى لا يتوقف عنها تشعر بالحياة أشجارا وارفة حولك، ومن ديوانه الأول «وش مصر» اسمع واسأل لماذا حقا لا نجدها. مصر. ولماذا كلما اقتربنا منها ابتعدت.

ياما نفسى ألقاكى.. وتلقينى.. /أصرُخ.. تُضمِّينى
أضحك، تِفرْ الدمعة من عينك.. على عينى
ياما نفسى أشوف وشك.. وأشوف عينكْ
لفِّيت ما خلِّيتك../لفيت.. ولا لقيتك
فى الأهرامات، فى البرج ما لقيتك
فى أبوابك الستة../ باب الوزير.. أخضر.. وله قُبةَّ
باب الفتوح مقفول.. وباعوا القفل فى العَتَبَة
ووصلت باب النصر.. لَفوا الحبل ع الرقبة
لفيت ما خلِّيتك/.. وسألت عميّان البلد عَنِّك/
عن طريق بيتك/.. لفيت.. ولا لقيتك
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

طب المنصورة قلعة طبية مصرية مصنفة من أفضل كليات الطب في الشرق الأوسط وأفريقيا.. دشنت برنامج "مانشستر للتعليم الطبي" في 2006 لمنح مستوى عالمي لدرجة البكالوريوس.. ويمكن للطالب السفر للتدريب فى جامعة مانشستر

الزمالك يجهز بدائل شلبى والزنارى بعد رحيلهم فى صفقة ربيع

اليوم.. طلاب القسم العلمى بالثانوية الأزهرية يؤدون امتحان مادة البلاغة

أبرز أرقام وبطولات إيفان راكيتيتش بعد اعتزاله كرة القدم

بدء غلق مؤقت للطريق الإقليمي لمدة أسبوع بدءا من اليوم


أسرع قطارات السكة الحديد.. اعرف مواعيد قطار تالجو اليوم الثلاثاء

طلاب الثانوية العامة نظام قديم يؤدون اليوم امتحان الديناميكا

حول الشوارع إلى جنة.. شاب قنائي يتطوع ويزرع 1000 شجرة على نفقته الخاصة بمدينته.. أحمد عبد العزيز: البداية كانت منذ عام وأحلم بزراعة المدينة كلها بالأشجار المثمرة.. وأسعى لتحقيق الفائدة العامة لأبناء بلدي.. صور

بعد عطل الاتصالات والإنترنت.. إقلاع 36 رحلة طيران وجار العمل على 33 أخرى

استكمال عمليات تبريد حريق سنترال رمسيس.. صور


رئيس إشبيلية يُغري ياسين بونو بالعودة إلى الليجا

بعد عام على استشهاده فى غزة.. العثور على رفات اللاعب رامز الكفارنة

الصحة تعلن أرقاما بديلة للإسعاف فى بعض المحافظات بعد تعطل الخط الساخن 123

"تنظيم الاتصالات": تعويض العملاء المتأثرين بتعطل الخدمة بعد حريق السنترال

الصحة: إصابة 14 مواطنًا فى حريق سنترال رمسيس ونقلهم للمستشفى القبطى

حين انتصرت الشعوب على الهيمنة.. دول تحدّت الطاعة العمياء لأمريكا وفضّلت مصلحة مواطنيها.. رفضت مقايضة الكرامة الشعبية بالرضا الغربي تمسكا بالقرار السيادي.. وأكدت: واشنطن لا تملك وحدها مفاتيح الشرعية

10 سيارات إطفاء تحاول السيطرة على حريق مبنى سنترال رمسيس

وزير الاتصالات يتابع حريق سنترال رمسيس.. واستعادة الخدمة خلال ساعات

جهاز تنظيم الاتصالات: جار السيطرة على حريق سنترال رمسيس وتقييم موقف الخدمات

رسامة جديدة تعلن: مها الصغير نسبت لوحتى لنفسها.. لست الأولى فقد سرقت 3 آخرين

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى