علامات الغيطانى.. «جيل عاش مائة عام»!

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم : أكرم القصاص
جمال الغيطانى.. واحد من جيل يطوى أوراقه ويغيب جسدا، لكنه يترك الكثير من العلامات على حيطان الثقافة هوامشها ومتونها، الجيل الذى اتفق على تسميته جيل الستينيات، هو الذى كبر وبزغ فى السبعينيات من القرن العشرين، لكنه عاش وبدأ إبداعه وسط مد سياسى واجتماعى وتحولات كانت الأوسع فى تاريخ مصر، هو الجيل الذى كان أكثر إبداعاته عن الهزيمة، يونيو 1967 كانت مجالاً لإبداع واحتفاء ونوع من التلذذ الابداعى، وحتى بعد نصر أكتوبر لم يستطع أن يمحو من حلوقهم وأدبهم مرارة تتواصل حتى الآن.

هو جيل امتد من عبدالحكيم قاسم، وجمال الغيطانى، وبهاء طاهر، وخيرى شلبى، وإبراهيم أصلان، وصنع الله إبراهيم، ويوسف القعيد، وفى الشعر كان أحمد عبدالمعطى حجازى، وأمل دنقل، وعبدالرحمن الأبنودى، وأحمد فؤاد نجم، وسيد حجاب، وفى الدراما كان أسامة أنور عكاشة ووحيد حامد، والجيل كانت له امتداداته فى المسرح والتليفزيون والفنون التشكيلية والنقد الأدبى، جيل ارتبط سلبا وإيجابا بجمال عبدالناصر، وإن كان ظهر واتسع إنتاجه فى حكم أنور السادات.

كانت علاقة هذا الجيل بعبد الناصر أبوية ومتناقضة، فهم أو عدد كبير منهم دخلوا السجون لانتماءات سياسية لليسار، فى أعمالهم انتقدوا وهاجموا زوار الفجر وسيطرة الأمن، وكانت «الزينى بركات» للغيطانى من أهم الأعمال التى تصنع إسقاطا على المباحث والأمن والبصاصين، من العصر المملوكى، وكانت من الأعمال التى صنعت شهرة الغيطانى. ومع هذا فقد ظل جيل الغيطانى يحمل لعبدالناصر الكثير من الإعجاب بالتجربة والتحول الاجتماعى، ربما لأنهم رأوا تغيرات لغير صالح المشروع الناصرى.

جمال الغيطانى كان من أقرب الأدباء لنجيب محفوظ، وبالرغم من أن الستينيات شهدت مقولة «جيل بلا أساتذة»، فقد كانوا يعتزون بنجيب محفوظ، ويوسف إدريس الذى ارتبط مع جيل الستينيات بالرغم من أنه سابق له عمريًّا، ولم تكن هناك حواجز واضحة تفصل الأجيال ودائما كان هناك تداخل، ولم يكن الغيطانى ظلا لمحفوظ، لكنه كان شبيها كان فى حرصه على أن يكون صاحب مشروع ممتد، واستمر فى إنتاجه الأدبى بالرغم من كل الظروف، منتظما، وهو أمر ميز جيل الستينيات، بدرجات متفاوتة، وكان الأغزر إنتاجا الغيطانى وخيرى شلبى ويوسف القعيد وبهاء طاهر.

جيل الستينيات، للمفارقة، كان بداية وضع فكرة الأجيال العشرية، كل عشر سنوات، لكن المفارقة أن هذا الجيل استمر حتى الآن، فى الأدب والسياسة عابرا الزمن، ومثيرا للتناقضات، شارك بعضه فى الثورة للتغيير، والبعض الآخر كان فى السلطة التى طلب الناس تغييرها، فهو جيل «عاش مائة عام»، ويبقى الغيطانى صفحة من تاريخ الأدب وتاريخ مصر الثقافى والسياسى ترك علامات أدبية مستمرة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ريال مدريد يطير إلى نيويورك استعدادا لخوض قمة باريس سان جيرمان.. صور

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

تشيلسى يقصى فلومينينسى بثنائية ويتأهل لنهائى كأس العالم للأندية.. فيديو

الحرارة تصل 42 درجة.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025

نتنياهو: ما حدث في بيت حانون شيء صعب على إسرائيل


بطل من الحماية المدنية.. صاحب اللقطة الأشهر ظل ساعات أمام الأدخنة حتى إخماد حريق سنترال رمسيس

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

بتروجت: علاقتنا قوية مع الزمالك ولكننا متمسكون باستمرار حامد حمدان

منتخب 20 سنة يواصل برنامجه التدريبى.. ونبيه يشيد بالروح الجديدة

وزير الإتصالات: سنترال رمسيس لم يعد صالحا فى الوقت الحالى حتى تتم أعمال التبريد


رئيس وزراء قطر: توجه لزيادة الاستثمارات القطرية فى مصر

ليبيا تطرد وزراء داخلية إيطاليا واليونان ومالطا ومسؤول أوروبى

وزير الاتصالات يكشف أمام مجلس النواب ملابسات وتفاصيل حريق سنترال رمسيس

بطل ابن بطل.. نور امتياز كامل يكتب فصلا جديدا من العطاء بحريق رمسيس.. الوالد استشهد فى موقعة الواحات والابن جسد البطولة فى حريق السنترال.. والدته لـ"اليوم السابع": اللي خلف ما ماتش وكلنا فداء مصر

شاهد محمد سيحا حارس الأهلي "يستجم" على الشاطئ رفقة أسرته

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى