صالح المسعودى يكتب: حرية أبو كيفو

ثورة 25 يناير
ثورة 25 يناير
عيش (حرية) عدالة اجتماعية كرامة إنسانية. كلمات تحركت فى أحلام الناس قبل أن تتحرك فى صدورهم، ومن ثم على ألسنتهم لتنطلق كطلقات الرصاص لتغير تاريخ المنطقة بأثرها، ثم ما لبث القوم إلا قليلا ليفيقوا من كابوس جثم فجأة على قلوبهم، فقد تحولت الأحلام الوردية إلى كوابيس مزعجة.

لم يكن أحد من أهل أحلام الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة المنشودة يتخيل فى أسوأ أحلامه أن يكون ما حدث فى مصر من انفلات أمنى تحول فجأة إلى انفلات أخلاقى، هو النتاج الطبيعى لثورة أذهلت العالم بعدما تيقن الجميع أنه شعب لا يثور.

فقد ترك الجميع العيش والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية ليهرولوا خلف الحرية المنشودة، ولكن للأسف الشديد تحولت (الحرية) إلى وجهات نظر. فقد فسرها كل شخص حسب هواه. فمنهم من اعتبر الحرية من وجهة نظره (أن أصنع ما يحلو لى وقتما أشاء بلا حسيب أو رقيب)، ومنهم من فسرها بتعقل أكثر (بأنك حر ما لم تضر)، ومنهم (وهم قلة قليلة) من فسرها أن (حريتك تنتهى عند بداية حرية الآخرين). فصارت الحرية المنشودة (صداعا مزمنا) فى رأس وطن كاد أن يسقط فى معمعة التشرذم بسبب هذا الاشتياق المرضى للحرية ثم تشعب التفاسير لكلمة الحرية.

لم يكن هذا حال العامة فقط من الشعب وتفسيرهم المختلف لمعنى الحرية. بل أسوأ ما أصاب المشهد هو تفسير الطبقة المثقفة كما يطلق عليها فالجميع (ركب الموجة) وبدأ أهل الثقافة أيضا يدلون بدلوهم فى تعريف معنى الحرية، ففتحوا العنان لأفكارهم المريضة وبدأ مسلسل الانفلات الإعلامى.

فقد بدأت تظهر برامج وأعمال فنية لا تمت للثقافة المصرية بأى صلة. إلا كونها تقليدا أعمى على أساس أن الدول التى يقلدونها تنعم بالديمقراطية ونسى بل تناسى هؤلاء أن الشعب المصرى تربى فى مجمله على المحافظة على التقليد والعادات السليمة، بالإضافة أنه شعب قريب من التدين بالطبيعة .

وبدأ أصحاب (التوك شو) التحدث عن كل شىء يهدف إلى لفت انتباه الناس (ليس لاحتراف إعلامى) بل كل الهدف هو جمع أكبر نسبة من المشاهدة لجذب شركات الإعلانات حتى يحصل مقدم البرنامج وفريق العمل على الملايين حتى لو كان هذه المادة المقدمة فى برنامجهم تسيىء للشعب المصرى أو تنشر الرذيلة فى المجتمع، وإذا أتتك الفرصة لتعترض ظهرت لك أبواق المستفيدين وبدأ النواح والعويل على الحرية المعتدى عليها وأنك إنسان رجعى ولا تفهم معنى الحرية الفكرية.

بكل اختصار يا عزيزى القارئ المحترم تحولت الحرية ذات المعنى الجميل إلى سبة فى هذا العصر بسبب سوء مستخدميها وليس لسوئها، فقد فسرها البعض حسب المزاج والكيف من أجل ذلك سميت (حرية أبو كيفو).
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

سنة دون مبرر.. غلق الوحدة السكنية يوجب إخلاءها فى قانون الإيجار القديم

تأكيدا لليوم السابع.. الزمالك ينهى أزمة مستحقات البرتغالى جوزيه جوميز بالتراضى

الشيبي رجل مباراة بيراميدز والإسماعيلي بدروي Nile

رسميا.. منتخب مصر يتأهل إلى ربع نهائى بطولة الأفروباسكت

ترامب: بوتين لن يسيطر على أوكرانيا فى وجودى


رقم قياسي لـ مصر في حضور الجماهير بمونديال ناشئي اليد رغم وداع البطولة.. صور

وزارة التعليم: تطبيق أعمال السنة على طلاب الثالث الإعدادى العام الدراسى 2028

رغم جاهزية اللاعب .. إمام عاشور خارج مباراة الأهلى وفاركو

بيكهام يعوض غياب ياسر إبراهيم في تشكيل الأهلي أمام فاركو

فيريرا : استيعاب اللاعبين سيستغرق وقتاً ولم يعجبنى الاحتفال بعد انتصار سيراميكا


فضيحة جديدة.. إعلامية من باراجواي تكشف المستور عن كاسياس

رنا سماحة وجابر جمال يتعاونان فى أغنية رومانسية جديدة بعنوان "هختار حبه"

سيول وأمطار غزيرة تضرب وادى الأربعين بسانت كاترين.. فيديو

وزير الاتصال الحكومى الأردنى: هرطقات "إسرائيل الكبرى" ستتحطم أمام صلابة العرب

وزير خارجية بريطانيا يبلغ عن نفسه بعد رحلة صيد مع نائب ترامب بسبب "سنارة"

عبور 21 شاحنة مساعدات إماراتية ضمن القافلة الـ15 للفلسطينيين بقطاع غزة

السجن المؤبد لأفراد تشكيل عصابى تخصص فى الاتجار بالمخدرات بالقناطر الخيرية

ضبط سائق سيارة فارهة حاول الهرب بعد ارتكابه حادثا مروريا بكوبرى أكتوبر.. فيديو

جوزيف عون: لبنان ليس مفلسا بل مسروقا ومشكلتنا تكمن بشكل كبير فى الفساد

الصحف العالمية اليوم: ترامب يتبنى لهجة مختلفة حول روسيا وبوتين قبل قمة ألاسكا.. حلفاء أمريكا يهددون بعدم شراء طائرات F-35.. ستارمر يستبدل 30 ألف جندي في كييف بـ"قوة طمأنة".. و856 حريق غابات في بريطانيا بـ2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى