المعهد القومى للتغذية: اللحوم المصنعة أخطر من السجائر والخمور..ملح البارود المضاف إليها من أخطر المواد المسرطنة..يمكن صناعتها من لحوم منتهية أو حيوانات نافقة..والمعهد أثبت تسببها بالسرطان منذ 30 عاما

المعهد القومى للتغذية

كتب إسلام إبراهيم

الثلاثاء، 27 أكتوبر 2015 07:15 م

أطلق "اليوم السابع" مؤخرًا أكبر حملة توعية للتحذير من مخاطر اللحوم المصنعة، وذلك بعد قرار منظمة الصحة العالمية WHO باعتبار اللانشون والبسطرمة والبرجر من مسببات السرطان، وفى ضوء ذلك كشف الدكتور مجدى نزيه، أستاذ ورئيس وحدة التثقيف الغذائى بالمعهد القومى للتغذية ورئيس المؤسسة العلمية للثقافة الغذائية، أن اللحوم المصنعة تعتبر أخطر من السجائر والخمور، وتتسبب فى أضرار صحية ملحوظة.

وفسر ذلك، مشيرًا إلى أنه على الرغم من الأضرار الكبيرة للخمور والكحوليات إلا أنه يمكن التخلص منها بواسطة أنزيمات داخل الكبد، والأمر نفسه بالنسبة للسجائر، حيث تحدث عملية استشفاء بالرئة، وكما تنتج الإفرازات المخاطية التى تقلل أضرارها.

ولكن اللحوم المصنعة يضاف إليها أكسيد النترات مع الملح لتكوين خلطة تعرف تجاريًا باسم ملح البارود، لتستخدم كمادة حافظة لقتل الميكروبات، ولكنها تتحد مع الأحماض الأمينية فى اللحوم لتكون مادة شديدة السمية تعرف باسم النيتروزامين، وهى من أشد المواد المسرطنة، ولها آثار تراكمية.

وترجع خطورة اللحوم المصنعة أيضًا إلا أننا لا نعرف ما إذا كانت اللحوم المصنعة تم تحضيرها باستخدام لحوم منتهية الصلاحية أو لحوم ممنوع تداولها أصلاً مثل القطط والحيوانات النافقة.

وأكد د.مجدى أن أحد الباحثين الكبار فى المعهد القومى للتغذية، ويدعى محمد فهمى صديق، وكان يشغل أيضًا منصب نائب رئيس المعهد الدولى لعلوم الحياة لمنطقة شمال أفريقيا والخليج العربي، قد توصل خلال بحثه منذ أكثر من 30 عامًا أن اللحوم المصنعة تتسبب فى الإصابة بالسرطان حال الإفراط فى تناولها.

المشكلة أيضًا أننا استبدلنا أنظمتنا الغذائية القديمة بأنماط تغذية دخيلة، وعمدنا إلى نقل أنصاف الثقافات فقط من المجتمعات الغربية، فاتبعنا حميتهم الغذائية فقط، ولم نضع فى حسباننا أن درجة الحرارة عندهم منخفضة جدًا وبالتالى يحرقون قدرًا أكبر من الدهون وكما أنهم يعملون فى المتوسط ما يقرب من 12 ساعة فى اليوم، بينما فى مصر يبلغ متوسط ساعات عمل الموظفين نصف ساعة فقط حسبما أكدت إحدى الدراسات.

وأوصى رئيس وحدة التثقيف الغذائى بالامتناع تمامًا عن تناول اللحوم المصنعة، وحال الاضطرار إلى أكلها فيجب أن يكون ذلك فى أضيق الحدود، وذلك بتناول كميات صغيرة منها بمعدل مرة أو مرتين فى الشهر.

وطالب د.مجدى المواطن بأن يكون رقيباً على النفسه ويُعمل عقله، وأن يقوم بحماية نفسه بدلاً من أن ينتظر من الأجهزة الرقابية حمايته، مؤكدًا أن الجسم لن يصمد طويلاً أمام الأطعمة المصنعة والضارة التى نتناولها يوميًا مثل: المشروبات الغازية والشيبس ومكعبات الدجاج، والتى نأكلها خلال الوجبات الأساسية وبين الوجبات أيضًا، وبذلك نحن نحول المادة الغذائية من مادة مكسبة للحياة إلى مادة مهلكة للحياة.

وأوصى أيضًا بأن نتعامل مع اللحوم المصنعة تعاملنا مع الدواء وليس الغذاء، فمثلاً لو حصل شخص على قرص دوائى، فلن يصاب بضرر، ولكن إذا تناول شريط الدواء كله، سيصاب بالتسمم وقد يفقد حياته تمامًا، وكما يجب أن يتجنب المواطنين تمامًا شراء أنواع اللحوم مجهولة المصدر وزهيدة الثمن، مستنكرًا وجود بعض أنواع اللحم المفروم التى لا يتعدى ثمنها 15 جنيهًا للكيلو، ورغم ذلك يقبل المواطنون على شرائها.