مى عزت تكتب: عندما يحل الظلام

عندما يصبح الخلود للنوم عملاً شاقًا
عندما يصبح الخلود للنوم عملاً شاقًا
تتزاحم أفكار بعقلى كأمواج البحر الهائجة فى ليالى الشتاء، امسكت القلم لأدونها، لكنهم ذهبوا كطفولتى لم أعد أذكر منها شيئًا، فذاكرتى لم يعد يتبقى بها إلا ما أحزننى فى الماضي، ولا أعرف لما لا أنساه.

بالساعات اتقلب على فراشى، لا أستطيع النوم سريعًا رغم إنى مرهقة، لكن عقلى لا يكف عن التفكير، وكأنه يعافر ليستغل كل دقيقة من حياتى، ابكى على مواقف مرت، وأشخاص ذهبوا، حياة قد ولت لا أعرف ماذا ببكائى فاعلاً؟!، فلن يعود الزمن للوراء.

حاضرى لا يخرج عن كونه روتينيًا، إذا حاولت تجديد لحظاته اسهرتنى ساعات إضافية، يومى فارغ فلما لا أفكر فى النهار؟! لكنى أتحدث معظمه مع ذاتى الأخرى التى أشاهدها فى المرآة، والباقى أحاول جاهدة فك طلاسم محادثة ابنى الصغير، واستغرق وقتًا إضافيا للإطاحة بكسلى للنزول للشارع المجاور الذى أصبحت أحفظ محلاته.

أوجاع فى عظامى متفرقة تجعلنى أفكر ألف مرة قبل النزول، ومكالمة والدتى الصباحية التى تجعل من مسافة السبعين كيلو مترًا لا شيء، وترينى أيها كأنها أمامى، تعطينى تقريرًا مفصلاً عما يدور هناك حتى لا أشعر بالغربة.

ابحث عن أصدقائى بعد الساعة السادسة حتى ينتهوا من أعمالهم، لكن دائمًا ما يقف نفاد رصيدى حائلاً أمام محادثاتهم وآخرين تفترت علاقاتنا ولم أحاول حتى الآن استعادتها، طعامًا فقد لذته ليس لسوئه بل لتكراره، وأعمالاً منزلية تقضى فى أيام لإحساسى الدائم بالتعب.

نوبات حزنًا وصمتًا وبكاءً مفاجئ بدون سبب لمجرد أن يومى يمر بدون حدث جديد، إلا من حركة جديدة لطفلى، ساعات أقضيها فى غرفة مظلمة لينام تشعرنى بوحدة، ومشادات بيننا تصل لحد الصراخ لكن عند ذهابه إلى النوم أعيد صور هاتفى لآراه واسترجع أحداث يومه وأنهى هذا المشهد الدرامى بدمعة واعتذار لموقف صدر منى تجاهه فاذهب لفراشه لأعانقه.

أتمنى لنفسى يوميًا نومًا هادئًا لا أرهق بعده ولا أستيقظ بأوجاع ظهرى، نومًا مبكرًا لا يتعدى كل يوم الخامسة فجرًا، وغطا فى النوم لمجرد دخولى للفراش. إنها لأيام مكررة أحداثها، ولكن رغم هذا فأنا لست كئيبة كما تظنون، فهناك أيام ألعب وأضحك وأغنى بصوت عالٍ، فحياتنا جميعًا لا تسير على وتيرة واحدة، ولكنى أسعى لأزيح إرهاقى جانبًا وأمضى فى حياتى وأسعد فيما تبقى منها.
من قال إن بقص شعيراتك أو صباغتها أو تغيير ربطة الحجاب أو أو ستستعيدين نفسيتك، ستشعورين بتحسن شكلى لكن ما بداخلك ما زال كما هو، والدليل أنك بعد فترة ستشعرين بالضيق مرة أخرى، تغيير النفس هو المطلوب أعزائى.

كنت قبل خمس سنوات استيقظت باكرًا مسرعة للحاق بقطار القاهرة ذهابًا وإيابًا، وبدون طلب إجازات من العمل، ولكن ماذا حدث؟ هل عظامى تحاول أن ترتاح؟ وسيستعيد جسدى عافيته بعد إجازته المطولة؟

أنى أترك سريرى لألبى نداء طفلى، وبعدها أحاول العودة للنوم لكنى استغرق ساعة أخرى متأملة فى السقف متساءلة ماذا سيحدث غدًا؟. منذ عامين فى عيد ميلادى اقترحت إحدى صديقاتى أن أدون ما أتمناه فى ورق وصدمت عندما دونت خمسين أمنية ولم أحقق منها غير حصولى على خاتم من الفضة.

عامان مرا سريعًا لم أشعر بهم إلا عندما أخذت أدون ما أتمناه مرة أخرى على ورق راجية نفسى ألا يمر عامان آخران بدون فعل شىء سوا مشاهدة فيلم فى السينما أو تناول البيتزا فى أحد المطاعم.

عزيزتى ربة المنزل التى حالها يتشابه فى تفاصيله معى، مرحلة نمر بها جميعًا تأكدى دائمًا أنك لست وحدك، وليس هذا تعازيًا لكى ولا عذرًا سنختلقه للتمسك بما نحن فيه، لكن انفضى الغبار من عليكى حتى لا تتحولى لسيارة قديمة الطراز لا تصلح أن تسير فى عالمنا السريع، انقذى نفسك بنفسك، لا تنتظرى المساعدة من أحد فأصدقائك لن ينتشلوا روحك من بئر التعاسة المحكم لأن بكل بساطة مفاتيحه معك أنت، لا تنتظري أن تأتى السعادة إليك مهرولة فإنها ليست بشخص يسير على أربع أرجل، لا تبحثى عن كيف تسعدى الآخرين ادخرى مجهودك لإسعاد نفسك أولا فهذا لا يعتبر أنانية منك لأنكِ اذا لم تكونى سعيدة وقتها ستقدمين لهم أيها على طبق من النفاق مرصعًا بابتسامة مزيفة، ابحثى فى المرآة عن ذاتك الأخرى السعيدة، قد تجدى النشوة فى قراءة رواية أو اغنية بقت فترة بعيدًا عن مسامعك أو فكرة أرادت أن تتطاير لتسكن أوراقًا لتصبح كلمات رقيقة لقصة أو شعرا لكنها وجدت الورق مملوء بمتطلبات السوبر ماركت، أو ستجدينها فى طعامًا معدًا بطريقة تجعلك تلتهمين أصابعك ورائه كما يقولون.

قبل أنا أحدثكم فإنى أحدث نفسى، لا أريد أن أضيع عامين آخرين بجوار أمنيات مصيرها دفتر فى درج مهمل، فأعمارنا لا نعرف هل تبقى فيها الكثير أم القليل، لا أقول أن التغيير النفسى سيهل عليكى الان فانا مازلت اتغير منذ ثلاثة سنوات، احاول واتعثر، لكن تعثراتى اصابت قدمى بشدة فاصبحت ازحف للسعادة ببطء، ولكنى احاول جاهدة الوقوف والسير بخطى منتظمة، فدعونا نترك الماضى بكل ما فيه ولنلون حاضرنا بالسعادة حتى ياتى مستقبلنا مشرقا وليحل ظلاما هادئا.


موضوعات متعلقة..
- مى عزت تكتب: تعددت الأحلام

- مى عزت تكتب.. كلمة م الآخر
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حكم قضائى غير قابل للطعن.. تعرف عليه

ورطة نتيناهو تنسف وهم "إسرائيل الكبرى".. فشل تمديد استدعاء قوات الاحتياط فى جيش الاحتلال.. ائتلاف نتنياهو يفشل فى تأمين الأغلبية للتصويت على تمديد الخدمة.. انتقادات للحكومة وضباط يرفضون الامتثال للخدمة العسكرية

محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل لاعبي البريميرليج وفق تصنيف سكاي سبورتس

جدول ترتيب الدورى الممتاز الخميس 14 أغسطس 2025.. المصرى يتصدر

تعرف على حالات يحق لرجل المرور سحب التراخيص من السائق على الطرق


نتائج مباريات اليوم الخميس 14 – 8 - 2025 بالدورى المصرى

رجل يلاحق زوجته بسبب تحايلها بمستندات مزورة للزج به فى السجن.. التفاصيل

محمد الشناوي مرشح لحراسة عرين الأهلي أمام فاركو غداً في الدوري

أبرق قرية ظهرت فيها علامات الإنسان القديم ومخطوطاته قبل التاريخ.. تقع شمال غرب مدينة الشلاتين.. أهم مناطق محمية جبل علبة الشهيرة.. يقع بها أقدم آبار الصحراء الشرقية.. ويعيش بها قبائل العبابدة والبشارية.. صور

إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة


الشوط الأول.. تقدم ناشئى اليد على إسبانيا 15-13 فى ربع نهائي بطولة العالم.. صور

الداخلية تكشف تفاصيل نصب شخص على راغبى السفر للخارج

رنا سماحة وجابر جمال يتعاونان فى أغنية رومانسية جديدة بعنوان "هختار حبه"

تطوير منظومة مواقف السرفيس فى الجيزة.. موقف حضارى جديد بكوبرى الصحابة بالمريوطية فيصل بسعة 400 سيارة.. يخدم خطوط أكتوبر والمنيب والسلام والمرج والمعادى والوراق.. والمحافظة تطبق منظومة إلكترونية للمراقبة

ضبط سائق سيارة فارهة حاول الهرب بعد ارتكابه حادثا مروريا بكوبرى أكتوبر.. فيديو

هنادى مهنى مذيعة بودكاست فى حكاية "بتوقيت 28" والعرض السبت على dmc

موعد مباراة مصر وإسبانيا في ربع نهائي بطولة العالم تحت 19 عاما لكرة اليد

السكة الحديد تخفض سرعات القطارات بشكل مؤقت لارتفاع درجات الحرارة

اعترافات طلاب مطاردة فتيات الواحات: لاحقناهما وحاولنا إيقاف السيارة

مصر تدين بشدة الإعلان عن خطة لبناء 3400 وحدة سكنية فى الضفة الغربية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى