رضا محمد عبد الرحيم يكتب: العربة والجوال

اطفال شوارع - أرشيفية
اطفال شوارع - أرشيفية
هى فتاة يناهز عمرها الثالثة عشر عاما. تتدثر فى عباءة سوداء رثة، تضيف إلى عمرها خمسين عاما أخرى. ملامح وجهها تنم عن طفولة بائسة، ومستقبل أكثر بؤسا، لا يفارق يدها جوالا بلاستيك ينافس عودها فى الطول، تتنقل به من رصيف إلى آخر فى محطة قطار العاصمة، تقوم بتجميع علب المياة الغازية الفارغة فى جوالها لتقتات من ثمن بيعه، تدعو الله أن يرزقها فى كل يوم بمئة زجاجة بلاستيكية فارغة، هى لا تريد أكثر من هذا، وربما لا تستطيع أن تحمل أكثر من هذا أيضا، تحملهُ مسرعة إلى التاجر الذى يقوم بعد تلك الزجاجات بعد أن يبعد الغير صالح منها ويدس فى يدها عشر جنيهات.

فتهرول إلى المطعم القريب من المحطة لشراء علبة الكشرى وثلاثة أرغفة، وبعض الحلوى وتعود إلى مخزن القطار، حيث تقطن فى إحدى عربات قطار قديم فى أقصى مكان فى المخزن.تأكل ثم تقوم بفرش الجوال وتنام فوقهُ، استعدادا لشقاء صباح يوما جديدا. فهى لا تعرف فى هذا الكون غير مكان العربة وحمل الجوال.هذا هو عالمها الخاص. تندفع كل صباح نحو الرصيف، تؤدى عملها حالمة بالعشر جنيهات ووجبة الكشرى فى المغربية. يحن بعض الركاب عليها أحيانا برشفة من زجاجة صودا بالبرتقال أو ببعض الفاكهة.تجنب نفسها قسوة نظرة ركاب القطار الفاخر، فهم يرمقونها بنظرة لا تفهمها ولكنها أيضآ لا تحبها. كما أنهم بخلاء يتلفتون بعيدآ عنها وكأنها"جربه"، مع أنها نظيفة وتستحم يوميآ بزجاجتين من المياة الساقعة صيفا وشتاء هكذا تحدث نفسها دائمآ.ركاب المميز غلابه بس مش بخلاء، بشوف فيهم ناس كتير مثلى: بيجروا على أكل عيشهم،اللى فى إيده شنطة واللى رافع على راسه قفه أو جوال يشبه جوالى .كثيرا ما حلمت بعروسة لعبه، وقررت اليوم أن تجتهد شوية فى عملها وأن تتوسع فى دائرة البحث عن رزقها،وتنزل إلى القضبان فكثيرا ما تجد بها "بضاعتها" ولكنها تخاف النزول إلى القضبان.واليوم تكسر خوفها وتحقق حلمها.وبين هبوط وصعود وبين قضبان رصيف رقم واحد وقضبان رصيف رقم أحد عشر، يثقل حملها فتضعه على الرصيف- لأول مرة- بعد تثبيت جانبيه بحجرين، ويمر الوقت أسرع من القطار "الإسبانى"، الذى قرر فى غفله أن يلتهم الفتاه وحلمها، وهى مستغرقة فى العمل، ويندفع ريحهُ ليلقى بالجوال وما حمل على القضبان، وفى مساء يوم الحادث تقوم ورش السكك الحديدية ببيع ما بالمخزن من عربات قديمة.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

نهائى كأس مصر للكرة النسائية.. الأهلى يتعادل سلبيا مع دجلة فى الشوط الأول

موعد مباراة الأهلي وفاركو فى دوري nile والقناة الناقلة

مصادر: المحكمة الرياضية قد تصدر قرارها فى شكوى بيراميدز قبل 28 مايو

زوجة مسلم تنفى شائعات طلاقهما بعد ساعات من الزواج: عمرى ما هتخلى عنه

لصوص لكن ظرفاء.. سرقة كأس أبطال أوروبا للسيدات قبل ساعات من النهائى"فيديو"


الأهلي يجهّز ملف شامل للرد على شكوى بيراميدز بالمحكمة الرياضية.. التفاصيل

اتحاد الكرة يرسل للمحكمة الرياضية حيثيات قرار لجنة التظلمات فى أزمة مباراة القمة

الصين: منع قيد الطلاب الأجانب بهارفارد يشوه صورة أمريكا فى العالم

فيفا يحظر الانتقالات الجسرية.. وقرار جديد يمس إعارات مونديال الأندية

غرة ذى الحجة وأول أيام عيد الأضحى.. جمعية الإمارات للفلك تكشف


مواعيد مباريات نصف نهائى كأس عاصمة مصر والقناة الناقلة

عمرو الليثى يطمئن محبيه بعد خروجه من الرعاية المركزة وإجراء جراحة

رابطة الأندية ردا على المحكمة الرياضية: اللائحة معتمدة من الـ18 ناديا

زلزال بقوة 5.7 درجة يدمر 140 منزلا فى جزيرة سومطرة الإندونيسية

يارا تامر زوجة مسلم بعد جدل انفصالهما: ربنا يبعد عننا العين والناس الحقودة

بعد حادث دائرى البساتين.. كيف تقى سياراتك شر الحرائق على الطرق ؟

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 23 مايو 1951.. 62 أميرا وأميرة من آل عثمان يعيشون فى مصر يرحبون بقرار البرلمان التركى بالسماح بعودتهم بعد إسقاط جنسيتهم وطردهم بإلغاء الخلافة عام 1924

134 مليون جنيه تُنقذ الزمالك من إيقاف جديد للقيد

"حج مبرور وذنب مغفور".. لوحات فنية تزيّن بيوت الحجاج فى الأقصر (صور)

مايكروسوفت تمنع استخدام كلمات "فلسطين" و"غزة" و"إبادة جماعية" في الرسائل الداخلية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى