على هامش حادثة ريهام سعيد.. الدروس المستفادة والفرصة الأخيرة للإعلام

لن أتعرض إطلاقاً إلى (حادثة ريهام سعيد والفتاة الجامعية سمية) فقد غطت أحداث تلك الحادثة على أهم استحقاق لخارطة الطريق وهو الانتخابات النيابية، والطبيعى أن الحادثة مكانها الطبيعى هو صفحة الحوادث فى أى جريدة ..لكن لكل حادثة جانبها المأساوى.. كما أن لها جوانب إيجابية، ولعل هذه الحادثة تكون بمثابة درس لكل زملاء المهنة التى تلوثت سمعتها بكل صراحة وصار الناس يحملونها كل الخطايا والأوزار التى تحدث فى مصر وهم إلى حد ما محقون فى ذلك.

يجب على كل إعلامى ألا يكون هدفه فقط أن يكون الأعلى مشاهدة حتى لو كان ذلك على جثة وطن يعانى شعبه ويحاول مسئولية الخروج من عنق الزجاجة ولم يعد مقبولاً أن يكون الإعلام الذى لعب الدور الأكبر فى التمهيد لثورتى يناير ويونيو لتخليص البلد من نظامين أضرا البلد حتى لو اختلف البعض حول ذلك، ولكن كيف يلعب الإعلام دور البطولة فى وقت ثم يعود ليلعب دور الشرير فى وقت آخر ..تلك هى القضية التى يجب على الإعلاميين وأولاد المهنة أن ينتبهوا إليها وأن يدركوا أنهم الأقوى لو تمسكوا بالثوابت وبالمبادئ، وألا يكون البعض منهم "ألعوبة" فى أيدى بعض رجال الأعمال أصحاب القنوات والمصالح، ورجال الإعلانات والمصالح أيضاً ..اعلموا أن رجال الأعمال والإعلان بدونكم لا شىء ..لكنكم بدون الطالح من رجال الأعمال والإعلان والمصالح ستكونون كل شىء ووقتها سوف تكونون حقيقة وواقعاً القاطرة التى تشد قطار البلد فى هذه الأزمة التى يمر بها.

كلنا يجب أن نهز ضمائرنا هزة عنيفة لنزيل ما علق بها من غبار المال والأعمال والمصالح، ونؤدى الرسالة ونحصل فى نفس الوقت على ما نستحق لكن من موقف قوة وكرامة، أقول قولى هذا وأشهد الله أننى أتألم لكل ما يحدث، وكثيراً ما أشعر بندم على أنى امتهنت هذة المهنة وأفنيت فيها عمرى تقريباً ..لكنى فى نفس الوقت لا أزال متمسك بالأمل أن يستفيق كل زملاء المهنة ويعرفون أنهم عقل وضمير هذه الأمة ويشكلون الوعى والرأى العام والتجارب القريبة أثبتت ذلك، فلا زالت الفرصة مؤاتية لإصلاح المسار والله ولى التوفيق من قبل ومن بعد.