أشباه الرجال

عمرو جاد
عمرو جاد
بقلم : عمرو جاد
فى ترجمته العربية، يبدأ الدستور السويسرى بعبارة «بسم الله القدير المتعالى»، وأسفل من تلك العبارة يضع الدستور لائحة ضخمة من الحريات والحقوق، لأن سويسرا تجاهر بأنها دولة علمانية - بفتح العين - وتشدد على ذلك بمجمل بنود الدستور، لكن كل هذه التفاصيل تختفى فى ظل مكانتها كأكثر البلاد غنى وارتفاعا فى مستوى معيشة الفرد، ينقصها فقط جابر عصفور وحلمى النمنم وعلاء الأسوانى وبضعة سلفيين لتصبح فى مستوانا الفكرى والسياسى والدينى أيضا.

حلمى النمنم هو وزير تقافتنا البائسة، الذى لم يكمل شهرا فى منصبه حتى أصابه داء الشجاعة فدخل الغابة بقدميه الاثنين مرة واحدة، للأسف إحداهما سقطت فى فخ والأخرى انتصبت فوق لغم، قبل أن يتهم النمنم الإسلام السياسى بجلب الخراب وأن يؤكد على أن «مصر علمانية بالفطرة»، كان عليه أن يفكر قبلها كيف يرى بسطاء الناس مصطلح «علمانية»، وكيف تهدر آلات التشدد ليل نهار لترسيخ صورة ذهنية سيئة لأكثر المصطلحات الفكرية التى تعرضت للظلم على مر التاريخ، لا ينافسه فى هذا الظلم سوى مصطلح «العمل بالشريعة»، النمنم هنا اعتبر أن الحريات التى ينص عليها دستوره والقوانين التى تتفرع منه أكبر دليل على علمانية الدولة.. نسى أننا شعب يحب كل ما هو «وسطيا جميلا»، والعلمانية لم تنل هذا الشرف بعد لدرجة أن أحد المفكرين المهمين المنتسبين للأزهر قال لى ذات مرة «العلمانيون فى مصر مجموعة من أشباه الرجال».

أعضاء حزب النور أيضا بصفتهم أكثر السلفيين ظهورا وصخبا فى الساحة السياسية، لن يتركوا هذه الفرصة دون أن يمتطوا الدستور ليرفعوا المادة الثانية منه على أسنة الرماح، واعتبروا أن القول بعلمانية الدولة يخالف الدستور، وصبوا على النمنم غضبهم المعتاد مع كل وزير ثقافة يدخل تلك الساحة دون أن يكون متسلحا بالعقل، لماذا العقل؟..لأن السلفيين ببساطة يخوفون الناس من كل مخالفيهم فى الرأى بدعوى أنهم علمانيون وليبراليون وملحدون، شباب السلفيين اليوم يقرأون كتب جان لوك واسبينوزا وفلسفة أبيقور، ليكونوا جاهزين بالرد الشافى على أعضاء الحزب الحافى.. اسأل فقط السيد جوجل عن موضوعات بعنوان «كيف تحاور علمانيا»، لم تصبح العلمانية أن تمشى أختك متبرجة أو دون حجاب، بل تطور الأمر لمناقشتك فى العلمانية الجزئية والشاملة من واقع كتابات الراحل عبد الوهاب المسيرى.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الإسكان الاجتماعى: طرح 113 ألف وحدة سكنية لتلبية احتياجات المتقدمين

رئيس الوزراء عن صورته مع آبى أحمد: وفق البرتوكول فقط ومصر لن تفرط فى حقوقها المائية

ابنة كريم محمود عبد العزيز فى ظهور خاص معه خلال الحلقة 9 من مملكة الحرير

وزير الاتصالات يكشف سبب انتشار النيران بشكل سريع فى حريق سنترال رمسيس

إبراهيم سعيد يبكى فى أول ظهور له بعد الخروج من السجن: عايز حقى.. فيديو


شاهد التريللر الرسمى لفيلم أمير كرارة "الشاطر" قبل طرحه

الأهلي يدرس سفر كباكا وعابدين وبستانجي لمعسكر تونس

7 أخبار رياضية لا تفوتك اليوم الأربعاء 9-7-2025

تعرف على موقف الأهلي من انتقال أحمد عبد القادر للدوري السعودي

مجلس الوزراء يوافق على 8 قرارات خلال اجتماعه الأسبوعى.. تعرف عليهم


"جنة السياحة في تركيا".. كل ما تريد معرفته عن مدينة محمد صلاح المفضلة

زيزو يحتفل مع السقا بعرض فيلم "أحمد وأحمد" فى دبى.. صور

صوت من وسط الدخان داخل حريق سنترال رمسيس.. وائل مرزوق لم يخرج من مكتبه لكن بقيت قصته.. تفاصيل آخر مكالمة لموظف الموارد البشرية مع زميلته تكشف لحظات الوجع: "مش عارف أخرج.. إحنا كده خلاص".. صور

محمد صلاح يشترى فيلا فاخرة فى تركيا.. السعر مفاجأة

النيابة العامة تعاين اليوم موقع حادث حريق سنترال رمسيس لكشف أسبابه

جينيفر أنيستون تجد شريك حياتها بعد سنوات من الخلافات العاطفية

نتيجة الدبلومات الفنية برقم الجلوس 2025.. مراجعة الدرجات وتجميعها

سفير الصين بالقاهرة: زيارة لى تشيانج لمصر تجسيد للتوافق الاستراتيجى

تجهيز نتيجة الدبلومات الفنية 2025 وإتاحتها إلكترونيا للطلاب

حقائق مثيرة لا تفوتك قبل قمة ريال مدريد وباريس سان جيرمان بمونديال الأندية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى