النائب «المضبطة» والنائب «الإفيه»!

أكرم القصاص
أكرم القصاص
هناك اعتقاد بأن تسرب نوعيات من النواب إلى مجلس النواب من محترفى الإفيهات أو القفشات والشتائم يمكن أن يحول مجلس النواب القادم إلى «توك شو» كبير، وكان برلمان الحزب الوطنى أو برلمان الإخوان كلاهما من أصحاب الإفيهات، غطت قفشاتهم على أداء المجلس.

وهناك ظاهرة ولدت وترعرعت مع ظهور البث المباشر لجلسات البرلمان على الهواء، ونقل مقاطع مسجلة، كانت تتضمن أكثر المشاهد إثارة ولفتا للأنظار. فى برلمان الوطنى رأينا نوابا يرفعون الأحذية، أو نائبا يطالب بضرب المواطنين بالرصاص، وكثيرا ما التقطت الكاميرات صورا لنواب نائمين أو وزراء يقزقزون اللب، أو النائب الذى كان يلعب دورا مزدوجا «وطنى ومعارضة» فى نفس الوقت.
وسواء فى البرلمان أو برامج الـ«توك شو»، يميل المشاهد إلى الاختزال ويشده الإفيه، ولهذا يحرص مذيع أو مذيعة بعض برامج الـ«توك شو» على الوصول إلى ذروة درامية من خلال «تسليط» الضيوف على بعضهم ليشتبكوا، أو يسعى للجذب من خلال برامج سحر وشعوذة.

ومع أن برلمانات الحزب الوطنى كانت تتضمن نواب الإفيهات، فقد كان برلمان 2012 واحدا من أكثر البرلمانات إثارة للضحك والسخرية، ورأينا نائبا يرفع الآذان، وآخر يرفع لافتة يستأذن فيها للذهاب إلى الحمام، وثالث يجرى عملية تصغير أنف ضمن تمثيلية أنه تعرض لهجوم وسرقة، ناهيك عن نائب الكورنيش ونائب الخرطوش إلى آخره، ولا يتذكر المواطنون أى مناقشة جادة تشريعيا أو رقابيا، ولهذا لم يحزن المواطنون على أحكام ببطلان أى من هذه المجالس التى لم يروها تعبر عنهم بقدر ما تمثل فرجة.
نقول هذا بمناسبة ظهور مرشحين أو نوابا فازوا، يركزون كلامهم على إفيهات أو اتهامات ووعود، وبعضهم يقدم «النفاق» أو يطبل، وبعضهم يظن أنه يقدم مسوغات تعيين، وكل مشروعاتهم مجرد كلام وتطبيل يخلو من الجدية، ولم يتحدث أى منهم، حتى الآن، بكلام يفهم منه أنه يدرك حجم ما ينتظر مجلس النواب من قضايا مهمة وتنتظر الحسم.

ثم إن المرحلة الثانية تضم مرشحين يتوقع نجاح بعضهم، وسط معادلة الحضور والغياب، وفى حالة نجاحهم ينتظر أن تسود ظواهر النائب «الإفيه» الذى يخوض معارك سطحية، ويحول البرلمان إلى ساحة نقاش هزلية.

وعلى العكس، فقد شهدت برلمانات الثمانينيات، بالرغم من تلاعب الحزب الوطنى، كانوا نماذج فى الجدية والمواجهة، ولا تزال تذكر مضابط مجلس الشعب مواقف لنواب مثل النائب الوفدى محمود القاضى أو كمال خالد أو ممتاز نصار أو كمال أحمد وغيرهم، وبالرغم من عددهم القليل كانت أصواتهم مسموعة ومؤثرة، ومن هنا، فالأمر ليس بقلة أو زيادة العدد، بل باختيار النائب إما أن يكون صاحب مواقف أو مجرد «نائب إفيه».
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

نموذج استرشادى لامتحان مادة الأحياء لطلاب الثانوية العامة.. حل واختبر مذاكرتك

رئيس كهرباء الإسكندرية: إعادة التيار لجميع المناطق التابعة لمحطة محولات الورديان

بي اس جي ضد الريال.. تأخر انطلاق موقعة كأس العالم للأندية 10 دقائق

وزير الكهرباء يصل العاشر من رمضان لمتابعة آثار حريق محطة المحولات

السعودية تعلن وفاة الأميرة بزه بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود


تأجيل مباريات ليفربول أمام آرسنال ونيوكاسل في الدوري الإنجليزي

إبراهيم سعيد يبكى فى أول ظهور له بعد الخروج من السجن: عايز حقى.. فيديو

22 عاما على "اللى بالى بالك".. مكالمة من الزعيم أسعدت محمد سعد بعد عرض الفيلم

كريم فؤاد جاهز لبدء فترة الإعداد مع الأهلي

جامعة القاهرة الأهلية تُطلق صفحتها الرسمية على فيسبوك وموقعها الإلكترونى


موعد مباراة بي اس جي ضد ريال مدريد في كأس العالم للأندية والقناة الناقلة

مهاجم بتروجت يقترب من المقاولون العرب في الموسم الجديد

رفض تأجيل مباراة ريال مدريد ضد أوساسونا في الجولة الاولي من الليجا

بعد التصالح فى واقعة نجل الفنان محمد رمضان.. سيناريوهات جلسة المعارضة غدا

تعرف على موعد انطلاق بطولة الدورى المصرى للموسم الجديد 2025 – 2026

رئيس الوزراء: حريصون على وضع تصور واضح لمستأجرى "القانون القديم"

الزمالك يستعيد أحمد حمدى بعد أداء مناسك العمرة

إقامة السوبر المصرى فى نوفمبر بسبب كاف

فيلم ريستارت لـ تامر حسنى يحصد 87.6 مليون جنيه خلال 6 أسابيع عرض

الأهلى يرفض رحيل عمر كمال عبد الواحد إلى سيراميكا ضمن صفقة الظهير

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى