محمود حمدون يكتب: الفقر وأشياء أخرى

فقراء - أرشيفية
فقراء - أرشيفية
منذ سنوات بعيدة، حضرت ندوة بأحد فنادق القاهرة التى تقع بحى شهير، عُقدت الندوة فى الطابق الثانى عشر بقاعة اجتماعات تطل على نهر النيل من ناحية حى جاردن سيتى الشهير، فى منظر يأخذ بالألباب بحق .

عراقة الفندق والموقع الساحر، والنوعية فائقة الجودة من الخدمة الفندقية جعلت الحضور وأنا من بينهم، يتناسون الغرض من إقامة الندوة.. فجأة ومع بدء فعاليات الندوة، تذكّرنا جميعا أنها عن الفقر والفقراء وعشوائيات مصر !!

الحضور كان جمعا لفيفا من جنسيات مختلفة، غالبيتهم من كتّاب ومُنظّرين سياسيين نراهم فى التلفاز والفضائيات، سرعان ما بدأت الندوة، احتدم الجدل وتطايرت الإحصائيات والأرقام الدالة على عمق الفقر فى عشوائيات وأحياء مصر المختلفة، ومؤكدة على قسوة السياسات الحكومية بمختلف الأنظمة السابقة والحالية (وأنها تؤثر الأغنياء على الفقراء)، وطُرحت أفكارا ورؤى للتنمية وللتخفيف من حدة الفقر.. تباكى الحضور على الفقراء وتعاطفوا مع قضاياهم.

لم ينس الحضور خلال فعاليات الندوة التى استمرت من العاشرة صباحا حتى الرابعة بعد العصر، أخذ قسط من الراحة، عملا بالقاعدة الشرعية أن لبدنك عليك حق، فاستراح الحضور من الجدل وسخونة المناقشات مرتين "للاستمتاع بالضيافة" ثم غذاء أقل ما يوصف أنه فاخر للغاية، وحوى من الأصناف ما زلت أجهل بعضها حتى اللحظة.. انتهت الندوة بتوصيات وتقارير وإدانة لسياسات حكومية ترسخّ للفقر وتحرم الفقراء من الوصول للخدمات المختلفة.

الحوار كان عن الفقر والفقراء، ومع هذا، بعض الحضور ممن نسمع عنهم ويتحقق فيهم مصطلح "رغد العيش" كلهم كان بينهم وبين الفقر بون شاسع وجميعهم لم يروا فقيرا سوى فى الأفلام المصرية القديمة، الندوة كانت عن الفقر والفقراء .. لكن لم أر فقيرا واحدا إلاّ عند عودتى بالمواصلات العامة، إذ خرجت من جو الفندق العريق (حيث التكييف البارد الهواء والمشبع بالروائح الذكية) لصهد الجو والحرارة المرتفعة والوجوه الكالحة.

ما أبشع التناقض بين وجوه ضاحكة مستبشرة راضية، كانت منذ برهة تتباكى على الفقراء فى مصر، وبين أخرى عابسة مرهقة منتشرة بالشوارع والأزقة والحارات تتناوشها الأمراض الجسدية والعلل النفسية.

هكذا كانت وما زالت تسير الحياة بمصر، علاقة جدلية مستمرة بين طرفين، المسافة بينهما ثابتة، طرف فقير يعانى وآخر يتحدث عنه وباسمه وربما يحقق منفعة ووضعا سياسيا واقتصاديا أو أكاديميا بسببه، فأصبح الحديث عن الفقر والفقراء فى مصر حرفة ومهنة يجيدها البعض وربما كان هؤلاء دعائهم فى جوف الليل "اللهم أدم الفقر بمصر واجعل لنا خيرا من وراءه".
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية قبل انطلاق بطولة أمم أفريقيا والقناة الناقلة

الأهلى يوافق على عرض إشتوريل برايا البرتغالى لضم محمد هيثم

البطل الأسترالى أحمد الأحمد يوجه رسالة لأمه من المستشفى.. فيديو

موعد مباراة المغرب والأردن في نهائي كأس العرب 2025

الأرصاد تتوقع فرص سقوط أمطار على القاهرة الكبرى وتحذر من سيول بهذه المناطق


طلاق المخرج حسام الحسينى وزوجته رسميا بعد 21 عاما من زواجهما

لحظات رعب في المغرب.. فيضانات إقليم آسفى تخلف 51 قتيلا ومصابا والحصيلة فى تزايد.. استمرار البحث عن مفقودين.. تعليق الدراسة 3 أيام.. الوكيل العام للملك يفتح تحقيقا موسعا.. والأرصاد تحذر من طقس عنيف غدا.. فيديو

الأردن يفوز على السعودية ويواجه المغرب فى نهائى كأس العرب 2025

دخل علينا غرفة النوم.. تفاصيل اقتحام أتوبيس مدارس شقة سكنية فى بدر.. صور

ابنة شقيقة طارق الأمير: دكتور حسام موافى طلب من الأطباء تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب لخالى


موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية استعدادا لكأس أمم أفريقيا

حقيقة تصنيف مواليد الثمانينيات ضمن كبار السن في منظمة الصحة العالمية

ابنة شقيقة طارق الأمير: خالى فاقد الوعى وقلبه توقف مرتين من جديد

ملخص وأهداف المغرب ضد الإمارات 3-0 اليوم فى نصف نهائى كأس العرب

صور الأقمار الصناعية.. تدفق السحب وتوقعات أمطار بهذه المحافظات تصل للسيول

اليوم السابع يطلق أكبر بوابة لتغطية كأس أمم أفريقيا 2025

الأرصاد تحذر: تدفق السحب الممطرة وأمطار على هذه المحافظات الساعات المقبلة

بعد عام من الغموض.. اتهام زوج ملكة جمال سويسرا بتقطيع جثتها وطحنها فى الخلاط

تشكيل مباراة المغرب ضد الإمارات فى نصف نهائي كأس العرب

الطقس غدا.. أجواء شتوية وأمطار واضطراب بالملاحة والصغرى بالقاهرة 13

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى