مصر تحارب الإرهاب بمفردها.. هل ستنضم دول الغرب؟

دينا شرف الدين
دينا شرف الدين
حقًا فإنه لا يشمت فى المصائب والملمات إلا اللئام ذوى النفوس المريضة، فالدم كله حرام وهذه الأرواح البريئة التى أزهقتها أيادى الغدر والخسة لم ولن تقتصر على ضحايا حادث فرنسا، لكنها إن استمر توغل وتوحش هؤلاء المجرمين ستُحصد يومًا بعد يوم أرواحًا كثيرة بريئة من هنا وهناك، فأيادى الخسة لا تفرق ولا تميز بين عربى وأعجمى، فالكل فاسق كافر ينبغى اجتثاث جذوره من على وجه الأرض !

اللهم لا شماتة فى مصائب الآخرين، فقد شعرنا بالحزن والأسى على ١٢٧ ضحية لغدر الإرهاب لا ذنب لهم ولا حول ولا قوة!

لكننا فقط نود التذكير بأن الإرهاب لا يفرق ولا يربت بيدٍ على أحد ويقتل باليد الأخرى غيره! فدينه ومذهبه العنف والدم والغدر .

فلم تمر على محنة مصر التى استبقت فيها الدول الغربية جميع نتائج التحقيقات فى حادث الطائرة الروسية، وأعلنت أنها عملية إرهابية وتضامنت جميعها معًا على توجيه ضربة قاسمة لمصر بإعلانهم سحب وإجلاء الرعايا وتعليق رحلات الطيران إلى شرم الشيخ وتحذير رعاياهم بل ومنعهم من السفر إلى مصر فى موقف غريب من نوعه فيه اتحاد ضمنى على خذلان مصر، هذا لمجرد احتمال تفجير الطائرة حيث أعلنت داعش كالعادة أنها وراء تفجير الطائرة !

هذا ولم تُبد الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية أى رغبة فى المساندة أو الدعم حتى المعنوى لمصر فى مواجهة العمليات الإرهابية، على اعتبار أن الإرهاب بعيدا عن أراضيهم وأنهم بمأمن منه !

فقد سمحت الدول الأوروبية وأمريكا لهذه الدبابير بالاستوطان والاستقرار والاحتماء بأراضيها بل والإغداق عليهم بكل وسائل الدعم والمساعدة، هذا للاستفادة من خبراتهم الإجرامية الدموية فى ضرب وزعزعة استقرار وأمن أوطانهم !

لعل الدول الغربية والدولة الأمريكية التى توجه الضربات التمويهية لتنظيم داعش منذ وقتٍ طويل دون أن يصاب التنظيم بأى أذى وكأنها ضربات تطبطب عليه دون أن تجرحه لضمان استمرار الزعزعة والانهيار فى المنطقة اللهم إلا بعد دخول روسيا فى اللعبة، وتوجيه عدة ضربات حقيقية للتنظيم أحرجت قوات التحالف المتراخية إحراجاً كبيراً وأظهرت عدم الجدية فى هذه الحرب التمثيلية على بؤر الإرهاب !

وكالعادة: فقد أعلن تنظيم داعش تبنيه لعملية باريس التى تضمنت سبع تفجيرات متزامنة، مثلما أعلن تبنيه لإسقاط الطائرة الروسية بمصر، وقد سارعت الدول الأوروبية باعتبار تصريحات التنظيم محل ثقة وتصديق دون أن تكتمل التحقيقات وبادرت برد الفعل المجحف دون إبداء أى مساندة أو دعم لمصر فى حربها على الإرهاب وكأنها تتربص وتتحين الفرصة لتتحد فى موقف واضح على كسر ظهورنا كلما انصلبت واستقامت !

هل ستتخذ الدول الغربية من حربها على الإرهاب مأخذ الجد؟ هل ستنتفض وتتأكد أن الخطر محيط بها وليس ببعيد بل إنه على أراضيها وفى حمايتها وتحت رعايتها؟
هل ستقف الدول الغربية بجانب مصر وقفة حقيقية لمواجهة الإرهاب الذى تطمئن قلوبهم باستمرار وجوده على أراضينا؟

نعم.. فمصر الدولة الوحيدة التى تواجه حربًا شرسة على الإرهاب بمفردها، لا تجد من يساندها ولا يقف بجانبها بل يتفرج الجميع ويشجب ويندد فقط !

وما يثير الدهشة تلك التصريحات المتناقضة التى خرجت عن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى فقد صرح منذ أقل من شهرين أن الثلاث سنوات المحددة للقضاء على تنظيم داعش قد تطول عن ذلك، ثم عاد منذ يومين ليناقض تلك التصريحات بأن (أيام داعش أصبحت معدودة)! وبالطبع كانت هذه النغمة المختلفة بعد دخول روسيا فى اللعبة واتساع دائرة الصراع بين الدول الكبرى التى تحارب بعضها البعض ضمنيًا على أراضينا عابثة بمقدراتنا، لا يهتز لها طرف فيما ينالنا وشعوبنا من خراب ودمار، فأصبحت المنطقة مسرحًا لاستعراض العضلات دون قضاء فعلى على هذه التنظيمات المتطرفة، وبالتالى فنحن من نسدد فواتير الدمار والضربات الاستعراضية الفارغة !

نهاية: مصر الدولة الوحيدة التى تحارب الإرهاب بمفردها دون دعم أو مساندة من أحد، وبفضل الله موفقة منصورة على نبت الشياطين الذى تكاثر على أراضيها، فهل تقرر الدول الغربية الانضمام والمشاركة الحقيقية غير الاستعراضية للقضاء على الإرهاب واجتثاثه من جذوره الخبيثة وقصقصة فروعه التى تكاثرت وأنبتت على أراضى الغرب وتحت رعايتهم وأمنهم؟؟
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ريبيرو يعود للقاهرة غداً لقيادة فترة إعداد الأهلى للموسم الجديد

الخارجية الأمريكية تبدأ عملية تسريح جماعي لأكثر من 1300 موظف

بسبب تغيرات المناخ.. مخاوف من تراجع نحو 10% من محصول الكاكاو في غرب أفريقيا.. كوت ديفوار وغانا ونيجيريا والكاميرون تساهم بأكثر من ثلثي الإنتاج العالمي.. وانخفاض الإنتاج يرفع احتمالات زيادة أسعار الشوكولاتة

اليوم.. السكة الحديد تشغل عربات فاخرة وVIP على خط الإسكندرية القاهرة المنيا

تحركات سياسية وإنسانية مصرية شاملة لنصرة الأهالى فى غزة ودعم حقوق الفلسطينيين.. خبراء وسياسيون: الدولة لم تكتفِ بالجانب الإنسانى فقط بل تصدت لمحاولات التهجير.. وتسعى لحشد موقف دولى ضاغط على الاحتلال الإسرائيلى


تعرف على موعد صرف تكافل وكرامة بالزيادة الجديدة

باراك: واشنطن لا تدعم إنشاء دولة لـ"قسد" فى سوريا

غادة عبد الرازق تكشف عن تعرضها للإصابة وتجلس على كرسى متحرك

انفجارات عنيفة تدوي في مدينة جبلة السورية

طلاب الهندسة الحيوية بالإسكندرية ينجحون فى تصميم ذراع روبوت بـ6 درجات حرية.. "6-DOF" يُستخدم كمساعد لأطباء الجراحة فى المستشفيات.. تنفيذه يكلف نحو 22 ألف جنيه.. وأعضاء هيئة التدريس يشيدون بالمشروع.. صور


تسونامى المخدرات يهدد أمريكا اللاتينية.. الكوكايين ينتشر فى البرازيل ويضرب 11 مليون متعاطى.. السباق التكنولوجى للتجار فى كولومبيا يؤجج المخاوف.. "مخدر الزومبى" يثير الرعب فى المكسيك.. والفنتانيل ينتشر فى تشيلى

هل سيتم تخفيض تنسيق الثانوي العام بالقاهرة ؟.. اعرف التفاصيل

زى النهارده.. هدف بشعار "غزل الملاعب" بين متعب وغالى فى مباراة الأهلى ودجلة

بالأسماء والرموز.. قوائم المرشحين لانتخابات مجلس الشيوخ بجميع محافظات مصر

السيطرة على حريق مصنع منظفات وكيماويات مدينة بدر وبدء عمليات التبريد

ننشر قوائم المرشحين لانتخابات مجلس الشيوخ عن دائرة محافظة المنيا

أخبار × 24 ساعة.. النقل تحذر من اقتحام مزلقانات القطارات

بريطانيا: المفوضية الأوروبية تدعم اتفاق إعادة المهاجرين رغم اعتراضات

ماكينات حفر الخط الرابع للمترو لا تتوقف.. طاقم مصرى يصل الليل بالنهار لإنجاز المشروع.. المكينة تحفر 22 مترا يوميا والنفق حلقات خرسانية يتم تركيبها وتصنيعها محليا.. وهذه طرق تأمين العمال تحت الأعماق.. صور وفيديو

جهود أمنية متطورة بالطريق الإقليمى.. ضبط آلاف المخالفات باستخدام أجهزة ذكية.. خبراء أمنيون لـ"اليوم السابع": التكنولوجيا والتوعية سر نجاح حملات المرور.. ويؤكدون: ضبط 40 سائقا من متعاطى المخدرات و22 محكوما عليهم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى