درس باريس

محمد الدسوقى رشدى
محمد الدسوقى رشدى
بقلم : محمد الدسوقى رشدى
لا خير فينا إن لم نتعلم، ولا خير فيهم إن لم يتعلموا..

الأولى تخص المصريين كشعب، والثانية تخص المسؤولين فى مصر كأهل سلطة وحكم، لا بكاء الشعب أو نحيبه أو عديده أو تنكيته أو قلشه سيفيد وطنا يضربه الإرهاب، ولا صمت السلطة وإرتباكها وتهورها يحمى الدولة من تداعيات تفجيرات الإرهاب، الحل إذن يبقى فى التركيز مع هذا الدرس الفرنسى المجانى.

فى باريس، انطلقت رصاصات الإرهاب، وقتلت الأبرياء وأصابت المئات، وانتفض العالم وتضامن، وفى طيات ما سبق من أحداث دروس يجب التوقف أمامها لعلها تصلح بعضا من الحال المصرى الشعبى والرسمى.

تفجيرات باريس حادثة كاشفة، لم يتوقف دورها عند تعرية الوجه القبيح للإرهاب، بل كشفت عن وجه أقبح لعالم طبقى وانتقائى فى حزنه وتعاطفه، يبكى على ضحايا باريس ويشعل الشموع ويتأهب لشن حروب ضد الإرهاب بمنتهى الحماس، بينما يظل صامتا ومتجاهلا لسقوط عشرات الضحايا فى لبنان، ويتعامل مع الإرهاب فى سيناء وكأنه تمرد يجب على الدولة المصرية احتواؤه، ولا يغضب وهو يرى المئات فى سوريا والعراق ونيجيريا يذبحون على يد داعش وبوكو حرام، تفجيرات باريس كشفت الوجه الأقبح للصحافة الأجنبية، التى خرجت عناوينها وتقاريرها بعد تفجيرات فرنسا تحمل كل معانى العزاء والتضامن، بينما نفس الصحف كانت تجعل من أقلامها سيوفًا على رقبة مصر بعد كل حادثة إرهابية فى سيناء، أو كما حدث بعد سقوط الطائرة الروسية، تستبق العزاء فى دماء المصريين بالهجوم على مصر والتشكيك فى منظومتها الأمنية وإعلان مصر بقعة حرب خطرة على السائحين.

ما حدث فى باريس كشف وجها أقبح من القبح ذاته لبعض السائرين فى شوارعنا من سياسيين ونشطاء وإعلاميين كانوا كلما وقعت حادثة إرهابية فى مصر يسارعون بتعلقيات الشماتة فى السلطة، وسن سكاكين ذبح الأجهزة الأمنية، ثم يتذكرون فى النهاية أن الدماء التى روت الأرض مصرية تستحق العزاء والتضامن، بينما هم أنفسهم كانوا أول من سارعوا بالتضامن والحزن وتقديم العزاء بعد سقوط ضحايا فرنسا، ثم انطلقوا لمديح الشعب الفرنسى الذى نزل إلى الشوارع يتضامن برفع أعلام بلده بينما هم أنفسهم كانوا يسخرون من المصريين حينما يرفعون الأعلام ويعلنون التضامن ودعم مصر بعد أى جريمة إرهابية.

تفجيرات باريس كشفت الوجه العاجز لبعض مؤسسات الدولة المصرية، المؤسسات فى فرنسا تحركت بخطوات ثابتة بعد الحادث رغم بشاعته التى قد تبرر أى ارتباك، ورغم ذلك، تكلم الرئيس هولاند لشعبه مباشرة، لم تصدر بيانات رسمية متناقضة من جهات مختلفة، ولم ينتظر رئيس الوزراء الفرنسى توجيهات الرئيس للتحرك.

الدرس الفرنسى كامل ومتكامل، فقط ينتظر من يستوعبه، وكاشف وفاضح لهؤلاء المتاجرين بسمعة مصر، فقط ينتظر من يفضحهم، وإن كانوا هم سبقوا وفضحوا أنفسهم بأنفسهم.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

المصرى يبدأ فى إنهاء إجراءات السفر لتونس لانطلاق المرحلة الثانية من الإعداد

أرسنال يرسم خارطة طريق التتويج بالدوري الإنجليزي عبر ميركاتو ناري

فيلم Mission: Impossible - The Final Reckoning يحقق 576 مليون دولار

حسام أشرف لاعب الزمالك ينتقل إلى سموحة لمدة موسم واحد على سبيل الإعارة

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 8 - 7 - 2025 والقنوات الناقلة


بعد عطل الاتصالات والإنترنت.. إقلاع 36 رحلة طيران وجار العمل على 33 أخرى

مقتل 5 جنود إسرائيليين وإصابة 10 آخرين في "كمين كبير" بغزة

ياسين مرعى صفقة الأهلى الثامنة فى الميركاتو الصيفى

للمرة الثانية..السيطرة على حريق مبنى سنترال رمسيس والإطفاء تبدأ التبريد.. صور

إعلام عبري: إصابة 16 جنديا إسرائيليا في انفجار عبوة ناسفة بشمال قطاع غزة


الاتحاد يضع الرتوش الأخيرة على صفقة تبادلية مع سيراميكا.. بيع مغربى وضم 3 لاعبين

تجدد اشتعال النيران في مبنى سنترال رمسيس والإطفاء تحاول السيطرة.. صور

الهلال الأحمر المصرى يوجّه فرق الطوارئ إلى سنترال القاهرة لتقديم الإسعافات

تمركز 12 سيارة إطفاء للسيطرة على حريق سنترال رمسيس.. صور

ميلود حمدى: المهمة صعبة وسأبذل أقصى جهد.. وجمهور الإسماعيلى الداعم الأول

محافظ القاهرة يشكل لجنة هندسية لبيان مدى تأثر مبنى سنترال رمسيس بالحريق

الاتحاد السكندرى يتفق على أولى ودياته استعدادا للموسم الجديد

سر ظهور آمال ماهر بفستان زفاف أبيض.. اعرف الحكاية

"تنظيم الاتصالات": تعويض العملاء المتأثرين بتعطل الخدمة بعد حريق السنترال

10 سيارات إطفاء تحاول السيطرة على حريق مبنى سنترال رمسيس

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى