لماذا بعد أى عملية إرهابية تخرج علينا إسرائيل بمعلومات عنها وتعرض مساعداتها الاستخباراتية للغرب بعد حدوثها؟.. تل أبيب تربط "الإرهاب" بـ"المقاومة" لنيل "وعد بلفور" جديد.. وتسعى لتدمير السياحة بسيناء

نتانياهو مع أعضاء حكومته
نتانياهو مع أعضاء حكومته
تحليل يكتبه محمود محيى
بعد كل عملية إرهابية كبرى تحدث فى أى جهة من أنحاء العالم فى الفترة الأخيرة، تخرج علينا السلطات الإسرائيلية بطريقة غير مباشرة عبر وسائل إعلامها، أو بصورة مباشرة فى بعض الأحيان، عبر تصريحات علنية من مسئوليها بأن لديهم معلومات حول منفذى الهجمات أو أن لديهم تحذيرات، وكأن أجهزة استخباراتها هى الوحيدة القادرة على المساعدة والتنبؤ والتحليل والمعرفة بما هو قادم.

ما بثته وسائل إعلام تل أبيب اليوم، الأحد، حول تقديم المساعدة من جانب أجهزة المخابرات الإسرائيلية وعلى رأسها "الموساد" لفرنسا فى التحقيقات بشأن الهجمات التى تعرضت لها باريس مؤخرًا، بعد مراقبتها لجماعات المتشددين فى سوريا والعراق، يؤكد أن دولة الاحتلال تصطاد دومًا فى المياه العكرة، وتسعى لربط كل الأحداث الدامية بما يسميه مسئولوها بـ"الإسلام المتطرف" بما يحدث داخل الأراضى المحتلة من "عمليات مقاومة" ضد مستوطنيها وجنودها لتشويه صورة فلسطين والفلسطينيين وإظهارهم أمام العالم بأنهم "إرهابيون" يجب التنكيل بهم.

مراقبة الموساد لسوريا والعراق


القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلى نقلت عن مسئول إسرائيلى كبير لم تكشف عن هويته قوله، إن إسرائيل لم تصدر تحذيرًا مسبقًا من هجمات باريس لكنها قدمت لباريس فى غضون ساعات من وقوع الهجمات معلومات عن بعض متشددى تنظيم "داعش" الذى أعلن مسئوليته عنها، وذلك حتى تبعد عن نفسها شبهة أنه كان لديها معلومات مسبقة ولم تحذر باريس منها، ولكنها أرادت القول بأن لديها معلومات حول "متشددين" تراقبهم باستمرار فى سوريا والعراق، وأنها تساعد بتلك المعلومات الدول الصديقة لها.

بالإضافة إلى ذلك، فإن المعلومات التى كشفت عنها إذاعة الجيش الإسرائيلى "تساهال" اليوم، توضح أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية تراقب سوريا والعراق، وأن تلك المراقبة أثمرت عن معلومات بشأن تدبير "هجمات باريس"، وهنا نطرح السؤال، لماذا بعد تنفيذ العمليات فى الأراضى الفرنسية خرجت تلك المعلومات للنور؟ ولماذا لم تحذر من قبل السلطات الفرنسية بها كما تدعى؟، ولكن الإجابة كانت سريعة للغاية، وهى تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتانياهو، فى بيانه الرسمى الذى صدر عن مكتبه مؤخرا التى ربط فيها بين "الإرهاب" فى باريس وبيروت وسيناء وبين "المقاومة" فى الأراضى المحتلة بالضفة الغربية والقدس.

ربط المقاومة الفلسطينية بالإرهاب


فالواضح أن إسرائيل تسعى بكل السبل الممكنة فى استغلال أى حادث إرهابى يحدث فى العالم لربطه بـ"المقاومة الفلسطينية" المشروعة بالطبع ضد كيان محتل لأراضيه وقاتل لشبابه ونسائه وأطفاله الرضع، فالانتفاضة الفلسطينية الأخيرة التى اندلعت خلال شهر أكتوبر الماضى، خرجت فى كل شوارع الضفة والقدس ضد انتهاكات المستوطنين المتطرفين المتكررة للمسجد الأقصى، وكذلك خرجت ردا على عمليات القتل والتنكيل والاعتقالات لأبناء الشعب الفلسطينى، وما يريده نتانياهو والسلطات الحاكمة فى تل أبيب هو إلصاق تهمة "الإرهاب" لهذا الشباب الأعزل المناضل فى مواجهة جيش مدجج بأحدث أنواع السلاح.

استغلال الأحداث لنيل وعد بلفور جديد


تصريحات نتانياهو بإصدار تعليمات لأجهزة المخابرات الإسرائيلية بمساعدة نظيرتها الفرنسية بكل طريقة ممكنة، ليس بالجديد، فهذا هو النهج الذى تتبعه دولة الاحتلال قبل قيامها على الأراضى المحتلة بل قبل "وعد بلفور" الشهير عام 1917، عندما مدت "العصابات الصهيونية" آبان "الحرب العالمية الأولى" يد العون والمساعدة للقوات البريطانية التى كانت منتدبة على الأراضى الفلسطينية ضد "الدولة العثمانية" وأثمرت هذه المساعدات بـالوعد "المشئوم" بمنح من لا يملك لمن لا يستحق، وهنا تلعب إسرائيل نفس اللعبة القديمة من أجل كسب تأييد عالمى لعملياتها الانتقامية ضد الشعب الفلسطينى، لنيل "وعد بلفور" جديد.

ربط الأحداث الفرنسية بالطائرة الروسية


وعلى جانب آخر، وفى محاولة منها دوما للربط بين الأحداث الإرهابية وما حدث فى سيناء من سقوط الطائرة الروسية والتى لم تعلن جهات التحقيقات الدولية السبب فى سقوطها حتى الآن، قال التليفزيون الإسرائيلى إن المخابرات الإسرائيلية "الموساد" ترى أن هناك "علاقة واضحة" بين هجمات باريس وتفجيرى بيروت يوم الخميس الماضى، وبين تحطم الطائرة روسية فى نهاية أكتوبر الماضى.

ليس هذا فحسب بل حاول نتانياهو الربط بين ما حدث فى باريس وسقوط الطائرة الروسية قائلا: "يتراكم خلال عدة أيام عمليات إرهابية فى سيناء، بإسقاط الطائرة الروسية، وعمليات الآن فى باريس، وربما هناك عمليات أخرى" وذلك فى محاولة منه لربط سيناء بما يحدث من إرهاب فى العالم وتصويرها بأنها غير أمنة لضرب السياحة هناك على حساب مدينة "إيلات" الإسرائيلية التى يسعى هو وحكومته بتنشيط السياحة فيها بأى وسيلة بعد ضرب الموسم السياحى للعام الحالى بعد الانتفاضة الفلسطينية الكبيرة الجارية.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلى يرحب برحيل أفشة فى يناير.. وسيراميكا مهتم بضمه

فنيون وعمال وبائعون.. تعرف على 747 فرصة عمل جديدة فى الجيزة

باريس سان جيرمان يتحدى فلامنجو فى نهائى كأس القارات للأندية الليلة

معلومة قانونية.. تعرف على عقوبة دفن جثة بدون تصريح

عبد الرؤوف يجهز بدائل الزمالك أمام حرس الحدود بكأس العاصمة


هل يشترط امتلاك توكتوك للتقديم فى منظومة الإحلال والحصول على السيارة الكيوت؟

تصعيد أمريكى خطير ضد فنزويلا.. ترامب يعلن حصار كراكاس

مقتل أستاذ طاقة نووية أمريكى قرب بوسطن بطلق نارى

ليلة زفاف نجم الأهلى.. أحمد عبد القادر يحتفل وسط أسرته وأصدقائه فى الدقهلية.. عمر كمال وأحمد رمضان بيكهام أبرز الحضور.. وعصام صاصا وأورتيجا يشعلان الأجواء بالأغانى.. فيديو وصور

مواعيد إجازة نصف العام 2026 لصفوف النقل والثانوية والإعدادية


عمر كمال وأحمد رمضان بيكهام يشاركان أحمد عبد القادر حفل زفافه بالدقهلية.. صور

شبورة وأمطار على عدة مناطق.. تفاصيل طقس اليوم الأربعاء 17-12-2025

أحمد عبد القادر نجم الأهلى يحتفل بزفافه وسط أسرته فى الدقهلية.. فيديو وصور

أمم أفريقيا 2025.. منتخب مصر يفوز على نيجيريا بعد غياب دام 9 سنوات

أهداف مباراة مصر ونيجيريا الودية

منتخب مصر يهزم نيجيريا 2 - 1 فى البروفة الأخيرة قبل أمم أفريقيا.. صور

الأهلى يترقب موقف توروب من عرض المصرى لضم محمد سيحا

وظائف فى محطة الضبعة بمرتبات تصل لـ40 ألف جنيه.. اعرف التفاصيل

محامى عروس المنوفية: المتهم أقر فى التحقيقات بتعديه على زوجته حتى الموت

أحمد صلاح وسعيد يعودان للقاهرة بعد فسخ التعاقد مع طائرة السويحلى الليبى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى