«البخارى» المظلوم فى فرنسا

محمد الدسوقى رشدى
محمد الدسوقى رشدى
بقلم : محمد الدسوقى رشدى
الصندوق السحرى لاستخراج فتاوى القتل والتطرف
ما بعد تفجيرات الإرهاب الداعشى فى كل مكان تتبقى أشياء غير الدموع..

آن أوان وقوف البخارى وكتب التراث أمام القضاة، قضاة التحقيق، والتنقيب، والتنقية، فلم يعد البخارى ومراجع السيرة والأحاديث مجرد كتب تضم بين أغلفتها سنة النبى محمد عليه الصلاة والسلام، بل أصبحت صندوقا سحريا يلجأ إليه المتطرفون والمتشددون للحصول على مبررات وإجازة شرعية لجرائمهم.

فى البدء استخدمها الإخوان لتبرير استخدام الألفاظ القبيحة والشتائم غير العفيفة ضد خصومهم، واستعانوا بأحاديث نبوية وقصص من السيرة لتبرير فعلتهم، ثم استخرجوا من بطن نفس الكتب بعضا من الأحكام الفقهية والأحاديث لإجازة قتل الجنود، ثم لعب أهل داعش فى تأويلات بعض الآيات والأحاديث والقصص النبوية لإجازة تجارة الرقيق، وسبى نساء العراق، وذبح المخالفين لهم فى أرض سوريا والموصل، والآن ها هم يلجأون لنفس الكتب، ويستخلصون من بين سطورها قصصا عن سيدنا أبوبكر وعدد من الصحابة للتأكيد على حرق خصومهم، وقتل المدنيين فى شوارع باريس.

مع ظهور هذه الآيات والأحاديث وقصص السيرة التى لا ينكرها شيوخ الاعتدال الإسلامى، ويتخاذلون عن تنقيتها أو ردها أو الحسم فى تكذيبها، أو يهملها وزير الأوقاف مختار جمعة لصالح الانشغال فى معارك جانبية لإطالة عمره على كرسى الوزارة، يصبح من الطبيعى جدا أن تنتشر اتهامات الغرب للإسلام، لأن أحكامه التى تبرر للإرهاب والقتل مستوحاة من الكتب التى يقول البعض: إنها مقدسة ولا يجوز الاقتراب منها بالنقد والتفنيد والتنقية.

الإسلام الآن يتعرض لأكبر حملة تشويه فى تاريخه بيد أبنائه، الدين الذى ظل أهله لعقود يرسمون له صورة رسالة الرحمة والسماحة، يستخرج بعض من أهله فتاوى تجيز الحرق والذبح والقتل لخصومهم، ومعركة استعادة الإسلام من يد هؤلاء هى فى الأصل معركة بين فريقين، فريق يرفع شعار النقل ويكره الاجتهاد والتفكير، وفريق يرفع شعار العقل ويدعو للنقد والتنقية والتفنيد، وآن أوان الاختيار، إما أن تعترف بأن ما تقوله كتب التراث والسلف وشيوخهم المتطرفون صحيحا وواجب التطبيق حرفيا، وبهذا تنضم لأهل داعش ومن معهم ولا يجوز أن تستنكر فعلتهم، وإما أن تقول مثلما يقول بعض الإخوان المسلمين: إن ما تستند إليه داعش من فتاوى وأحاديث وآيات صحيح وواجب شرعى، ولكن ظروف تنفيذه غير متوافرة حاليا، وفى هذه الحالة أيضا أنت متطرف داعشى فى انتظار التوقيت المناسب للإفراج عن حقيقتك، والخيار الأخير الذى يخشى شيوخ الاعتدال إعلانه بصراحة، أن ما تستند إليه داعش ربما يكون صحيحا، ولكنه صحيح فقط وقت حدوثه، ابن بيئته وتاريخه وزمنه، ولكنه لا يناسب أبدا زمننا وعصرنا وهنا تسقط أحكام وجوبيته، ويفتح الباب للتجديد وتنقية أمهات الكتب مما علق بها من شوائب التطرف.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزارة الداخلية تضبط المتهم بضرب شخص بسبب أولوية المرور

ترقبوا نتيجة الدبلومات الفنية 2025 على موقع اليوم السابع

أخبار مصر.. الطقس غدا شديد الحرارة رطب وشبورة والعظمى بالقاهرة 35 درجة

المصري يبدأ المرحلة الثالثة من الإعداد للموسم الجديد غداً

وزارة التعليم تنفى إرجاء تطبيق 20% على الحضور لطلبة ثالثة إعدادى لعام 2027


الأهلي يرد على رغبة نادي الأخدود السعودي فى ضم إمام عاشور

الأهلي يغلق ملف التفاوض مع مصطفى محمد خلال ميركاتو الصيف.. اعرف السبب

بعد حريق رمسيس.. 1676 سنترالًا في مصر تؤمن شبكة الاتصالات القومية

أخبار مصر.. موقع اليوم السابع يحصل على حق إعلان نتيجة الثانوية العامة 2025

محمد شريف يظهر فى مران الإثنين بعد التوقيع للأهلي لمدة 5 مواسم


نتيجة الثانوية العامة 2025.. الإعلان بالدرجات على اليوم السابع خلال أيام

كانوا ينتظرون الطعام.. إسرائيل تقتل 27 فلسطينيا وتصيب 180 آخرين فى غزة

تنسيق الجامعات 2025.. جاهزية معامل التنسيق الإلكترونى لكليات جامعة القاهرة

خطوات التقديم لمدارس التكنولوجيا التطبيقية والتعليم المزدوج لعام 2026

اختبارات القدرات 2025.. شروط وضوابط الالتحاق بكلية علوم الرياضة بنين

نتيجة الثانوية العامة 2025.. جار تصحيح المواد لتجهيز النتيجة

الأهلي يستعجل أحمد عبد القادر لتحديد وجهته فى الموسم الجديد

الرئيس السيسى يتوجه إلى مالابو للمشاركة باجتماع القمة التنسيقى للاتحاد الأفريقى

نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. جاهزة على الاعتماد والإعلان

إعلام سويسرى: روسيا تنجح في قمع الدفاع الجوي الأوكراني باستخدام مسيرات متطورة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى