بعد دراسة "بصيرة" بغلبة المطاعم على المكتبات.. إبراهيم أبو سنة: عدد الإحصائية متوازن والناس تأكل أكثر مما تقرأ.. عمار على حسن: تعليم أولادنا القراءة الحرة ضرورى.. والكفراوى: الثقافة خارج حسابات الدولة

معرض للكتاب - أرشيفية
معرض للكتاب - أرشيفية
كتبت ابتسام أبودهب
بعد دراسة أقامها موقع "بصيرة" فى مقارنة بين مطاعم الأكل الموجودة بمصر -والتي تكشف الغلبة الكبيرة للمطاعم- وقلة عدد المكتبات، أكد عدد من المثقفين أن المقارنة ظالمة.

قال الشاعر الكبير محمد إبراهيم أبو سنة، إن العدد الذى جاء فى الإحصائية متوازن جدًا لأن الناس تأكل أكثر مما تقرأ، وليس كل الناس تقرأ ولكن كل الناس تأكل، فمن الطبيعى أن تكون المطاعم أكثر من المكتبات، وتساءل لماذا نصر على المقارنة غير العادلة بين بلد صغير مثل مصر وبلد ضخم وهو أكبر بلد فى العالم وكأننا نريد أن نقفز على المراحل التاريخية؟، فنحن فى مرحلة تاريخية وحضارية مختلفة علينا فيها أن نتلمس خطواتنا بجدية واهتمام وصدق وأمل وطموح، ولكن المقارنات بين مصر والولايات المتحدة بين مصر وبريطانيا هذا تجاوز خيالى للمرحلة الحضارية والفكرية والثقافية التى نعيشها.

وأضاف "أبوسنة": "فى رأيى أن الانفتاح وازدهار الحياة الصناعية والاقتصادية والتكنولوجية فى الولايات المتحدة تسمح بوجود مراكز سواء لصناعة أو توزيع الكتب وصناعة وتوزيع الطعام، ويتجاوز كثير ما لدينا فذلك طبيعيًا".

وتابع محمد إبراهيم أبو سنة أن من المفترض أن نقارن بين مصر وبعض الدول التى تمر بنفس المرحلة من دول العالم الثالث مثل الهند وجنوب أفريقيا والبرازيل؛ فهذه الدول التى تمر بالمرحلة الحضارية التى تسبقنا، بسبب أن هناك نظمًا سياسية قوية قادرة على أن تضع الخطط الاقتصادية والفكرية والتعليمية التى تنجز بالفعل مشروعاً حضارياً يضع هذه الدول فى مصاف الدول المتقدمة.

وعن رأيه عن الحالة الثقافية فى مصر، قال "الحالة الثقافية فى مصر محزنة للغاية، لأن الإقبال على الثقافة فاتر، وهناك نوع من الركود الثقافى، ولكن على الرغم من ذلك إلا أنه يوجد بعض المبادرات المبشرة مثل مهرجان القاهرة العالمى للسينما، وإنشاء بيت للشعر فى الأقصر منذ يومين وهذا شىء طيب جدًا.

وأضاف فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أننا نعانى فى المجلس الأعلى للثقافة وفى بيت الشعر وربما فى اتحاد الكتاب وفى بعض المؤسسات والجمعيات، من قلة عدد الجمهور الحاضر للأنشطة المختلفة، خاصةً أننا نملك ذخيرة حقيقية فى الأنواع الأدبية المختلفة مثل الشعر والرواية والمسرح والدراسات الأدبية وأدب الأطفال والنقد الأدبى، ولكن هذه الذخيرة راكدة بسبب ضمور حركة القراءة المرتبطة بنظام التعليم الذى يرتبط بدوره بالوضع الاقتصادى.

ومن جانبه قال الكاتب عمار على حسن، أن الإحصائية التى تم عملها مضللة لأنه من الطبيعى أن يكون عدد المطاعم أكبر من عدد المكتبات وهذا لا علاقة له بحجم القراءة، وحث المؤسسات التعليمية واهتمامها بالثقافة أهم بكثير من المؤسسات الثقافية لأن التعلم هو الأصل، فلم يذهب إلى قصر ثقافة من لم يتعلم أهمية الذهاب من الأساس، ونحن نمتلك حوالى 500 قصر ثقافة بمصر وفى كل قصر مكتبة، وهذه المكتبات تزود بكتب مهمة وإذا لاحظنا الحضور والاستعارات نجد النسبة ضئيلة جدًا.

وتابع "على حسن" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، يجب أن يتعلم أولادنا القراءة الحرة على أنها ضرورية منذ عهد الطفولة وبدايةً من المرحلة التعليمية الأولى، حيث يتم وضع حصص للمطالعة وتزويد مكتبات بالمدارس تناسب أعمار التلاميذ، ويصاحب الأستاذ تلاميذه فى حصة أو حصتين بالأسبوع للمطالعة ويناقشهم فيما يقرأونه، لتكون وهذه هى البذرة التى ستثمر فيما بعد قراء بالملايين.

وأضاف عمار على حسن، إن كنا غير قادرين على إقناع الأسرة بالإنفاق على الكتب مثلما تنفق على الطعام والملابس والاتصالات، فعلى الأقل مؤسسات الدولة تفرض ذلك على التعليم، وحاليًا إن وجدت المكتبات فلا يوجد من يطالع أو من يحث التلاميذ على أهمية القراءة الحرة، ولذلك فإن أغلب المفكرين والأدباء والمثقفين توفرت لهم الظروف الثقافية التى تجعلهم قراء ومثقفين إلا بدءًا من وجود أب أو جد أو مدرس معين جذبه لأهمية القراءة، وإذا بحثنا سنجد أن فى أمريكا وفرنسا وبريطانيا الطلب على شراء الكتاب أكثر من لدينا، وهذا الطلب يرتبط بإشباع حاجة ومنفعة وهذه الحاجة تولدت من التعلم الذى جعل الصغار يدركون عندهم أهمية التعلم بالثقافة، على عكس حالة الانفصام التى نعانى منها هنا فى مصر.

أما القاص الكبير سعيد الكفراوى، فقال إن أكثر نشاط إنسانى هو الثقافة خارج حساب الدولة وخارج اهتمامها، فالثقافة المصرية الآن تعيش تحت وطأة الإرهاب وثقافة الماضى، وتعانى من تهميش مؤسسة الحكم وبالتالى غاب تأثيرها ولم تعد صاحبة الدور التنويرى الذى كان أيام طه حسين والعقاد وأحمد لطفى السيد وسلامة موسى.

وأضاف "الكفراوى" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الدور الثقافى الآن أصبح هامشياً وليس تأسيسياً، يتمثل فى ندوات المجلس الأعلى، وفى بعض أخبار المثقفين، وملتقى هنا وملتقى هناك، أما أن تكون الثقافة المصرية مالكة لدور قيادى -وهو من المفترض أن يكون- فلم يتحقق، ولذلك غابت حركة المكتبات وحركة تيارات الكتابة التى تفتح الطريق أمام المبدعين، وغاب اهتمام المبدعين الحقيقين، وطفا على السطح الإعلام المغيب للوعى والمشارك فى تحويل المجتمع إلى تجمعات استهلاك.

وتابع "الكفراوى" الثقافة المصرية الآن فى أسوأ أحوالها ولم تعد تملك أسئلة جديدة تطرحها للمستقبل بل لم يعد هناك نخبة تقاوم ما يجرى بسبب تغيبها وتهميشها.



موضوعات متعلقة..


خالد عزب: لاسبيل لنا سوى الثقافة العلمية
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

انطلاق الماستر كورس الأفريقى للكاراتيه التقليدى بالقاهرة

«كل مرة بتبهرنا».. إشادة قوية من لجنة تحكيم دولة التلاوة بالمتسابق محمد القلاجى

دولة التلاوة.. المتسابق محمد القلاجي: هذه السورة أجد نفسى فيها

قائمة الزمالك لمواجهة حرس الحدود.. عودة الونش وعواد واستبعاد أحمد حمدى

الأهلي يهزم سيراميكا برأسية طاهر ويحقق أول فوز ببطولة كأس عاصمة مصر


بولونيا ضد الإنتر.. التعادل 1-1 يحسم الشوط الأول بنصف نهائى السوبر الإيطالي

إبراهيم زاهر رئيسا لنادى الجزيرة بعد فوزه بـ3872 صوتا فى الانتخابات

جونز: محمد صلاح اعتذر للاعبي ليفربول والجهاز الفنى عن تصريحاته.. اعرف القصة

الأرصاد تحذر من انخفاضات فى درجات الحرارة غدا.. الصغرى بالمدن الجديدة 8

إكرامى الشحات وابنته حبيبة يحرصان على زيارة رمضان صبحى لمؤازرته


ترتيب مجموعة الأهلى فى كأس عاصمة مصر قبل مواجهة سيراميكا الليلة

عاجل: الأرصاد تكشف مناخ فصل الشتاء 2025 وتؤكد: معدلات الأمطار مفاجأة

سلوت: تجاوزت أزمتى مع محمد صلاح وتنتظره مباريات كبيرة مع مصر

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا الليلة فى كأس عاصمة مصر والقناة الناقلة

تبدأ 10 يناير.. جدول امتحانات الفصل الدراسى الأول لطلاب الخامس الابتدائى

موعد مباراة الزمالك وحرس الحدود فى كأس عاصمة مصر والقناة الناقلة

مشاهد من غناء جنا عمرو دياب والهضبة فى حفل زفاف مدير أعماله

استعدوا لفصل البرودة.. الأحد المقبل بداية الشتاء 2025 ويستمر 89 يوما

موعد مباراة منتخب مصر وزيمبابوى فى كأس أمم أفريقيا 2025

قرار جديد من ترامب يهدد مصير 26 مليون مجنس أمريكى.. ما الذى حدث؟

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى