فئران إعلامية وسياسية فى شروخ الوطن

محمد الدسوقى رشدى
محمد الدسوقى رشدى
مصر وطن بلا حصن، تلك مشكلة،مصر وطن حصنها يمتلئ بشروخ عدة ينفذ منها الفئران، تلك كارثة..

مصر وطن يمتلئ بعشرات ممن يعزفون بضجيج على وتر حبه، ولكنهم أول من يطعنونه فى ظهر، تلك مصيبة.

مصر وطن تكتظ وسائل إعلامه ومواقع تواصله الاجتماعى وساحته السياسية بمئات يتحدثون عن دروس الوطنية والانتماء والحفاظ على استقرار الدولة، وحينما يحين وقت المعركة نيرانهم تكون صديقة لا تنتمى لصدر العدو بل تخرق ظهر الوطن وأهله.

ستفهم المرثية السابقة، سرها وسببها وحقيقتها، حينما تقارن بين ما كتبته الصحافة الأمريكية والبريطانية عن حادث سقوط الطائرة الروسية فى سيناء، وبين ما نضح به بعض وسائل الإعلام المصرية وصفحات فيس بوك وتويتر عن نفس الحادث.

وسائل الإعلام الدولية أفردت مساحات اهتمام كبيرة بحادث سقوط الطائرة الروسية فى سيناء كعادتها مع جميع حوادث الطيران، وبالمثل فعلت وسائل الإعلام المصرية، ولكن اهتمام وسائل الإعلام الدولية تم بطريقة تصب فى صالح مصر واستقرارها، بينما اهتمام بعض وسائل الإعلام المصرية لم يكن سوى خنجر فى ظهر هذا الوطن واستقراره.

سياسيون من جميع أنحاء العالم غردوا وصرحوا بكلمات عزاء ودعم للدولة المصرية والضحايا الروس، بينما كثير من أهل السياسة والإعلام فى مصر كانت تصريحاتهم حول الحادث «كوكتيل» من التشكيك، والشماتة والفتى بدون علم، والقول عن جهل.

أهل الغرب كانوا أكثر حرصا فى تغطيتهم الإعلامية لحادث الطائرة الروسية على مصر واستقرارها وصورتها، وأهل مصر كانوا أحرص على «الترافيك» والمشاهدة وتسخين أجواء حلقات برامجهم حتى لو تم ذلك على جثة مصر.

وسائل الإعلام الأجنبية تعاملت مع حادث الطائرة الروسية بشكل معلوماتى ونقلت آراء من كل الاتجاهات ولم تلجأ للعبة التخمينات، ولم تضخم من كذبة «داعش»، والتزمت بالبيانات الرسمية، بينما بعض وسائل الإعلام المصرية اعتمد الفتى بدون علم والتخمين بدون وعى، ونشر الشائعات بجهل مبدأ فى تغطية أحداث الطائرة التى سقطت فى سيناء، مما فتح بابا سهلا لترويج ما أراده البعض بخصوص أن سقوط الطائرة تم بسبب عمل إرهابى، وتسبب فى ارتباك لم تكن القاهرة فى حاجة إليه.

راجع كل تقارير واشنطن بوست الأمريكية والصحف البريطانية الثلاث الجارديان والميرور وتليجراف ودير شبيجل الألمانية، والتغطية التليفزيونية لشبكة سى إن إن الأمريكية، فستجد أن كل هذه الوسائل على مختلف اتجاهاتها وعلى مختلف مواقفها تجاه مصر اعتمدت فى تغطيتها على عدة محاور كلها معلوماتية ورسمية ولم تلعب فى ساحة التخمين أو الشائعات أو نسب معلومات غير موثقة لمصادر مجهلة ولم تتورط فى استضافة خبراء غير مؤهلين أو إذاعة فيديوهات مفبركة، كما فعل البعض فى مصر.

- وسائل الإعلام الأجنبية اعتمدت تمامًا فى تغطيتها لسقوط الطائرة الروسية فى سيناء على تصريحات مجلس الوزراء المصرى، والبيانات الرسمية من النائب العام وعلى تصريحات الجانب الروسى الرسمية، وتعليقات الخبراء المشهود لهم بالكفاءة فى مجال الطيران، واهتمت بإمداد القارئ بخلفيات معلوماتية عن الرحلة وتحرك الطائرة وتاريخها والحوادث القديمة المشابهة.

- لم تطرح هذه الصحف والوكالات الإخبارية أى سؤال ساذج مثل السؤال الذى طرحه موقع وفضائية مصرية حول ما إذا كانت الطائرة سقطت بعمل إرهابى أم لا؟! فتلك أمور لا تحتمل التخمين ولا استطلاع الآراء.

- لم تفرد هذه الصحف والمحطات التليفزيونية العالمية أى مساحة اهتمام للبيان الغامض الصادر عن داعش ليعلن تبنى عملية إسقاط الطائرة الروسية، وبعض الصحف التى أشارت إليها مثل الجارديان نشرته فى سطرين وتعمدت تأكيد أنه بيان غير مؤكد واستخدمت ألفاظا مثل «زعم» فى إشارة إلى عدم التيقن وعدم منطقية البيان وغياب أى أدلة على صحته.

- لم تنشر وسائل الإعلام أى فيديو لطائرة سقطت فى أفغانستان سنة 2013 وتدعى أنه لسقوط الطائرة الروسية فى مصر مثلما فعلت بعض وسائل الإعلام المصرية وأذاعت الفيديو تحت مظلة أنه منشور على الإنترنت.

- لم نشهد أى مضمون صحفى فى وسائل إعلامية دولية معروف موقفها المناهض للسلطة المصرية، وهو يحتوى على شماتة فى الحادث، ولم نر فى الصحافة الأمريكية شماتة فى وفاة أطفال روسيا عدوهم الأول مثلما رأيناها فى مواقع وفضائيات وصحف الإخوان الذين أبدوا شماتة حقيرة فى مصر وفى الضحايا الروس.

- لم نضبط أى وسيلة إعلام دولية متلبسة باللجوء إلى مصادر مجهلة، مثل بعض المواقع الصحفية المصرية التى نشرت شائعات وأخبارا حول تعرض الطائرة لعمل إرهابى على لسان مصادر مجهلة.
- لم تستبق هذه الصحف الدولة فى التحقيقات وتجزم أو تشير إلى وجود شبهة عمل إرهابى، بينما كان أغلب المواقع الصحفية فى مصر تحقق وتفتش فى هذه النقطة قبل أن يتم الإعلان حتى عن الصندوق الأسود أو يحضر أحد فى منطقة سقوط الطائرة.

هل أدركت الآن لماذا أخبرتك فى البداية أن مصر وطن بلا حصن، وأن مصر وطن يعانى من شروخ تملأ حصنه الإعلامى ويتسرب من خلالها فئران الجهل والحقد وقلة الوعى ليملأوا جسد هذا البلد العريق بالأمراض؟!
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

بنك الاستثمار الأوروبي يضخ 150 مليون يورو لدعم التمويل الأخضر في كرواتيا

رادار المرور يلتقط 1109 سيارة تسير بسرعات جنونية فى 24 ساعة

ترك أعمالا مميزة واعتزل التمثيل فى الستينيات.. ذكرى ميلاد حسين صدقى

فلومينينسى ضد تشيلسى.. المتألق بيدرو يضيف الثانى للبلوز 0-2.. "فيديو"


إحباط تهريب 300 كائن حى نادر بمطار القاهرة.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراضا وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصالا لها.. وتتسبب فى خسائر فى الثروة الحيوانية

السجن 10 سنوات لـ7 متهمين بدفن شاب حيا داخل ماسورة مياه فى المحلة

أحمد نادر جلال: السقا أبهرنى فى الكوميدى فى "أحمد وأحمد"

وزير الشئون النيابية: صرف تعويضات لأسر شهداء ومصابى حريق سنترال رمسيس

قائمة الأجانب تهدد مفاوضات الأهلى لتدعيم الدفاع والهجوم


الهيئة الوطنية للانتخابات تعلن غلق باب الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ بعد غد.. 311 مرشحا تقدموا بأوراقهم على مقاعد الفردى حتى الآن.. القائمة المبدئية للمرشحين الجمعة.. والفصل فى الطعون من 14 وحتي 16 يوليو.. فيديو

غزل المحلة يوافق على بيع "بن حمودة" خلال فترة الانتقالات الصيفية

تنفيذا لتوجيهات الرئيس.. وزارة النقل تغلق الدائري الإقليمى فى الإتجاه القادم من تقاطعه مع الأسكندرية الصحراوي حتي طريق السويس لمدة أسبوع.. إجراء تحويلات مرورية.. ولجنة استشارية تؤكد سلامة تصميم وتنفيذ الطريق

الانتقال الجماعى شعار الميركاتو الصيفى فى الدورى المصرى.. ثنائى فاركو الأحدث

ريبيرو يطلب تقريرا من طبيب الأهلى عن حالة المصابين قبل السفر لتونس

سجل بياناتك لتصلك نتيجة الثانوية العامة 2025

الطقس غدا شديد الحرارة وشبورة ورطوبة والعظمى بالقاهرة 36 درجة

رابط وخطوات التقديم للصف الأول الثانوى 2025 فى الجيزة

اشتباكات بالأيدى وتبادل صفعات بين النواب داخل البرلمان الأرمينى.. فيديو

الحكومة: خدمات المحمول ستعود بكامل جودتها قبل عصر اليوم بالشبكات الأربعة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى