ألبير قصيرى يحنو على "بشر نسيهم الله" فى روايات الهلال

غلاف الرواية
غلاف الرواية
كتب أحمد إبراهيم الشريف
قبل أن يبلغ الثلاثين كتب المصرى الفذ ألبير قصيرى هذا اللوحات الفريدة التى يمكن اعتبارها جدارية صادمة أبطالها مهمشون وفقراء ومنبوذون، فى سرد يحنو، لا يراقب الناس من أعلى، وإنما ينطق بلسانهم.

"بشر نسيهم الله" عنوان دال، يصف ويدين، يشير بأصابع الاتهام بإدانة واقع عاشه المصريون فى نهاية الثلاثينيات والأربعينيات، كيف يتحايلون على الفقر، ويتواطأون معه لتستمر حياتهم التى ليست كالحياة؟ هى قصص قصيرة نادرة كتبها ألبير قصيرى قبل هجرته إلى فرنسا، ونشرت فى مجلات، وهى من أعماله المبكرة، وتجسد براعته فى تصوير الأحياء الشعبية، وشخصياتها التى تتمتع بروح السخرية، إحدى سمات المصريين فى مواجهة الظروف القاسية، حيث لا يملك قصيرى فى مواجهة الظلم سوى السخرية من الطبقات المهيمنة "اللصوص الشرعيين" كما كان يطلق عليهم.

قصص "بشر نسيهم الله" التى صدرت هذا الشهر (نوفمبر 2015) فى سلسلة روايات الهلال ترجمها لطفى السيد وتضم "ساعى البريد ينتقم"، و"البنت والحشاش"، و"الحلاق يقتل زوجته"، و"خطر الفانتازيا"، و"الجياع لا يحلمون إلا بالعيش" وفيها يعلن سيد كرم أن الاحتياجات الأساسية للحياة بسيطة وقليلة، ولا تحتاج إلى حلول عظيمة؛ فالبشر جوعى والجياع لا يحلمون إلا بالعيش.

ومن أجواء القصص:
"نظر شاكتور لابنه باندهاش مشفقا. لم يقل شيئا. داخل عقله المعذب بلا توقف، لم يعد هناك مكان لألم جديد. ببساطة، كان يشعر بالانسحاق من حركة ابنه؛ لأنه كان يدرك الآن أن داخل هذا الطفل ـ لحمه ودمه ـ كان يتشكل بؤسا واعيا وواقعيا لم يكن لاحظه حتى ذلك الحين، ومن الآن فصاعدا سوف يكون مرتبطا ببؤسه. إلى متى؟ سيكبر الطفل وسينمو معه بؤسه، حتى اليوم الذى يضعف فيه بدوره ـ هل يستطيع إنسان ما أن يتحمل (بمفرده فقط) بؤسه؟ ـ سينجب طفلا يتقاسم معه العبء. العزاء الوحيد للفقير ألا يترك عند موته طفلا مسرفا. فالعار الذى يتركه لذريته لا ينضب".

"قصيرى" المصرى أحد كتاب الفرانكفونية ولقب بفولتير النيل، ولد فى 3 نوفمبر عام 1913 بحى الفجالة بالقاهرة لأبوين مصريين، تلقى ألبير تعليمه فى مدارس دينية مسيحية قبل أن ينتقل إلى مدرسة الجيزويت الفرنسية، واستقر فى فرنسا منذ عام 1949، وعاش فى غرفة رقم 58 فى فندق لا لويزيان بشارع السين بحى سان جيرمان دو بريه، حتى وفاته عام 2008. وكانت فلسفته هى الكسل حيث لم يمارس أى عمل فى حياته، وكان يقول إنه لم ير أحدا من أفراد عائلته يعمل فكانوا يعيشون على عائدات ما يملكونه من أراض وأملاك.

كتب "قصيرى" أعماله عن مصر، ولم يكتب حرفا عن باريس، وعزف عن الحصول على الجنسية الفرنسية، كتب عن وطن عاش فيه عشرين عاما لا عن فرنسا التى احتضنه ستين عاما، وعن ذلك قال: "لست فى حاجة لأن أعيش فى مصر ولا لأن أكتب بالعربية فإن مصر بداخلى".


موضوعات متعلقة..


المصرى ألبير قصير: لا أريد الجنسية الفرنسية فمصر فى داخلى
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أسطورة ليفربول يوجه رسالة نارية إلى كاراجر: محمد صلاح لم يخطئ

شيرين عبد الوهاب: أنا فى بيتى وتدهور حالتى الصحية شائعات

محمود صابر يحقق إنجازا خاصا مع منتخب مصر فى ودية نيجيريا

حفل جوائز ذا بيست 2025.. عثمان ديمبيلى يتوج بأفضل لاعب فى العالم

محامى عروس المنوفية: المتهم أقر فى التحقيقات بتعديه على زوجته حتى الموت


أحمد صلاح وسعيد يعودان للقاهرة بعد فسخ التعاقد مع طائرة السويحلى الليبى

إقبال كبير على الأتوبيس الترددى بعد عزل حارته بالطريق الدائرى.. صور

يورتشيتش: حزين على خسارة الدورى.. وهناك أندية لا تتوقف فى الإشارة الحمراء

موعد الجولة الثانية من بطولة كأس عاصمة مصر والقنوات الناقلة

رحلة محمد صلاح مع جائزة THE BEST.. أسطورة مصرية على الساحة العالمية


مواعيد مباريات منتخب مصر فى أمم أفريقيا.. ضربة البداية أمام زيمبابوى

الطقس غدا.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار والصغرى بالقاهرة 12 درجة

تعرف على رسالة حمزة عبد الكريم إلى الأهلى بسبب عرض برشلونة

الإعدام لسيدة وعشيقها بالمنوفية بعد قتلهما الزوج بحيلة شيطانية

قرار جديد من النيابة فى واقعة تعرض 12 طفلا للاعتداء داخل مدرسة بالتجمع

غيابات الزمالك أمام حرس الحدود بكأس عاصمة مصر

مفاجأة فى مستقبل محمد صلاح مع ليفربول قبل أمم أفريقيا 2025

حادث قطار طوخ.. 10 مشاهد من سقوط حاويات البضائع بمنطقة السفاينة

تفاصيل مقتل أم ضيف بعد طلاقها فى البدرشين

أحمد السقا: أصحابى دعمونى أمس والنهاردة قالوا عليا عندى إيجو

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى