حزن لمقتل كلب بوليسى بفرنسا.. وفرح لاستشهاد جنود مصر

دندراوى الهوارى
دندراوى الهوارى
على غرار القول المأثور، مصائب قوم عند قوم فوائد، فالحادث الإرهابى الحقير الذى طال قلب باريس النابض، بشعاع النور، والأمل والتفاؤل وحب الحياة، رسالة قدرية بعث بها للمصريين بصفة خاصة، تقول له عندما يتعرض وطنكم للمخاطر، لا ترضخوا لزيف الشعارات، فلا متعة لهذه الحياة، دون أمن وأمان واستقرار.

انظروا ماذا فعل الفرنسيون شعبا وحكومة، عقب الجريمة، اصطفوا فى خندق واحد، معارضة قبل السلطة، وركلوا كل الصراعات والخلافات السياسية بأقدامهم وبكل قوة بعيدا، والتفوا فقط حول العلم الفرنسى.

قبلوا عن قناعة، فرض قانون الطوارئ، والاعتقالات، والإقامة الجبرية، وسحب الجنسية، والقبض على المشتبه بهم (عرايا) كما ولدتهم أمهاتهم، وساروا بهم فى الشوارع (بلابيص)، وألقوا بهم فى سيارات الشرطة، وأغلقوا المواقع المشبوهة والمحرضة على الإرهاب على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)، وتحركت الأساطيل فى البحار، وأقلعت الطائرات فى الجو لضرب داعش فى عمق داره (سوريا).

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أعلنت فرنسا عن بكرة أبيها الحزن على مقتل كلب بوليسى، يدعى (ديزل) يبلغ من العمر 7 سنوات، فى عملية اقتحام الشرطة الفرنسية لضاحية (سان دونى) بباريس، لإلقاء القبض على خلية إرهابية مسلحة.

وجدنا وزارة الداخلية الفرنسية تصدر بيانا رسميا تنعى فيه الكلب (البطل)، كما اهتمت وسائل الإعلام، صحف وقنوات تليفزيونية، بخبر مقتل الكلب، وعمت مواقع السوشيال ميديا موجة من الحزن الشديد، ودشن الفرنسيون يوم الأربعاء الماضى هشتاح باللغة الفرنسية تحت اسم (أنا كلب)، أعربوا فيه عن حزنهم العميق لمقتل الكلب (ديزل)، وأصبح الهاشتاج الأكثر تداولا على مواقع التواصل الاجتماعى
وبالقياس على ما يحدث فى مصر، فإن بلادنا ابتليت بنشطاء ونخب ومتثورين، دشنوا لكراهية رجال الشرطة والجيش (البنى أدمين)، وقادوا حملة عداء شديدة ضدهم فى الشارع، واستحدثوا هتاف الخيانة والعار (يسقط يسقط حكم العسكر)، وأظهروا حالة من حالات التشفى والفرح فى استشهاد جنود وضباط الشرطة والجيش، أشرف من فى مصر رغم أنف الخونة والحاقدين.

أمن الأوطان واستقرارها لا تهاون فيها، وتندثر رفاهية الحرية والديمقراطية، والمعارضة فى زمن الحروب، على عكس تماما ما يحدث فى مصر، فالجالسون خلف الكيبورد، من أمثال البرادعى ووائل غنيم وعلاء الأسوانى وممدوح حمزة، وحمدين صباحى، وعمرو حمزاوى وأعضاء حركة 6 إبريل، والاشتراكيين الثوريين، يسكبون البنزين على النار لتزداد اشتعالا، ولا شىء يهمهم، ويشغل حيّزا من اهتماماتهم، بقدر تأليب الناس ضد النظام والجيش والشرطة والقضاء، وإظهار (القطط الفاطسة) فى كل شىء، والبكاء على الحريات، وعودة القمع والديكتاتورية، وهى أشياء غير موجودة إلا فى خيالهم المريض.

هل يدرك المصريون عندما شاهدوا بأنفسهم الدول التى تتغنى بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، تتخذ من الإجراءات القمعية والديكتاتورية، ما لا يتخيله عقل، عندما تتعرض لحادث إرهابى، ويتهدد أمنها واستقرارها؟ هل يفطنون لهؤلاء المنظرين الذين يطلقون على أنفسهم نشطاء وخبراء استراتيجيين، ونخبا، ومعارضة، أنهم يكذبون عليهم، ويضللونهم بتجارب الغرب المجيدة فى الحرية والديمقراطية؟
هؤلاء، لا يريدون خيرا لهذا الوطن، ويعملون على إسقاطه من خلال الدعوات المستمرة للثورات والمظاهرات وإثارة الفوضى، وزيادة نزيف الدم فى الشوارع من جديد، كما لا يفطن الإعلاميون المنقلبون لهذه المخططات، ويسيرون خلفهم، ويستضيفونهم فى برامجهم، وكأنهم خبراء فى (العلم اللادونى).

حادث فرنسا، وما استتبعه من رد فعل، درس قاس للمصريين، وصرخة نداء وتنبيه ورجاء، ألا تصدقوا خطابات وشعارات دعاة الفوضى، وكهنة الثورات.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

سقوط أوراق التين رواية تبحث عن مواجهة الشهر.. مينا عادل جيد: لا أخشى الموضوعات الشائكة.. وطيف "دون كيخوته" ملمح أساسي في أعمالي.. صغت لغة أقرب للترجمات عن القبطيّة للعربية.. وفكرتي هي خلق النظام في وجه الفوضى

تشكيل مباراة النصر ضد الأهلى في نهائي كأس السوبر السعودي

بيرس بروسنان يدلي بتصريح صادم حول تجسيد شخصية جيمس بوند مرة أخرى

حسام حبيب: سأتخذ إجراءات قانونية ضد ياسر قنطوش ولن أسمح لأحد المساس بسمعتى

مان سيتي ضد توتنهام.. مرموش أساسيا فى قمة الجولة الثانية بالدوري الإنجليزي


جينيفر لوبيز تستمتع بحياتها بعد الطلاق وتعلن انتهاء رحلتها مع الزواج

وزير الإسكان ومحافظ مطروح يتابعان الموقف التنفيذى لمشروعات المرافق

ورم في رقبتها وصعوبة بالنطق.. عجز المنظومة الصحية بغزة يهدد حياة الطفلة جوليا

براد بيت يعود للعمل بعد وفاة والدته.. تقرير: يتصرف بمهنية رغم المأساة الشخصية

160 مليار جنيه لدعم السلع التموينية بموازنة 26/25.. قفزة لحماية ملايين الأسر


دينا الشربيني تشارك روبي الغناء بحضور كريم محمود عبد العزيز وزوجته

فيولا ديفيس تحتفل بعيد ميلادها الستين.. وتصف شعورها في هذا العمر بـ"الحرية"

فى أحدث تطهير للبنتاجون.. هيجسيث يقيل رئيس وكالة استخبارات ومسئولين كبارًا

مصريو الخارج يجسدون ملحمة وطنية فى حب بلادهم بمواجهة مخططات الإخوان ضد سفاراتنا.. رئيس اتحاد شباب مصر بالخارج: نرد الاعتبار لسفاراتنا فى مواجهة الجماعة الإرهابية.. وأستاذ قانون دولى يستنكر الاعتداءات

داكوتا جونسون.. كيف جمعت نجمة Fifty Shades of Grey ثروتها بعيدا عن التمثيل؟

الطقس اليوم.. ارتفاع طفيف ومؤقت فى درجات الحرارة والعظمى بالقاهرة 38 درجة

موعد مباراة بيراميدز ومودرن سبورت فى الجولة الرابعة للدورى المصرى

المصري يتصدر.. ترتيب دوري نايل قبل انطلاق الجولة الرابعة غدا

هل تفلت هدير عبد الرازق من الحبس.. تعرف على موعد الحكم عليها

تميمة حظ النجوم.. ذكرى ميلاد عبد السلام النابلسى اليوم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى