كذب «مترجم» ولا صدق «محلى»!

أكرم القصاص
أكرم القصاص
أكرم القصاص
هى ظاهرة منذ سنوات، لكنها تنمو لتصبح حالة مرضية، قد تحتاج لعلاج، خاصة أنها تصيب عددا وافرا ممن يصنفون أنفسهم متعلمين ومثقفين ونخبة مختارة من أجود أنواع النشطاء، ممن ليس لهم ثقل كبير على القراءة، ويجيدون «الرطانة والطنطنة والضجة» من ترجمات «جوجل» أو مستهلكى المواد المترجمة التى تقدمها مواقع التواصل أو مواقع دعائية متخصصة فى نقل كل ما يشكل إهانة أو انتقاصا أو حتى شائعات. وما دام عليه اسم خواجة فهو محل احترام حتى لو كان دعائيا.

طبعا لا مانع أبدا من القراءة للأجانب، فهى مفيدة للتفكير، خاصة لو كانت كتابات معروفة وليست مجرد إعادة إفراز لأخبار وتقارير تخلو من المعلومات وتميل للطنطنة الفارغة التى تحرك غدد الانتفاخ الذاتى، والشعور بأن الشخص بكلمتين أصبح مفكرا مربع الدوائر يفتى فى أى حاجة بثقة وجهل مركب.

والمدهش لدى قطاع من هؤلاء أنهم غير مستعدين لتصديق أى واقع يرونه بأعينهم وقابلون لتصديق أى تقرير مترجم أو مكتوب عليه اسم خواجة، سواء كان مشهورا أو مغسولا، وأحيانا تكون هذه التقارير مضروبة أصلا ومصنوعة خصيصا للأغبياء ومنسوبة لمفكر أو كاتب معروف، وحدث هذا مرات وما يزال، حيث تجد اسم ناعوم تشومسكى على تقارير عبارة عن تجميع لإفرازات مجهولة تجد من يصدقها.

وهناك نمط من مدعى «الاستنشاط التكاسلى» ومحترفى التعابير المجعلصة عن العدالة، يمكنهم تقبل إهانات من أى خواجة ولو كان متنطعا أو شماما. وبالفعل احتفى عدد من الدونيين بمقالات يفخر فيها كتاب أجانب بأن الطبيعى أن يكون التعاطف مع فرنسا أكثر منه مع لبنان حتى لو كان كلاهما ضحية لنفس الإرهاب، لأنهم يرون أنفسهم حضارة، طبعا هناك كتاب انتقدوا أوربا وازدواجيتها ومسؤوليتها عن الإرهاب، ومع أنهم خواجات لن تجد لهم صدى لدى كبار مستهلكى المترجمات «المقرنصة».

ثم يأتى خواجة مجهول ليكتب مقالا عبارة عن سب فى القاهرة وأنها بلا شرف، ويحتفى به بعض «زعران المترجمات» ويؤيدونه، من دون أن يفرقوا بين انتقادات لعيوب موجودة وبين تحقير متعمد من شخص تافه يسمى نفسه رحالة. ينتقد سلوكيات مرفوضة مثل الاستغلال والجشع موجودة لدى قطاع من البشر، لكنه يعمم الأمر ويصدر حكما من تجربة عدة أيام فى زيارة واحدة أو زيارات، ولا ملامة عليه لكن السادة «عبدة المترجمات» يحتفون ويؤيدون وهم بالطبع لم يقرأوا كتب الرحالة الحقيقيين من عشرات وربما مئات السنين ممن عاشوا واحتكوا وكتبوا صورا حقيقية بلا تجميل أو تهوين، على عكس الرحالة المزعوم، ربما وقع فى براثن النصابين، فاعتبر البلد كلها نصابين، وكتب مغالطات، قليلون هم من ردوا على اتهاماته التى تحتوى مبالغة وسفالة وتتجاوز الرحالة إلى التحقير، وربما لا يلوم أحد خواجة تعرض للنصب، لكن الأمر لدى كارهى أنفسهم ومحتقرى ذواتهم يجدون طريقة للنشر بغرض التشهير ما دام ما كتبه خواجة. وهى كتابة لا تمت إلى الرحلات بصلة وتبدو نوعا من التشهير المريض، ولا نقصد أننا بلا عيوب بالعكس هناك كتّاب ورحالة كتبوا وانتقدوا ورصدوا، لكنهم قدموا صورة كاملة لشعب متعدد الوجوه، وليس صورة واحدة للنصابين والمنافقين. وهنا الفرق بين مثقفين أو سياسيين حقيقيين ينتقدون ويواجهون ويشاهدون من زوايا مختلفة، وبين مدعين يكرهون أنفسهم ويشعرون بالدونية تجاه ما هو أجنبى، عاجزين عن فهم ونقل التجارب الإنسانية، لأنهم مجرد آلات تسجيل تردد بلا وعى أو فهم، مع كم من تحقير الذات، وشعور بالدونية أمام الأجنبى، مقابل التعالى على مواطنيهم، والاحتفاء بأى إهانة ما دامت كانت باسم خواجة، حتى لو كان يقول لهم يا «دونكى».

هؤلاء هم ورثة من انبهروا بسيارات الرش وعجزوا عن نقل الحداثة، وليس من درسوا وتعلموا وخرجوا من الطنطنة للتفكير.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

منتخب السلة راحة اليوم ببطولة الأفروباسكت لكرة السلة

حكم قضائى غير قابل للطعن.. تعرف عليه

الزمالك يسدد 120 ألف دولار لـ جوميز على 3 أقساط متفاوتة

سنة دون مبرر.. غلق الوحدة السكنية يوجب إخلاءها فى قانون الإيجار القديم

محمد الشناوي مرشح لحراسة عرين الأهلي أمام فاركو غداً في الدوري


مواعيد عرض "بتوقيت 2028" ثانى حكايات مسلسل ما تراه ليس كما يبدو

إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة

بدء هدم عمارة هندسة السكة الحديد بميدان رمسيس لتوسعة كوبرى أكتوبر.. إنشاء موقف متعدد الطوابق للقضاء على العشوائية وإزالة كافة الأكشاك والمحال المنتشرة بالميدان.. وتجهيز مول تجارى ومكاتب إدارية بديلة.. صور

الرئيس السيسى يصدّق على قانون بعض قواعد وإجراءات التصرف فى أملاك الدولة الخاصة

فيريرا : استيعاب اللاعبين سيستغرق وقتاً ولم يعجبنى الاحتفال بعد انتصار سيراميكا


رنا سماحة وجابر جمال يتعاونان فى أغنية رومانسية جديدة بعنوان "هختار حبه"

ستاد السويس الجديد يستضيف أولى مواجهات المصري بالكونفدرالية

"حادث نووى" جديد بقاعدة بريطانية يتسبب فى أزمة لداونينج ستريت.. تفاصيل

عمر مرموش يقتحم قائمة ملوك التسديدات فى "بيج 5" وينافس محمد صلاح

الأهلي يعلن ضم نوران خالد في صفوف اليد قادمة من سبورتنج

ضبط سائق سيارة فارهة حاول الهرب بعد ارتكابه حادثا مروريا بكوبرى أكتوبر.. فيديو

ترتيب الدورى المصرى قبل انطلاق الجولة الثانية.. المصرى في الصدارة

بعد انتهاء تصويره.. كواليس جديدة من فيلم السادة الأفاضل

الإعدام شنقا للمتهم بقتل زوجته حرقا فى الشرقية

مد فترة التسجيل لاختبارات القدرات بجامعة الأزهر حتى الأحد المقبل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى