الخائن مصطفى الصاوى!

محمد الدسوقى رشدى
محمد الدسوقى رشدى
بكل أسف.. مصطفى الصاوى ليس الأول ولن يكون الأخير، تلك عادتنا ولا نشتريها، ندفع كل عقل بارع للهرب إما بالتجاهل أو بالإهمال أو الجهل.. المحصلة النهائية البائسة هنا أن مصر وحدها تدفع الثمن، ثمن تفريغها من عقولها، وحرمان مستقبلها من نقاط النور المضيئة. قصة مصطفى الصاوى المخترع الشاب الصغير مثلها مثل عشرات القصص لا داعى للخوض فى تفاصيلها كثيرا، يكفيك أن تعرف أن طفلا أو شابا مصريا شارك فى مسابقة عالمية بلندن وربح المركز الأول كصاحب أفضل اختراع علمى على مستوى العالم، وعاد إلى مصر والتقاه الوزير، وتصور معه، ونشرت الصحف الصور، وكان الله بالسر عليم، جلس مصطفى فى منزله لم يهتم أحد به أو باختراعه الذى يوفر الطاقة وتحلية مياه البحر بتكلفة تصل إلى %20 من حجم التكلفة المعروف دوليا. سقط مصطفى فى بئر الإهمال الحكومى، والجهل الإدارى، وتلقفته يد مهتمة فى دولة الإمارات، أنفقت عليه، وعلى أبحاثه، منحته الجنسية الإماراتية وبدأ يشارك باسمها فى المحافل العلمية. طبعا لم يوجه أحد اللوم للوزارة الفاشلة أو المسؤولين الفشلة الذين أغلقوا كل الأبواب فى وجه مصطفى ومارسوا هوايتهم فى البلطجة الفكرية بتوجيه اتهامات الخيانة للطفل الصغير، وعزاؤنا هنا أنهم سيرحلون برؤوس منكسة ولن يذكر التاريخ سوى مصطفى ومن مثله.

العلم هو المستقبل، لا دولة متقدمة وناهضة بدون بحث علمى، يقولها الوزير فى المؤتمرات الصحفية ويرددها الرئيس فى خطاباته وحواراته، ويكررها خبراء الاستوديوهات التليفزيونية، ويضعها الكتاب فى مقدمة مؤلفاتهم. نفعل كل سابق بسهولة، ولكننا نتعثر تماما حينما تحين لحظة إحالة الكلام إلى خانة الأفعال، ندخل نحن الشعب برفقة الدولة فى امتحان البحث العلمى، ونخرج منه كل سنة وقد حصلنا على الكحكة الحمراء، حتى وصلنا إلى فوهة البركان، والبركان لا يرحم، والرحمة مطلوبة فى وطن يسعى لأن يخرج من نفق الماضى إلى رحاب المستقبل، والخروج من الأنفاق يحتاج إلى العلم، والعلم فى وطنى أصبح من المهملات، لدرجة أن 10 طلاب فقط من 110 آلاف طالب ضمن مرحلة التنسيق الأولى هم فقط من طلبوا الالتحاق بكليات العلوم فى السنة الأخيرة. هذه ليست أرقاما طريفة، هذه أرقام كارثية، تخبرك بأن الوطن الذى يردد فيه الكل مجتمعين عبارات أن البحث العلمى هو طوق النجاة يعزف أولاده وأبناؤه عن طريق العلم، وإرهاب الجهل وإهمال العلم هو من يولد إرهاب الفكر وكوارث الإهمال الوظيفى والطبى والزراعى والاقتصادى.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

استمرار التسجيل فى مسابقة دولة التلاوة عبر منصة وزارة الأوقاف حتى 8 أغسطس

ليبيا تطرد وزراء داخلية إيطاليا واليونان ومالطا ومسؤولا أوروبيا

ريبيرو يطلب تقريرا من طبيب الأهلى عن حالة المصابين قبل السفر لتونس

سجل بياناتك لتصلك نتيجة الثانوية العامة 2025

بطل ابن بطل.. نور امتياز كامل يكتب فصلا جديدا من العطاء بحريق رمسيس.. الوالد استشهد فى موقعة الواحات والابن جسد البطولة فى حريق السنترال.. والدته لـ"اليوم السابع": اللي خلف ما ماتش وكلنا فداء مصر


الأردن وإسبانيا يؤكدان دعمها لجهود مصر وقطر وأمريكا لوقف الحرب على غزة

"تحديات صعبة".. ماذا ينتظر ريبيرو مع الأهلى في الموسم الجديد ؟

تداول فيديو لحريق مصنع إسفنج دمياط ..استمرار محاولات السيطرة على النيران

مطالب عبد القادر المالية تؤجل انضمامه إلى سيراميكا..وموقف واضح من الأهلي

الأهلي يُنهي ترتيبات معسكر تونس استعداداً للموسم الجديد.. اعرف التفاصيل


الحكومة: نظام الثانوية العامة قائم ومستمر و"البكالوريا" بديل اختيارى

مجلس النواب يوافق نهائيا على تعديل قانون التعليم

الزمالك يستعين بكهربا ومعتز إينو والشناوى فى شكوى زيزو لاتحاد الكرة

ترتيب الكرة الذهبية 2025.. صدارة فرنسية ومحمد صلاح رابعًا

نبيل الكوكى يستعرض مهاراته على هامش المران الصباحى للمصرى.. فيديو

فرص عمل جديدة في البوسنة والهرسك برواتب 52 ألف جنيه شهريا.. التفاصيل

فرص عمل فى الإمارات براتب يصل إلى 24 ألف جنيه شهريا.. التقديم لمدة 4 أيام

أجمل أهداف كأس العالم للأندية بكاميرا الحكم قبل نصف النهائى.. فيديو

مواعيد مباريات اليوم.. فلومينينسي مع تشيلسي فى كأس العالم للأندية

الجدول الزمنى لانتخابات مجلس الشيوخ مع رابع أيام تلقى أوراق الترشح

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى