«النووى» والعلاقة المصرية الروسية

جمال أسعد
جمال أسعد
تظل الفكرة خامدة وجامدة حتى يتم البحث والمناقشة والحوار حولها لكى تتهيأ الأمور وتستقر الأوضاع ويُمهّد الطريق لتنفيذ الفكرة ووضعها موضع التطبيق العملى، وقد ظلت فكرة إنشاء المفاعل النووى منذ ستينيات القرن الماضى وحتى الآن لا تجد طريقها للتنفيذ، حيث كانت بداية المعوقات نكسة 1967 ثم كان التحول السياسى الجذرى فى عهد السادات الذى سلم كل الأوراق لأمريكا، كما أن حادثة مفاعل تشرنوبل بالاتحاد السوفيتى وتفجير المفاعل اليابانى كانت أهم الأحداث التى جعلت مثل هذه المشروعات قيد الجدل أكثر منها الحوار والمناقشة، حيث كانت خلفيات المصالح الذاتية والخاصة تطل برأسها فى هذه المناقشات.

حتى وجدنا وفى مفاجأة سارة أضاءت عتمة المناخ المحلى والدولى خاصة بعد سقوط الطائرة الروسية التى تلتها الأحداث الدامية فى باريس والأهم بعد هذه الحملة الشرسة غير العادلة والمظللة بألوان الانحياز وتصفية الحسابات مع مصر بهدف تشويه العلاقة التاريخية بين مصر وروسيا لإضافة تعقيدات فوق تعقيدات المشكلة الاقتصادية بضرب السياحة وصولاً لنشر الفوضى وعدم الاستقرار، وجدنا التوقيع مع روسيا على بناء المحطة النووية بالضبعة التى تحتوى على أربع مفاعلات من الجيل الثالث، وهذا آخر ما وصل إليه العلم فى هذا المجال، وذلك مع مشاركة من الجانب المصرى بنسبة %20 على أن يكون المشروع قرضًا بفائدة %1.5 يسدد على 35 عامًا بعد انتهاء المشروع وبداية الإنتاج.

لا شك أن هذا المشروع هو أحد المشروعات القومية التى تسهم فى توطيد مكامن القوة للدولة المصرية، وفى ذات الوقت، ونظرا لحالة الاستقطاب الحالى الحاد وتلك السيولة السياسية التى تسيطر على المشهد حتى الآن سنجد من يقول بخطورة هذا المشروع وعدم جدواه الاقتصادية مقارنةً بمشروعات مماثلة لتوليد الطاقة من الشمس والرياح، سنجد من يقول إن المشروع بالرغم من أهميته وعوامل خطورته لم يحدث حوله الحوار العلمى المطلوب مع أهل الاختصاص كما ينبغى أن يكون، سنجد من يقول يا سبحان الله، هل قدرنا ألا نفرح دائما الفرحة الكاملة حتى يكون هذا الاتفاق الهام والمهم قد جاء فى ظروف يحاصرها حصاد الإهمال والفوضى والفساد الذى وصل إلى منتهاه والمتمثل فى كارثة الأمطار فى الإسكندرية وغيرها من المحافظات أو فى عملية الاختراق الذى حدث فى إسقاط الطائرة الروسية، (وإن كان هذا ليس بمستحيل فى العالم كله)، ولذا يظل الخوف على الوطن قبل أى شىء آخر، فهل فى هذا المناخ الذى لا نرى فيه حكومة تعمل ومحافظين لا يدرون ما يفعلون إذا فعلوا.

هذا المناخ الذى يسيطر عليه الفساد ويحوطه من كل جانب، فالإهمال والفوضى الإدارية والتسيب الأخلاقى وتعلية المصلحة الذاتية، كل ذلك وغيره كثير لا شك هو نتيجة لوصول الرجل غير المناسب للمكان غير المناسب، فالفساد جعل الرجل العادى بل الرجل الصغير يأخذ أكثر مما ينبغى، الشىء الذى يؤدى إلى الفساد والتخلف والعجز.

وبالتالى الفشل والإحباط، فهل سنظل نواصل هذه السياسات الفاشلة والخطيرة والكارثية؟ ولذا على السيسى أن تكون مهمته الوطنية والآنية هى أن يضع الرجال الأكفاء والمناسبين للمكان والمؤمنين بالوطن.

على القيادة أن تتواصل مع الجماهير للرد على الاستفسارات ودحض الشائعات أولاً بأول وتوضيح الصورة بشفافية ومعلوماتية، ولذا فنحن فى انتظار توضيح صريح ومريح للرأى العام يرد على المتشككين بهدف ذاتى والخائفين على الوطن والمنتمين إليه، يوضح عوامل السلامة التى تتصل بالعامل البشرى فى التشغيل لهذا المشروع.. حمى الله مصر وشعبها العظيم.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إسعاد يونس تنعى شقيقة عادل إمام: حبيبة من حبايب العمر ذهبت للقاء ربها

حالة الطقس اليوم الإثنين 15 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار غزيرة بهذه المناطق

وزارة التعليم تحدد ممنوعات داخل المدارس بعد وقائع التعدى على الأطفال

عمر متولى ينعى والدته ويطالب الجمهور بالدعاء لها

تقرير مغربى: بلعمرى فى الأهلى مقابل 500 ألف دولار


صور نادرة لـ إيمان شقيقة الزعيم عادل إمام وأرملة الراحل مصطفى متولى

وكالة الفضاء المصرية تُعلن نجاح إطلاق وتشغيل القمر الصناعي المصرى SPNEX

7 معلومات عن شقيقة عادل إمام أرملة مصطفى متولى

ترامب يشيد بالبطل الأسترالي أحمد الأحمد: أنقذ أرواحا كثيرة في هجوم سيدني

هل سنرى أحمد السقا عريسا فى 2026؟.. النجم الكبير يجيب.. صور


تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

الأرصاد تحذر: تكاثر السحب الممطرة وأجواء باردة على الوجه البحرى وشمال سيناء

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

ضبط المتهمين بإشعال النيران فى شخص أمام زوجته وإصابته بحروق خطيرة.. صور

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام

تقارير: غياب مرموش ضربة قوية للسيتي ومصر ثاني المرشحين لحصد أمم أفريقيا

مستشار الرئيس للصحة يوصى بالبقاء بالمنزل عند الشعور بأعراض الأنفلونزا "A"H1N1

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات

5 آلاف إثيوبي ملزمون بمغادرة أمريكا خلال 60 يوما.. ما السبب؟

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى