اللعب فى الروح

محمد صلاح العزب
محمد صلاح العزب
«يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى».

هذا كلام لا مناسبة له عن الروح، ويعرّفها بعضهم بقوله: «هى جسم لطيف منبعه تجويف القلب الجسمانى»، وادخل إلى ويكيبيديا أو جوجل وابحث واقرأ، لكن هذا ليس موضوعنا.

يظن البعض خطأ أن الروح مقتصرة على الأحياء، وهذا كلامٌ «بلح»، فالأماكن والأشياء والجمادات تملك روحها التى لا يشعر بها إلا كل صاحب روح مرهفة.

نعيش فى هذه الدنيا «أرواح» تقابل «أرواح» والمصريون يقدسون الروح بكل أنواعها منذ عهد الفراعنة، ويكفيك مثالا على هذا أن المواطن حين يريد أن يشتم زميلا يقول له «يا روح أمك».

روحى وروحك حبايب من قبل ده العالم والله، ورغم أن المصريين لا يؤمنون بتناسخ الأرواح، فهم يعطون للروح قوى خيالية خارقة، فالميت يموت «براحته» و«على كيفه» أما روحه فهى موجودة فى المكان تسمع وترى وتلعب «الاستغماية» مع أهله وأصحابه ولا مانع من أن يكلموها أو يلعبوا معها.

المصريون الأحياء يسكنون فى نصف البيوت فقط، وتظل نصف البيوت الأخرى خالية يخافون الاقتراب منها لأنها «مسكونة» تسكنها «الأرواح»، والأرواح «الساكنة» لا تحب الإزعاج من الأحياء.

تحضير الأرواح فى مصر أكثر من تحضير الماجستير والدكتوراه، والمصريون لا يفرقون بشكل كامل بين الأرواح والجن والعفاريت، وأهى كلها «حاجات بتخوف».

يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: «الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف»، لا تقصر هذا على العلاقات الإنسانية، فكلنا أرواح، وحين ترى عملا ناجحا حتى لو كان ساندوتش بطاطس بالمايونيز أو مسرحية كوميدية أو عمارة 18 دورا، وتشعر تجاهها بأن روحك «اتاخدت» من فرط جمالها، فثق أن وراء هذا العمل أرواحا تآلفت حتى صنعت ما ترى، ويمكنك أن تقيس هذا على مصر نفسها، انظر إلى كم الهيصة الذى تراه، وسيمكنك أن تعرف مدى تآلف أرواح المصريين معا.. ها، إيه رأيك؟

لا تنكر أن كل شىء فى مصر يأتى على الروح ويؤذيها، أنت ترى وتسمع وتشم وتلمس وتحس بكل ما يهتك روحك، يولد الطفل صحيحاً وبمرور الأيام يظل جسده طفلا ولكن تشيخ روحه قبل الأوان، جلد روحه «يتكرمش» و«يبيض» شعرها وتعجز عن الحركة، وهم للأسف لا يكتبون فى بطاقة الرقم القومى «سن الروح» لأننا جميعا طاعنون فى السن.

حافظ على روحك فى مصر، كن كالقطط بسبعة أرواح، لا تسمح لهم بطعن روحك أو سجنها أو اغتصابها أو التحرش بها، لأنك فى النهاية لا تملك غيرها، وكما قال القائل: يا روح ما بعدك روح.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

كليات مسار الطب وعلوم الحياة بالبكالوريا بعد التصديق على قانون التعليم

جمال عبد الناصر يكتب: بيتر بروك والمهابهاراتا..حين تتحول الملحمة إلى تجربة فى التلقى

78 مليار جنيه لدعم الإنتاج والشباب.. أكبر حزمة تحفيز بموازنة 2025/2026

الأهلي يقدم شكوى رسمية ضد الحكم محمد معروف خلال ساعات بسبب طرد هاني

هل يغنى أمير عيد أغنية ليلى فى مهرجان العلمين.. بعد محاوله الصلح بينهما؟


سقوط طائرة إسرائيلية بدون طيار فى غزة والسكان يتحفظون عليها.. فيديو

أشرف داري يواجه شبح الرحيل عن الأهلي خلال ميركاتو الشتاء

سفاك الدماء يصعد جرائمه فى لبنان.. غارات الجنوب مستمرة وإصابات فى غارة على الناقورة.. "صحة لبنان": مقتل شخص على "حداثا".. تحليق لطيران الاحتلال فوق بيروت.. رئيس الأركان: اغتلنا 240 بحزب الله منذ وقف إطلاق النار

18 قتيلا و24 مصابا فى حادث سقوط حافلة وسط العاصمة الجزائرية.. صور

بدء تنسيق وقبول طلاب مدارس المتفوقين ومدارس النيل الثانوية الدولية 2025 بداية من اليوم لمدة ثلاثة أيام للالتحاق بالكليات والمعاهد.. واستمرار التقدم بمرحلة تقليل الاغتراب لطلاب الثانوية العامة حتى 18 أغسطس


التفاصيل الكاملة لحكاية "بتوقيت 2028" بطولة هنادى مهنا قبل عرضها الليلة

دفاع إحدى ضحايا حادث طريق الواحات: شقيق أحد المتهمين عرض الصلح

القبض على التيك توكر علاء الساحر لظهوره فى مقاطع فيديو يعتدى على أشخاص

الحماية المدنية تستخرج طفلة محتجزة داخل مصعد فى الظاهر.. صور

الإمارات تنفذ الإنزال الجوي الـ72 للمساعدات في قطاع غزة

موعد مباراة وولفرهامبتون ضد مان سيتي في الدوري الإنجليزي والقناة الناقلة

موعد مباراة الزمالك والمقاولون العرب في الدوري والقناة الناقلة

ترامب بعد انتهاء المؤتمر الصحفى مع بوتين: سأجرى زيارة للعاصمة موسكو

قانون الضريبة على العقارات المبنية يحدد ضوابط تقدير القيمة الإيجارية

ميلود حمدى يبدأ استكشاف زعيم الثغر بحثاً عن أول انتصار للإسماعيلى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى