محمد خالد السباعى يكتب: المتاهة

ورقه وقلم
ورقه وقلم
لم تعد الأمور فى نصابها الصحيح فلقد فقدت رصانتى وصحة عقلى بالهلع وراء الشكل والمظهر والاهتمام بمقدار كم يجب على الظهور بمظهر لائق وأنيق حتى صرت كتمثال جميل ولكن إن شققته نصفيه وجدت داخله "شمع" أو حتى "قش" شىء ليس له أى قيمة فى الأساس وسلبت منى سكينتى حتى لم أعد أستطيع أن أصل للهدوء الداخلى الذى ينم عن الاتزان فى الفعل والقول وفقدت من موهبتى فى الكتابة ما حال بينى وبين الورق فلم أعد أستطيع أن أكتب شيئًا ليس هذا فحسب وفقدت هيبتى عندما تركت لنفسى الاختيار فى أن أكون مع أناس لا أشبههم وأتنازل عن كل شىء رغبة منى أن أليق على نمطهم وشكلهم وأصدق نفسى فى القول وأقول "سطحيتهم"، وفقدت قدرتى على التصرف فى أسوأ الظروف صرت غير قادر على الحراك صرت حديث الولادة لا والله بل إنه قادر على تحريك كلتا يديه وقدميه ولكنى أظن أن وضع الجنين هو أدق تشبيه فليس لعدم قدرتى على الحراك ولكنه لاعتمادى على غيرى فى كل شىء ومع ذلك صرت كمن يبلغ المائة عام حتى إن طول لحيتى أخفى معالم وجهى لم أعد كما كنت لم أعد ذلك الشاب المهاب من الناس الذى ينال الاحترام حتى رغما عن أنف كارهيه قبل محبيه، الذى يتصرف كما يحلو له فى إطار احترام خصوصيات الآخرين ومشاعرهم فقد صرت أهوج ثرثار ملىء الفاه، ألقى النكات يمينا ويسارا أتصنع خفة الدم، أظن فعلا أنى آذيت كثيرين فى الآونة الأخيرة بكلماتى، إنى ادين بالاعتذار لأناس كثيرين من أذيته بكلمة ومن خربت حياته بفعل ومن شرحت قلبه بشعور وسلبته منه بعد ذلك أدين للكثير بالكثير لما فعلت لهم وما حال بهم أدين لنفسى باعتذار لما آلت إليه وما جعلتها تعانيه، لقد آل بى الحال إلى مكان نائى عن نفسى التى طالما حلمت وتعبت لأرسمها على منوالى الخاص، تركت نفسى مع تيار السطحية والأمور الماهنة التى جرفت بى بعيدا عن المسار الذى حددت مضماره لسنوات طويلة، حتى إننى لم أعد أحدد أى اتجاه يجب على أن أسلك، أصبحت كالذى كان فى متاهة كبيرة ظل يحاول جاهدا للخروج مئات المرات حتى صار يعلم كل ركن من أركانها وعندما أصبح على مقربة من الخروج تملكه الغرور ليعود ليكتشف ويتحدى نفسه بالمرور بها مرة أخرى ولكنه لم يكن يعلم أنها لا تملك شكلا ثابتا وأنك بمجرد المرور بمكان يتغير شكله ولا يعود كسابق عهده وفى النهاية صار حبيسا لها ولم تعد هناك وسيلة للخروج سوى تكسير جدران المتاهة ورسمها من جديد، وأظن أن عجرفته الفارغة هى ما جعلته فى هذا الموقف ولا أظن أن هناك حلًا سوى البدء بتحديد ماذا عليه أن يفعل والبدء من جديد ...

لن أترك الحكمة والموعظة فى نهاية الكلام كما أفعل عادة وأقول "إن عليك أن تفعل...." و"إنك الوحيد القادر على..." هذه المرة لن ألعب دور الحكيم، لن ألعب دورا لم أستطع الحفاظ على شكله الداخلى وتعلم جيدا أنى لا أملك ما يتطلبه هذا الدور، لن أضع نفسى فى مكان أعلم جيدا أننى لست أهلا له، لن أضع نفسى فى موقف أسوأ يظل عالقا بى ويثقل كاهلى كما حدث من قبل، اليوم أترك الحكمة لمن يقرأ .....
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

طلاب العلمى بالثانوية العامة يبدأون امتحان الكيمياء والجغرافيا للأدبى

نانت يعاقب مصطفى محمد بالبيع بعد رفض دعم المثلية

تفاصيل دهس تريلا لـ 7 سيارات على الطريق الدائرى بالمعادى.. صور

صفحات الغش تزعم تسريب امتحان الكيمياء للثانوية.. والتعليم: غير صحيح

يانيك فيريرا يستعين بتقرير الرمادى لتحديد احتياجات الزمالك وملف الراحلين


كيلو السمك بـ30 جنيه بس.. قرية البشندى بالوادى الجديد تحصد الدفعة الثانية من مزرعة الأسماك الحكومية.. طرح المنتجات للمواطنين بأسعار مخفضة.. ورئيس المركز: خطة لتعميم التجربة فى القرى لتحقيق الأمن الغذائى.. صور

جبانة الشاطبى الأثرية تروى قصة الحضارة اليونانية فى مصر القديمة.. أنشئت عام 232 قبل الميلاد بالإسكندرية.. اكتشفت بالصدفة وصدر قرار بترميمها 2019.. وتم افتتاحها رسميا لتكون ضمن تاريخ عروس البحر المتوسط.. صور

اعرف الصح.. دار الإفتاء تواصل حملتها لتصحيح المفاهيم الخاطئة.. ما حكم صلاة الجنازة والدفن فى أوقات الكراهة؟.. ما مسؤولية الوالدين شرعا تجاه أولادهم فيما يتعلق بالعبادات؟.. وما حكم وضع سترة أمام المصلى منفردا؟

تريلا تحطم وتدهس 7 سيارات على الطريق الدائرى بالمعادى.. صور

صيف ساخن جدا فى أوروبا وسط مخاوف من أزمة صحية ووقوع وفيات.. دول تعلن الطوارئ وتحذيرات مشددة.. إسبانيا تواجه لأول مرة فى تاريخها حرارة تتجاوز 46 درجة.. 84 مقاطعة فرنسية و20 مدينة إيطالية تعلن أعلى درجات التأهب


مأساة فى المنيا.. أب يقتل أطفاله الثلاثة بسبب خلافات أسرية

إسماعيل يوسف: دعم جون إدوارد واجب على كل زملكاوى من أجل استقرار النادى

حمد الله يبدأ مشواره مع الهلال ويؤدى مرانه الأول استعدادا لموقعة فلومينينسى

الزمالك يكشف تفاصيل أزمة مستحقات ميلكا لوبيسكا محترفة الطائرة

‏محمد شريف يوقع للأهلى لمدة 5 سنين رسميا

تفاصيل زيادات الإيجار القديمة وفق المناطق.. حد أدنى يبدأ من 250 جنيهًا شهريًا

الأهلي السعودي يكشف عن شعاره الجديد

4 صفقات حائرة بين الأندية فى الانتقالات الصيفية الحالية.. أبرزها رضا سليم

الإيجار القديم.. هل تمنح الدولة المستأجرين أولوية للحصول على وحدات بديلة؟

شاطئ روميل أحد أجمل معالم مصيف مطروح.. يقع على شبه جزيرة وله إطلالة بانورامية على خليج ومدينة مرسى مطروح.. قريب من المدينة وآمن للصغار ومن لا يجيدون السباحة.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى