ولماذا إذن نحب مصر؟

وائل السمرى
وائل السمرى
يكتب - وائل السمرى
«نحن نعانى من أزمة فى انتماء الأجيال الصغيرة»، جملة يقولها ذلك المسؤول بصورته الذهنية المتكلسة، يقولها منتقدا ومنتفضا ومرتعبا، يقولها منتفخا مجعوصا ومجعلصا، ولا يدرى هذا المسؤول أن هذه الأزمة تسبب فيها هو، وأن أى تقصير فى حق الأجيال الصغيرة يشير إلى تقصيره هو، فأبناؤنا هم حصاد أحلامنا، وإذا كان الابن غير منتم فهذا يعود بالأساس إلى أبيه الذى لم يعطه شيئا ينتمى إليه، ولهذا فإنى أستبشع أن يقول أحد المسؤولين إن الجيل الجديد غير منتم ويصمت، لأن رصد المشكلة ليس إلا خطوة أولى فى سبيل إصلاحها، أى أن الإصلاح هو المقصود من طرح المشكلة، وليس الطرح فحسب.

نعم نحن نعانى من مشكلة فى الانتماء، ولهذا فإن علينا أن نقدم لأبنائنا شيئا ينتمون إليه، فنحن نترك أطفالنا نهبا للثقافات الدخيلة والأغراض المشبوهة والتدين الظاهرى المقيت، ثم نعود ونسأل كيف انمحت هويتهم وانطمست إنسانيتهم وأصبحوا جنودا للتطرف؟ نترك أطفالنا للشوارع المهملة والمدارس الخربة والبيوت المهلهلة ثم نندهش حينما يطلع الجيل بعد الجيل لا يؤمن إلا بالعبث، ولا يخلص إلا للفهلوة ولا يقدر إلا «السبوبة» حتى لو اكتوى هو بنيران هذه السبوبة.

فى كل يوم تتفاقم الأزمة، وتتجلى فى صورة إرهاب يضرب ولا يترك، أو أحد الأبناء يترك البلد ولا يبقى، ولهذا فأنا أعيد دعوتى لربط التعليم بالهوية وهى الدعوة التى طالبت بها فى شهر مارس الماضى لعل الوزارة تتداركها فى مناهج العام الدراسى المقبل، وأعيد الآن تقديمها لعلنا ننقذ ما يمكن إنقاذه.
أتقدم هنا إلى وزارة التربية والتعليم باقتراح بسيط فى تكلفته عميق فى تأثيره، وهو أن تبدأ الوزارة مشروعا لتحديث مناهج التعليم بما يدعم شعورنا بالهوية بالشكل الذى يجعل أطفالنا حصنًا أمام الهجمات الدخيلة التى يتعرضون إليها كل يوم، فقد يدرس تلاميذنا لمحة عن التاريخ الفرعونى أو القبطى أو الإسلامى أو الحديث، لكن يظل التاريخ غير قادر بمفرده على التوغل إلى وجدان الأطفال، إذ ينساه الطفل بمجرد عبوره للامتحان، فماذا نفعل؟ أقترح هنا أن يدرس أبناؤنا كلا من الأدب والفن المصريين فى كل المراحل التعليمية، فقد يدخل أطفالنا مدارسنا ويخرجون منها وهم لا يعرفون شيئا عن الأدب الفرعونى، أو الأدب القبطى، ومن المؤكد أيضا أن أطفالنا يدخلون المدارس ويخرجون منها دون أن يعلموا شيئا عن الفن المصرى القديم أو الفن القبطى أو حتى الفرق بين الفن المملوكى والفن العثمانى، فالأدب الذى يتعلمه أطفالنا فى المدارس يبدأ من العصر الجاهلى وينتهى عند الأدب الحديث، وكأن مصر الفرعونية لم يكن بها أدب أو حياة، والفن الذى يتعلمه أطفالنا فى المدارس لا يتعدى «حصة الرسم» التى يعتبرها التلاميذ فرصة لدخول الحمام والاستراحة من بقية اليوم الدراسى، ما يجعل تدريس مادتى تاريخ الأدب المصرى وتاريخ الفن المصرى منذ العصر الفرعونى وحتى العصر الحديث ضرورة حتمية.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

منتخب المغرب يكتسح الإمارات بثلاثية ويتأهل الى نهائى كأس العرب 2025

السعودية ضد الأردن..الدوسرى يقود تشكيل الأخضر فى نصف نهائى كأس العرب 2025

ربيعة ومصطفى محمد ورباعى بيراميدز ينضمون لمعسكر منتخب مصر

الأرصاد: استمرار سقوط الأمطار حتى غد وتوقعات بشبورة كثيفة نهاية الأسبوع

محمد صلاح يحتفي بإنجازه التاريخي مع ليفربول


أرباح بالمليارات.. شركات أمريكية تتنافس على إعادة أعمار غزة.. ما القصة؟

الطقس غدا.. أجواء شتوية وأمطار واضطراب بالملاحة والصغرى بالقاهرة 13

زاره رئيس وزراء الولاية.. لماذا خاطر أحمد الأحمد بحياته لنزع سلاح مرتكب هجوم سيدنى؟

مدبولى يلتقي مسئولي شركة إيني ومجموعة مستشفيات سان دوناتو الإيطالية لبحث التعاون

الإعلانات تنجح في إنهاء ملف بقاء ديانج مع الأهلي


كل ما تريد معرفته عن المغربي يوسف بلعمري أول صفقات الأهلي الشتوية

الأهلى يعلن التنازل عن مقاضاة مصطفى يونس

الأرصاد تحذر هذه المحافظات من أمطار خلال ساعات وتتوقع وصولها إلى القاهرة

الأهلي يترقب وصول يوسف بلعمري للقاهرة لإجراء الكشف الطبي

أحكام سجن بالجملة ضد أهالى شبراهور بسبب إيصالات أمانة.. اعرف القصة

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية استعدادا لكأس أمم أفريقيا

الأرصاد تحذر: سحب ممطرة على هذه المحافظات وتوقعات بأمطار غزيرة

باب الالتماسات يعيد الفرصة لطلاب لم يحالفهم الحظ فى القبول بكلية الشرطة

الأهلي يوافق على انتقال شكري وبيكهام وكمال لصفوف سيراميكا في يناير

القنوات الناقلة لمباريات كأس أمم أفريقيا 2025 بمشاركة منتخب مصر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى