الأقباط واليسار والانتخابات

جمال أسعد
جمال أسعد
بقلم : جمال أسعد
انتهت المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية بجولتيها مع غياب ظاهر للناخبين لم يقتصر على المتعاطفين مع التيار الإسلامى المقاطع، ولكنه غياب أصاب نسبة كبيرة من الناخبين، الشىء الذى يجعل النظام يرصد ويبحث ويحلل هذه الظاهرة التى تحمل كثيرا من الكلام المسكوت عنه والمواقف الصامته التى يمكن أن ترمى هذا الصمت وراء ظهرها إذا لم يحدث تغيير حقيقى لصالح الجماهير فى قابل الأيام.

القراءات كثيرة ومتعددة الجوانب، خاصةً حول الحديث عن النتائج التى أعلنت باسم الأحزاب فى الوقت الذى لا علاقة للأحزاب بمرشحيها ولا علاقة لهم ببرامجها، فهذه ستكون بمثابة مقاعد فى البرلمان مؤجرة من أصحابها للأحزاب إيجارا مؤقتا، وسنكتفى هنا بقراءة لنتائج الأقباط واليسار، فقد تقدم للترشح 150 قبطيا وصل الإعادة 22 منهم نتيجة لكثرة أعداد الناخبين الأقباط بعد القيد التلقائى، كما أن عادة التصويت الطائفى بين الجانبين مازالت قائمة ومؤثرة إضافة إلى تدخل الكنيسة بالحشد الطائفى بشكل عام وللأقباط بشكل خاص فى مقابل مقاطعة التيار السياسى الإسلامى ومن يتعاطفون معه، بجانب قطاع لا يستهان به من الناخبين لا علاقة لهم ولن تكون بالانتخابات والعمل العام، أما الباقى فهم منقسمون على عشرات المرشحين فى مقابل واحد أو اثنين من الأقباط فى كل دائرة. الشىء الذى جعل الحشد الطائفى للأقباط فى الجولة الأولى يسفر عن 22 قبطيا.

ولكن وبالطبع وحسب قانون الفعل ورد الفعل تكون النتيجة فى أى إعادة هى عدم فوز الأقباط لأن الأصوات التى حاز عليها الراسبون فى الجولة الأولى ستذهب إلى المرشحين المسلمين المعيدين فى الجولة الثانية، ولذا لم يفز من الأقباط غير ثلاثة فقط، وهذه هى النتيجة الطبيعية نتيجة لتلك الممارسات الطائفية، ولكن الجديد بالرغم من هذا أننا لم نجد حادثة طائفية تعكر صفو التصويت ولم نجد منعا جماعيا للأقباط من التصويت كما كان يحدث، بل الأهم هو التغيير الإيجابى الذى يجب أن نرصدة ونفعله وهو أن هناك عددا كبيرا من الناخبين المسلمين صوتوا للأقباط وهذا شىء جميل ومقدر ويوحى بتغير سياسى فى مواجهة الطائفية، ولذا يجب أن ترفع الكنيسة يدها عن الأقباط، وكفى وصاية حتى يكون خروجهم للمشاركة السياسية لا يأخد الشكل الطائفى حتى وإن انحازوا مؤقتا للمرشح القبطى، إضافة إلى الانتهاء من الترشح على أرضية طائفية طلبًا لأصوات الأقباط وأملاً فى مباركة الكنيسة، فهذه هى الطائفية التى لم ولن تفيد الأقباط ولا الوطن.

أما اليسار فلم يفز بغير مقعد للمناضلة الناصرية نشوى الديب، وباسم الحزب الناصرى الذى لا وجود له ولا علاقة له بهذا الفوز، ففوزها كان نتيجة لنضالها والتحامها مع الجماهير فى دائرتها، وفشل اليسار لا يعود للشح المالى فقط، وهو أحد الأسباب، ولكن يعود أساسا إلى هذا التشرذم والتفتت الحزبى الذى كان نتيجة للأمراض الذاتية والشخصية لليسار دائمًا، كما أن اليسار بالرغم من منهجه التقدمى بكل فصائله وانحيازه للفقراء والمظلومين ورفعه شعار العدالة الاجتماعية وهو الشعار المحسن للاشتراكية، ولكن انحسر اليسار وغاب عن الجماهير وهم الوقود الأساسى لأى حركة ولأى تغيير، كما أن خطاب اليسار تجمد وتكلس ولم يتجدد ليساير المتغيرات مع الاحتفاظ بثوابت المنهج، ولذا فلا أمل ولا حل غير إسقاط الذاتية والعودة إلى العمل الجماعى وتأجيل الخلافات الثانوية وتجميع اليسار بكل فصائله على غرار تجربة حزب التجمع، مع الالتحام التام مع الشارع، فلا حدود ولا حواجز للنضال السياسى، ولا نضال دون دفع الثمن.. حمى الله مصر وشعبها العظيم.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

صاحبة دعوى تعويض ضد الزمالك: تلقيت 1000 مكالمة سب وتنمر عقب نشر إعلان الدباغ

مانشستر سيتي ضد توتنهام.. السبيرز يتفوق 2 - 0 فى الشوط الأول "فيديو "

كل ما تريد معرفته عن غيابات المنتخب قبل معسكر سبتمبر

سيدة تطالب بتعويض 20 مليون جنيه من الزمالك لظهور رقمها في إعلان "الدباغ"

الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بعيد انتقال جسد السيدة العذراء.. الصوم ينتهى بعد 15 يوما من النهضات الروحية.. والقس بطرس: أم النور تحظى بمكانة خاصة فى قلوب المصريين


الأهلي يتوجه غدا إلى كفر الشيخ للمبيت بها استعدادا لمواجهة غزل المحلة

تم تصويره بالأهرامات.. قصة فيلم Fountain of Youth بعد ترشحه لجوائز LMGI 2025

براد بيت يعود للعمل بعد وفاة والدته.. تقرير: يتصرف بمهنية رغم المأساة الشخصية

النصر ضد الأهلى.. رونالدو يخوض النهائي رقم 40 في مسيرته

أحمد حمدي يخضع لاختبار طبى فى الزمالك بعد إصابته فى الأمامية


انطلاق فعاليات مهرجان CED Sportival للسياحة الرياضية بالعلمين

مستشفى الأهلى.. 6 لاعبين خارج الخدمة فى مباراة غزل المحلة بسبب الإصابة

استشهاد 19 فلسطينيا إثر قصف إسرائيل خيام النازحين بخان يونس ومخيم المغازي

ثلاثة أفلام جديدة فى الطريق.. سلمى أبو ضيف تنتعش سينمائيا

مهلة المحكمة للتصالح أوشكت على الانتهاء.. موعد الفصل فى الحجر على نوال الدجوى؟

اتحاد الكرة يطالب بحضور السعة الكاملة لاستاد القاهرة في مباراة إثيوبيا

هل تفلت هدير عبد الرازق من الحبس.. تعرف على موعد الحكم عليها

قطار تالجو.. مواعيد الرحلات على خطوط السكة الحديد

للزوجات مع اقتراب موسم الدراسة.. من يملك قرار التعليم بعد الطلاق؟

يانيك فيريرا يحذر نجوم الزمالك من سيناريو سيراميكا قبل مواجهة فاركو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى