باسم الحرية يهزم الفقراء

د.أيمن رفعت المحجوب
د.أيمن رفعت المحجوب
يتصور البعض أن كل الناس قادرون على تحقيق مصالحهم، حتى وإن صدق ذلك الفكر فى بعض الدول الغنية – إلا أنه غير وارد فى الدول الأخذة فى النمو والأسواق الناشئة كمصر.

والحقيقة أنها قلة فى كل دول العالم (الغنى والأخذة فى النمو والفقيرة) فحسب، تلك التى تقدر على تحقيق مصالحها فقط.. أما الجماعة (وهى الجزء الأكبر فى أى مجتمع) فلا تقدر إطلاقاً على تحقيق مصالحها وحدها، حتى فى أعظم الدول الرأسمالية الكبرى. أضف الى ذلك أن الصراع بين الأقوياء (أى الأغنياء) والضعفاء (أى الفقراء) صراع قوى تكتب فيه الغلبة دائماً للأقوياء "باسم الحرية"، فالأقوياء أحراراً فى أن يحققوا مصالحهم (وهذا حقهم فى كل دساتير دول العالم)، وهم قادرون على ذلك وحدهم، وأما الضعفاء فعلى الرغم من إعطائهم الحرية القانونية (بالدستور) لتحقيق مصالحهم، هم أيضاً، إلا أنهم لا يستطيعون أن يحققوا هذه المصالح (وحدهم)؛ وعلى العكس من ذلك فأن الحرية التى يكفلها أى نظام اقتصادى أو سياسى يعتمد على "الفرد" لا "الفرد والمجتمع" هى حرية للأغنياء ضد مصالح الفقراء. ومثال ذلك فى الاقتصاد والسياسة، حيث نجد أن أصحاب المشروعات هم وحدهم قادرون على أن يحققوا أرباح، والعمال فى مواجهتهم لا يقدرون على أن يحققوا مصالحهم (خاصة فى الأنظمة التى لا تقيم وزناً لمصالح العمال ولا تسمح لقيام التكتلات التى تحمى مصالح العمال بالمعنى الحقيقى وليس الصورى) وذلك لأنه أمر من الأمور التى تعتبر ضد الحرية الاقتصادية، والحرية الاقتصادية الكاملة لا تعرف التكتلات. وأما على الجانب السياسى فترى أن الأقوياء فقط هم من يتحكمون فى التشريعات واتخاذ القرارات المصيرية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية من خلال المجالس النيابية والشعبية والمحلية، لأن لا أحد غيرهم قادراً على دخول تلك المجالس من خلال المال السياسى الأكثر شيوعا، خاصة فى الدول الأخذة فى النمو مثل مصر. وبالتالى لا أتصور أن هؤلاء سوف ينفقوا كل هذه الأموال من أجل دخول تلك المجالس للدفاع عن حقوق العمال والفلاحين ومحدودى الدخل والفقراء والطبقات المعيشة، بل للدفاع عن مصالحهم ومكاسبهم الفردية فقط، وهنا ينطبق القول السائد أن تلك المجالس هى "مجالس أصحاب المصالح" وأقصد هنا المصالح الخاصة وليس المصالح العامة.

وعلى ذلك ينتهى الأمر إلى أن مثل هذه الأنظمة الفردية لا تسمح بقيام تكتلات من أى نوع اقتصادى كان أو سياسى أو حتى اجتماعى للدفاع عن مصالح محدودى الدخل والفقراء فى تلك الدول. وهذا ما لا نريده فى مصر أبداً بعد ثورتين ترميان إلى "العيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية"، أم نسينا لماذا قامت الثورة ؟!

* أستاذ الاقتصاد السياسى والمالية العامة – جامعة القاهرة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

قانون العمل.. لا يجوز تحديد سن للتقاعد أقل من ستين سنة ويحظر إنهاء عقد العمل لمرض العامل إلا إذا استنفد إجازاته.. ينهى عقد العمل إذا حكم نهائيا على العامل فى جريمة ماسة بالشرف أو الأمانة

أولى جلسات سفاح المعمورة بمحكمة جنايات الإسكندرية اليوم

امتحانات نهاية العام.. موعد إعلان وظهور نتيجة الفصل الدراسى الثانى 2025

المتهم بالنصب على المواطنين: أوهم ضحاياه بتوافر فرص عمل بأجور مجزية

أحمد شيبة عن أغنية "أنا مش تمام".. درامية ومبسوط بنجاحها


شويجو يلتقى رئيس صرب البوسنة على هامش الاجتماع الأمنى فى موسكو

لعبة متوارثة احتضنتها قنا لما يقارب نصف قرن.. "شطة" عميد لاعبى التحطيب فى قنا: الدفاع عن النفس هدفها وليس الهجوم ولا خصومة فى الإصابة لأنها مجرد لعبة حتى إذا أدت الضربة إلى الوفاة

الأهلى يواجه الاتحاد السكندرى فى نهائى دورى السلة

تعرف على مواعيد القطارات اليوم الأحد على خط القاهرة أسوان والعكس

صفارات الإنذار تدوى فى جميع أنحاء أوكرانيا


قطع المياه عن هذه المناطق بالقاهرة لمدة 8 ساعات.. تعرف على التفاصيل

حبس طالب وصديقه فى واقعة مشاجرة منطقة المقطم بالقاهرة 4 أيام

ميناء السخنة نقطة تحول جديدة فى الاقتصاد المصرى.. زيادة أرصفته 18 كم فى 4 سنوات فقط ويسعى لدخول موسوعة جينيس.. معاون وزير النقل: التعاقد مع شركات عالمية لجذب السفن التجارية.. صور

موعد صلاة عيد الأضحى المبارك 2025 فى مدن ومحافظات الجمهورية

دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ذي الحجة لعام 1446فى هذا الموعد

هيئة الإسعاف تعلن نقاط ثابته فى خطوط المترو الثلاثة.. اعرف التفاصيل

مجلس الوزراء ينشر فيديو عن مشروع "سكن لكل المصريين"

قضية أحمد فاتح تُشعل الجدل.. حقيقة أول رجل عربى يلد طفلة

التعادل الإيجابي يحسم الشوط الأول من مباراة بتروجت والزمالك

الريال ضد ريال سوسيداد.. ماذا قال مودريتش فى وداع جماهير الملكى؟

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى