خطبة عمر بن الخطاب عن مصر الآن

محمد الدسوقى رشدى
محمد الدسوقى رشدى
بقلم : محمد الدسوقى رشدى
باختصار شديد.. وبوضوح أشد لابد أن نعترف جميعا بالحقيقة.. وحقيقة ما يحدث وما نعيشه الآن تقول بأننا - رسميا - فى مرحلة ما يسمى شعبيا «بالهوبا».. و«الهوبا» يا سادة هى مرحلة من مراحل الجنون الأقرب للعبث.

والعبث يا جماعة هو اللى إحنا بنعانى منه دلوقت.. واللى بنعانى منه دلوقت هو عجزنا عن ترتيب دفتر أولويات البلد دى.. يعنى الحاجات المهمة بتتراجع للخلف ويصعد مكانها حاجات تافهة.. أو خلينا مؤدبين ونقول «مش مهمة»

يعنى فى الوقت الذى يهددك فيه الإرهاب، وتقلقك المخاطر الاقتصادية، ويعدك وزير التعليم بعام دراسى منضبط فلا نقرأ عن التعليم والمدارس سوى كل شر، وتعدك فيه الأحزاب بأداء محترم فى انتخابات مجلس النواب فلا تجد منها سوى كل ما هو هزلى، وتغازلك أحلام ما بعد ثورتين فى برلمان قوى ومتنوع وبه نائب على قدر المسؤولية فلا تجد سوى نواب شتامين ومنتهكين للحريات وفاسدين وعائدين من زمن مبارك بنفس جلباب الفساد، نترك كل هذه الأشياء وندفعها دفعا نحو ذيل جدول أولوياتنا واهتمامنا لصالح «خناقات» ومعايرات الإعلامين وبعضهم، وردح السياسيين وتخوينهم لكل الأطراف المختلفة معهم بالإضافة إلى شتائم ومعارك الرياضيين على كعكة المال والسيطرة بينما الوطن وهمومه، البلد وحاضره ومستقبله.. لا أحد يهتم.

انظر حولك.. ستجد حالة «الهوبا» وقد انتابت مجتمعا مرتبكا ومشهدا إعلاميا أكثر ارتباكا فى وطن يحتاج إلى إعلام إن لم يكن عاقلا ورائدا، فعلى الأقل يحتاجه صادقا ومخلصا، وبالمثل فى السياسة التى يحتاج منها الوطن إن لم تكن قادرة على تقديم يد العون، فعلى الأقل لا تقدم مصالحها على مصالح مستقبل شعب، انظر وستجد دفتر أولويات مجتمع الإعلام والسياسة، وقد أعلى التافه من الأمور على حساب الجاد منها، وصدر السيئ من الوجوه على حساب الأفضل منها.

المهم علاج كل هذا يبدو موجزًا فى كلمة سيدنا عمر بن الخطاب، التى أوردها الإمام الحافظ الأصبهانى فى كتابه «حلية الأولياء وطبقات الأصفياء»، قائلا: «حدثنا الحسن بن علان الوراق عن يوسف بن أبى أمية الثقفى، عن الحكم بن هشام، عن عبدالملك بن عمير، عن ابن الزبير، قال: قال ابن الخطاب، إن لله عبادا يميتون الباطل بهجره، ويحيون الحق بذكره، رغبوا فرغبوا، ورهبوا فرهبوا، خافوا فلا يأمنون». فى اعتقادى تصلح كلمة سيدنا عمر لأن تكون خطابا سياسيا موجزا لن يختار الفاروق غيره إن طلبوا منه الحديث عن حال مصر سياسيا وإعلاميا الآن.

أميتوا الباطل بهجره، أميتوا التافه بهجره، أميتوا الخبيث بهجره، أميتوا أصحاب المصالح بهجرهم.. فقط ارفعوا من شأن كل صاحب قيمة، حتى لا تتركوا لأولادكم من بعدكم أصواتا وأسماءً ووجوها تظنون أنكم بانشغالكم بتفاهتهم وسبكم لهم تقتلونهم، فإذا بسبابكم يمد فى عمرهم أطول وأطول، ويصنع شهرتهم ويضعهم على طاولة المرغوبين، والمطلوبين لشغل الناس عن ما هو أهم.. اعدلوا وتجاهلوا كل خبيث تميزونه من الطيب.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الإمارات تدين تصريحات نتنياهو بشأن "رؤية إسرائيل الكبرى" وتصفها بـ"الاستفزازية"

غدا.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة للدور الثانى 2025

مدرب الإسماعيلي: أهدرنا فرصة سهلة أمام بطل أفريقيا ونحتاج للاعبين خبرات

محمد صلاح يتصدر تشكيل فانتازى الدورى الإنجليزى للجولة الأولى وغياب مرموش

جدول ترتيب الدورى الممتاز الخميس 14 أغسطس 2025.. المصرى يتصدر


الاتحاد يغادر إلى هونج كونج استعدادا لمواجهة النصر فى كأس السوبر السعودي

بيان الفصائل الفلسطينية: نقدر الجهود المصرية الكبيرة بقيادة الرئيس السيسى

الزمالك يدعم فريق السيدات بضم ثلاث صفقات جديدة

المصري يواصل ثلاثيات الدوري بالفوز على الطلائع ويحافظ على الصدارة (فيديو)

مواعيد عرض "بتوقيت 2028" ثانى حكايات مسلسل ما تراه ليس كما يبدو


الأرصاد: انكسار الموجة الحارة غدا.. ودرجات الحرارة تعود لطبيعتها السبت

مودرن سبورت يحصد أول ثلاث نقاط بالدورى بثنائية في الاتحاد السكندرى.. فيديو

تأهل الدنمارك والسويد لنصف نهائي مونديال اليد للناشئين

طرح أغنية "بنطلون جينز" بصوت محمد رحيم بعد 9 أشهر من رحيله

قرار جمهوري بترقية عدد من مستشارى هيئة قضايا الدولة.. تعرف على الأسماء

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى