حــســــن زايــــــــد يكتب: المؤامرة مستمرة فانتبهوا أيها السادة!!

الطائرة الروسية المنكوبة - أرشيفية
الطائرة الروسية المنكوبة - أرشيفية
رغم أن التاريخ الإنسانى لا يخلو من المؤامرات، ورغم أن علاقة الغرب بالشرق العربى مليئة بتآمر الغرب على هذه المنطقة، إلا أنك تجد من بنى جلدتنا من ينفى هذه الحقيقة الواضحة وضوح الشمس فى رابعة النهار. ولن تجد لنفيهم علة مقبولة سوى أننا نذهب إلى تبنى نظرية المؤامرة فى حيلة مكشوفة للهروب من إخفاقاتنا. وبالعودة إلى أحداث التاريخ الحديث ستكتشف بسهولة ويسر حجم المؤامرة التى يمارسها الغرب حيال هذه المنطقة. فقد مارست معظم الدول الغربية الغزو العسكرى للمنطقة، من أيام الحملة الفرنسية، مروراً باحتلال بريطانيا لمصر والسودان والعراق وفلسطين، واحتلال فرنسا لبلاد الشام، والجزائر وتونس، وإيطاليا لليبيا، وأسبانيا للمغرب وموريتانيا.

وقد استنزفت هذه الدول خيرات تلك البلاد على مدار عقود طويلة، دون حصول الدول المحتلة على التعويضات عن فترات الإحتلال. وقد كانت اتفاقية سايكس بيكو قمة التآمر على المنطقة، والتى كانت تستهدف تقسيم المنطقة إلى مناطق نفوذ لدول الاحتلال.

ثم جاء غرس النبت الشيطانى المدعو إسرائيل فى خاصرة المنطقة، حتى تظل المنطقة مجروحة، وجرحها ينزف على الدوام، فلا تموت، ولا تحيا. وضمان أمريكا وريثة الاستعمار الغربى ـ ويتبع ذيلها هنا الغرب ـ التفوق النوعى لهذه الدويلة المصنوعة على القوة العربية مجتمعة. ولما كانت مصر قاطرة التحرر من الاستعمار فى منتصف القرن الماضى فى المنطقة،جرى التآمر عليها، بالامتناع عن تمويل مشروع السد العالى، ثم العدوان الثلاثى على مصر من انجلترا وفرنسا وإسرائيل. ثم عدوان 1967 م، والتدخل الأمريكى السافر والمباشر لأمريكا فى معركة 1973 م إلى جانب العدو الإسرائيلى. ثم حرب الخليج الأولى والثانية، ثم تحطيم العراق. وإعادة إحياء سايكس بيكو من جديد من خلال مشروع الشرق الأوسط الكبير، بهدف إعادة تقسيم وترسيم جغرافية المنطقة من جديد.

تلك هى المؤامرات التى طفت على السطح، وما خفى من مؤامرات كان أعظم. وقد كانت أعظم المؤامرات هى محاولة الغرب زرع الإخوان فى صدارة المشهد السياسى العربى فى إطار ما أطلق عليه استخباراتياً ثورات الربيع العربى. وقد كانت العلة فى رأيى وراء الإصرار على زرع ممثلى الإسلام السياسى فى صدارة المشهد السياسى، وتوليها إدارة شئون المنطقة، هى محاولة لاختلاق عدو فى مواجهة الحضارة الغربية، بعد انهيار الكتلة الشرقية. لأن وجود العدو هو الذى يخلق الحافز على التفوق والحفاظ عليه.

ومن هنا ظهرت فى الغرب فكرة صدام الحضارات، واعتبرت أن الحضارة الإسلامية هى العدو القادم الماثل للعيان، الذى يتعين إدارة الصراع معه على نحو أو آخر. ومن هنا كانت المؤامرات المتعاقبة التى جوبهت بها ثورة الشعب المصرى فى يونيه، والتى أسقطت الإخوان، وأطاحت بأهم عناصر المخطط التآمرى الغربى، الذى قادته أمريكا.

وآخر معارك التآمر التى يمارسها الغرب فى مواجهة مصر، ضرب الموسم السياحى المصرى، كنوع من التأديب والتهذيب للإدارة المصرية، التى تجاوزت الغرب فى إدارة علاقات استراتيجية مع الشرق، وعلى رأسه روسيا. وقد استغل الغرب ـ وكل أعداء مصر ـ حادث سقوط الطائرة الروسية ـ قدراً ـ فى سماء سيناء، لتحقيق المآرب. فإذا بهذه القوى، التى تزعم ـ وتصدعنا ليل نهار ـ التزام الموضوعية، والأصول والقواعد المهنية، فى التقييم، والتقدير، والقياس، والحكم، تستبق القواعد والأصول المهنية، فى تفسير سقوط الطائرة والأسباب التى تقف وراء الحادث. فمنهم من نقل وروج لزعم اسقاطها بصاروخ من متطرفى بيت المقدس، ويبدو أن الفكرة لم تكن مقبولة من الناحية الفنية، فروجت أمريكا لفكرة رصد الأقمار الصناعية لوميض صدر من جانب الطائرة، بما يرجح من احتمال تعرضها لعمل تخريبى بزرع قنبلة. وهو كلام لا يرقى لمستوى المناقشة، لأن انفجار قنبلة مزروعة فى جانب طائرة محملة بكمية هائلة من الوقود، يعنى تحولها إلى كتلة من اللهب قبل وصولها إلى الأرض، وهو ما تنفيه حالة جثامين الضحايا، بخلاف جسم الطائرة. دعك من كل هذا، لأن ما يهمنا فى الأمر هو استباق كل هذه التخمينات لنتائج أعمال اللجان الفنية المشتركة بين الجانبين المصرى والروسى، على خلاف ما يزعمه الغرب، ويحاكمنا استناداً له. ولولا المهنية والحرفية والشفافية التى تعامل بها الجانب المصرى مع الأمر لعكرت هذه المزاعم صفو العلاقات المصرية الروسية. ويبدو أنه ـ ونتيجة الفكر التآمرى المكشوف ـ قد أصبح الغرب ملكياً أكثر من الملك فى نظرته إلى الحادث. فتفاجأنا بالموقف الغريب للندن إبان زيارة الرئيس السيسى بإعلان أنها ستتخذ إجراءات طارئة لنقل رعاياها من مصر، استناداً إلى مزاعم استخباراتية. وقد لحقت فرنسا بالركب الإنجليزى. ولا يزال الملف مفتوحاً. والطريف أن الرئيس بوتين قد طلب من كاميرون الاعتماد على التحقيقات الرسمية بشأن الطائرة المنكوبة. ولعل فى ذلك ما يكشف بوضوح أن الغرب يتآمر !.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إليسا تحيى حفلا غنائيا في دبي نوفمبر المقبل

جون إدوارد يرفض الجلوس على دكة الزمالك ويختار متابعة المباريات من المدرجات

بدء اجتماع مجلس المحافظين لمتابعة لجان حصر المناطق المختلفة بقانون الإيجار القديم

محمد هانى ينضم لقائمة غيابات الأهلي أمام غزل المحلة.. تعرف عليها

إنزاجي يحسم مستقبل ميتروفيتش مع الهلال


وزارة التعليم: حظر تحصيل أية مبالغ مالية من أولياء الأمور

فيديو جديد لـ "شهاب بتاع الجيزة" لحظة إنقاذه فتاة المنيب

المصري يبدأ رحلة تجديد عقود 9 لاعبين لتحصينهم ضد العروض

روميو وجوليت العصر.. تايلور سويفت تكشف كيف وقعت فى حب نجم الـ NFL ترافيس كيلسي

الإخوان جزء من مشروع الكيان الصهيونى لخدمة أجندته بالمنطقة.. قيادى سابق بالجماعة: التنظيم الإخوانى هو المنتج الحصرى لكل التنظيمات والجماعات الإرهابية.. ويؤكد: داعش وحسم ولواء الثورة الأجنحة المسلحة للجماعة


وزارة العمل: ضبط 11 عاملا أجنبيا دون ترخيص بالغربية واتخاذ الإجراء القانوني ضدهم

78 مليار جنيه لدعم الإنتاج والشباب.. أكبر حزمة تحفيز بموازنة 2025/2026

الأهلي يقدم شكوى رسمية ضد الحكم محمد معروف خلال ساعات بسبب طرد هاني

علشان تختار لابنك صح.. أبرز 10 فروق بين البكالوريا والثانوية العامة

أحمد عاطف قطة: "الشيبي" أفضل لاعب فى مصر.. وإبراهيم عادل مكانه أوروبا

وزارة التعليم: توفير كتب وبوكليت مطبوع لتقييم الطلاب بالعام الدراسى 2026

18 قتيلا و24 مصابا فى حادث سقوط حافلة وسط العاصمة الجزائرية.. صور

قانون الإيجار القديم يحدد نسبة زيادة الأجرة للمحال التجارية.. التفاصيل

الطقس اليوم.. انكسار الموجة شديدة الحرارة على أغلب الأنحاء والعظمى بالقاهرة 36

رحلة لا تنتهى.. من شواطئ البحر الأحمر إلى قلب المتحف الكبير.. مصر ترفع دخلها السياحى إلى 24 مليار دولار بنهاية 28/29.. خطة لزيادة الليالى السياحية لـ240 مليون وحملات ترويج عالمية تفتح أسواقا فى آسيا وأفريقيا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى