شعبنا وشعبهم!

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم - أكرم القصاص
فى رواية «موسم الهجرة للشمال» للطيب صالح، ينظر مصطفى بطل الرواية إلى خاله الفلاح البسيط الذى لا يخلو من سذاجة وحكمة فى آن واحد، باعه أحد النصابين حمارا مغشوشا.. ويقول مصطفى «خالى هذا هو الشعب الذى يتحدثون باسمه فى البرلمانات والحكومة ويضعون اسمه على المحاكم».

«الشعب دا غريب.. جاب لنا الناس دى فى مجلس النواب»، قبلها هو نفسه سألنى «هو ليه الشعب نزل ينتخب أصلا.. ثم: شعب عواجيز. كنت أستمع إلى نائب فاز فى الانتخابات الأخيرة وهو يتحدث بكل ثقة: أشكر الشعب المصرى على اختياراته، وأنه منحنى وزملائى الثقة لنمثله فى مجلس النواب. فيما كان مرشح فى الإعادة مشهور بتوزيع الفلوس يقول: الشعب لا يباع ولا يشترى. نفس المرشح فشل فى الإعادة وردد مع مقربين منه: والله شعب ما يستاهلش. أما النائب الفائز على مقعد أبيه فقد كان يمتدح الشعب الذى رد جميل والده بانتخاب الابن. وأن هذا الشعب أصيل وواع. فيما كان الناشط وزملاؤه، يبذلون جهدهم فى السخرية من «الشعب»، لأنه انتخب أو وافق، بينما الناشط يجلس منتشيا بآرائه ويشرح لنفسه وزملائه أعمق نظريات السياسة، ساخرا من الشعب واختياراته، داعيا نفس الشعب للثورة والخروج.

فى كل مرة ترن كلمة الشعب فى آذاننا، نسمعها من النائب والمرشح الخاسر، والناشط والثورى والرجعى فى كل مرة بطريقة. كل منهم يعنى شعبا آخر غير ما يطلبه الآخرون. كل منهم يريد شعبا يطيعه وينفذ مطالبه، إذا رفض الانتخابات يجب على الشعب المقاطعة، وإذا شارك يريد شعبا يختار من يرشحه، وإذا اشترى أصواتا يريد شعبا يقدر أمواله ويعترف بالرشوة.

كل مسؤول سواء كان حقيقيا أو مزيفا يقدم نفسه ويبرر سياساته بأنها من أجل الشغب وإذا تعثر القرار وفشل فالشعب هو السبب. بينما كل منهم يقصد معنى مختلفا، لا أحد يفكر فى التعرف على كل هذه الجموع التى تضم التناقضات وتختلف المصالح والاختيارات. وفى حالة مثل مصر من الصعب الحديث عن جمع وكتلة واحدة موحدة، وإنما مواطنون لكل منهم توجهه واختياره. ومع هذا هناك الكثير من المشتركات توحدهم ومواقفهم.

هناك دائما من يريدون الحديث «عن الشعب» ينوبون عنه فى كل موقف، يتحدثون عنه ويعربون عن الغضب بدلا منه، ويشتمون بعضهم، وينهبون وينصبون باسمه، يسخرون منه ويدعونه للثورة معهم، ولما يعترض يسخرون مرة أخرى. كل منهم يقصد شعبا آخر. ولا أحد منهم يعتبر نفسه من الشعب. مع أنهم يراهنون عليه ويمتدحونه، ويسبونه لأنهم لا يفكرون فى التعرف عليه باعتبارهم «شعب».
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ريبيرو يعود للقاهرة غداً لقيادة فترة إعداد الأهلى للموسم الجديد

كيفية الاستفادة من مياه الصرف الزراعى.. تعوض 30% من احتياجات الرى بمصر بنحو 4.8 مليار متر مكعب سنويا.. نتصدر العالم بمحطة بحر البقر لمعالجة 5.6 مليون متر مكعب يوميا.. ومحطة الحمام تقود ثورة المعالجة فى الدلتا

تنسيق الجامعات 2025.. استمرار إتاحة التقدم لحجز اختبارات القدرات

اتحاد الكرة يستقر على إقامة السوبر المصري بمشاركة 4 فرق

سياسات واستراتيجيات تنقل ذوى الهمم من التهميش إلى الإنتاج.. الدولة تضعهم فى قلب خطة لتمكين اقتصادى يفتح لهم أبواب الأمل.. تدريب مهنى فى محافظة أسيوط وتسليم ماكينات بعد تقييم اجتماعى للتأكد من الاستحقاق.. صور


قطار تالجو.. مواعيد الرحلات على خطوط السكة الحديد

إنجلترا الأكثر قيمة تسويقية للاعبين عالميًا.. والمغرب يتفوق أفريقيًا

مواعيد القطارات على خط القاهرة أسوان والإسكندرية أسوان والعكس اليوم السبت

تعرف على موعد صرف تكافل وكرامة بالزيادة الجديدة

30 مليار دولار و4 شركات كبرى.. أوروبا تكثف دعمها لأوكرانيا بخارطة إعادة التسلح.. اتفاقيات استراتيجية لدعم التكنولوجيا بكييف.. صفقة تاريخية بين الدنمارك وأوكرانيا بـ67 مليون يورو.. وطائرات مسيرة برعاية فرنسية


تعرف على مواعيد القطارات على خط القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم السبت

إخماد حريق في هيش ومخلفات بكورنيش النيل بحلوان دون إصابات

موعد انطلاق فترة إعداد الأهلي للموسم الجديد

هل سيتم تخفيض تنسيق الثانوي العام بالقاهرة ؟.. اعرف التفاصيل

بالأسماء والرموز.. قوائم المرشحين لانتخابات مجلس الشيوخ بجميع محافظات مصر

عداد صفقات الميركاتو الصيفى.. الأهلى الأكثر حضورا والزمالك وبيراميدز "اختفاء"

أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. خامنئى يهدد باستهداف قاعدة العديد الأمريكية مرة أخرى.. الاحتلال ينبش المقابر فى خان يونس.. انفجار مستودع يضم ذخائر من مخلفات الحرب فى حلب السورية

المونوريل يستعد لاستقبال الركاب.. جولة بمحطة المشير بعد تركيب بوابات التذاكر وتشطيب الرصيف.. أبواب زجاجية لحماية المواطنين واهتمام كبير بذوي الهمم وكبار السن.. نسب التشطيب تصل لـ100% والتشغيل تجريبي بدون ركاب

ماكينات حفر الخط الرابع للمترو لا تتوقف.. طاقم مصرى يصل الليل بالنهار لإنجاز المشروع.. المكينة تحفر 22 مترا يوميا والنفق حلقات خرسانية يتم تركيبها وتصنيعها محليا.. وهذه طرق تأمين العمال تحت الأعماق.. صور وفيديو

تمركز 15 سيارة إطفاء بمحيط حريق مصنع منظفات وكيماويات مدينة بدر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى