أزمة احترام - 3

محمد صلاح العزب
محمد صلاح العزب
بقلم - محمد صلاح العزب
هل أكلمك عن التحرش وعدم احترام المرأة؟ أم أكلمك عن بيع المخدرات فى الطرقات كأنها غزل البنات؟ أم هل أحدثك عن الرصيف الذى لا يحترمه أحد، لا أصحاب المحلات يتركونه للمشاة، ولا المشاة حين يكون خاليا يسيرون فوقه أصلا؟ هل أحدثك عن كل مواطن «مخوزق» وضع خوازيق حديدية أمام بيته حتى يحجز مكانا لركن سيارته؟ أم هل أكلمك عن النواصى ووقوف السرسجية عليها ليل نهار وأنت تعرف الباقى؟ أم أحدثك عن سرقة جزء من الشارع لصالح بائع قرر فرض سطوته على جزء من الطريق فرش بضاعته فوقها، وإذا كلمته يقول لك: مش أحسن ما أسرق؟.. طب ما هو زنت كده سارق الشارع يا حرامى.

هل تحب أن أحدثك عن انتهاك إشارات المرور؟ أم عن السير عكس الاتجاه؟ أم عن عدم وجود اتجاه أصلا؟

هل أحدثك عن خناقات وحروب الشوارع؟ أم عن وضع اليد والبناء المخالف؟ أم عن التكاتك؟ أنت تحب أن أحدثك عن التكاتك، والله العظيم، لكننى سأسألك هل تحب أن أكلمك عن الشتيمة بالكلاكسات أم عن أطفال الشوارع؟ أم عجائز الشوارع؟ أم أمهات الشوارع؟

أنا لن أحدثك عن شىء، فأنت تعرف، وأنا أعرف، وكل منا يعرف أن الآخر يعرف، لا تبق فى الشارع كثيرا، فمن خرج من داره.. يتقل مقداره. احترس.

دعنى أحدثك عن حاجة تانية، الصحافة مثلا، قديما أيام «الجورنان الورق» كان الكاتب كاتبا، له احترامه المبالغ فيه، ومعجبوه، ينتظرون مقالاته وكتاباته يوميا أو أسبوعيا، يرسلون له الرسائل فى البوسطة، وينتظرون أحيانا نشر مقتطفات من رسائلهم على صفحات الجرائد، كان أبشع ما يتم توجيهه من انتقاد للكاتب هو أنه يعيش فى برج عاجى، بعيدا عن الجمهور، وكان هذا لا يزعج القراء كثيرا، لأن الكاتب كاتب يستلهمون منه عصارة أفكاره وخبراته وتجاربه ورؤاه فى الحياة حتى تعينهم على مواصلة حياتهم.
أما الآن فالصحافة الورقية فى غرفة الإنعاش و«الجرنان الورق» لم يعد حتى ينظف الزجاج بعد انتشار البخاخات والمساحات البلاستيكية، وصارت بضاعة الكُتاب معروضة على المواقع الإلكترونية، وأسفل المقالات مساحات لتعليقات القراء، ويدخل القارئ باسم مستعار يشتم الكاتب من عنوان مقاله دون حتى أن يكلف نفسه عناء القراءة، وصارت الشتائم بالأب والأم والأجداد والأخوال والجيران، شتائم من العيار الثقيل وما فوق الثقيل، واختلط الحابل بالنابل وصارت المقالات نفسها شتائم والتعليقات عليها بذاءات، ورحم الله توفيق الحكيم وطه حسين ويوسف إدريس ونجيب محفوظ، ورحمهم هنا ليست دعاء، ولكنه تقرير، لأنه رحمهم فعلا من الزمن الإلكترونى وتعليقاته وإلا لكتب الكاتب الكبير منهم مقالا، فدخل عليه قارئ اسمه الحركى «ابن النيل» وعلق له قائلا: «ما تحترم نفسك يا أستاذ إيه البيبى اللى بتعمله علينا ده؟».

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

زى النهارده.. محمد صلاح يقود الفراعنة للفوز على أوغندا فى أمم أفريقيا

استديوهات التصوير غير المرخصة.. تهديد خفي في قبضة الأمن

المصري يسعى لتدعيم الجبهة اليمنى بعد اقتراب أحمد عيد من الأهلي

4 رسائل مؤثرة فى وداع نجوم تونس والجزائر لجماهير الدوري المصري

رامى إمام يحتفل بعقد قران ابنه حفيد الزعيم عادل إمام


صحيفة: واشنطن تخطط للضغط على وزير الشئون الاستراتيجية الإسرائيلى لإنهاء حرب غزة

صفقات الأهلى فى الميزان بعد المونديال.. زيزو يلمع وبن رمضان يبدع وتريزيجيه تحت الضغط

مانشستر سيتي ضد الهلال.. معركة المال والنجوم تشعل مونديال الأندية

اعترافات لصوص الهواتف المحمولة بالقاهرة: نفذنا 4 جرائم بأسلوب المغافلة

مواعيد مباريات اليوم الإثنين 30-6-2025 والقنوات الناقلة


فلامنجو ضد البايرن.. هارى كين يضيف الرابع للبافارى "فيديو"

الاتحاد السكندرى يفاوض ظهير فاركو لضمه فى الميركاتو الصيفى

وزير الخارجية يزف بشرى للمصريين بالخارج: بحث تجديد مبادرة استيراد السيارات

جواو نيفيس أفضل لاعب فى مباراة باريس سان جيرمان ضد إنتر ميامى فى كأس العالم

باريس سان جيرمان يكتسح إنتر ميامى برباعية الشوط الأول فى حضور ميسى.. فيديو

محافظ الجيزة يعتمد تنسيق الثانوية العامة بحد أدنى 225 درجة

ريبيرو مدرب الأهلي يتجول فى شارع المعز ويلتقط صورا مع الجماهير.. فيديو

أسد الحملاوى يرد على شلاسك البولندى بعد اتهامه بالهروب من معسكر الفريق

الداخلية تضبط سائقين يسيرون عكس الاتجاه بالطريق الإقليمي.. فيديو

السماء تمطر أموالا.. هليكوبتر تسقط دولارات على "روح" مواطن أمريكى.. فيديو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى