المرأة السعودية تحطم التابوهات وتحقق انتصارا فى أول انتخابات تتيح ترشح وتصويت النساء.. سالمة بنت العتيبى أول سعودية تفوز بمقعد فى مجلس البلدية.. والفائزة سناء الحمام: انتصارى لم يأت وليد الصدفة

فى أول انتخابات تتيح فيها المملكة العربية السعودية للمرأة المشاركة فيها بالترشح والتصويت، مستغلة القرار الملكى الذى اتخذه الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز بالسماح لها لأول مرة بالمشاركة فى الانتخابات وفقا لمرسوم إصلاحات قال فيه أن "النساء فى السعودية أثبتن فى مواقف صحة الرأى والمشورة، وتعيين 30 امرأة فى مجلس الشورى (البرلمان السعودى) قبل وفاته فى يناير الماضى، تمكنت المرأة من تحقيق انتصارات كبيرة فى انتخابات البلدية التى أجرتها المملكة أمس، والتى اعتبرتها الصحف الأجنبية خطوة تمهيدية على طريق تخفيف القيود الصارمة التى تفرضها المملكة على النساء، إضافة إلى خفض سن المشاركة فى التصويت إلى 18 عاماً بدلاً من 21 عاماً، وأظهرت النتائج الأولية للانتخابات بتحقيق عددا من النساء الفوز على الرجال فى بعض مناطق المملكة.

ووفقا لوسائل إعلام سعودية أفادت اللجنة المحلية للانتخابات البلدية الأحد عن فوز أول سعودية بمقعد فى مجلس بلدى بمنطقة مكة المكرمة غرب السعودية، وتدعى سالمة بنت حزاب العتيبى بمقعد فى المجلس البلدى فى بلدة مدركة بمنطقة مكة المكرمة، بحسب نتائج أولية أعلنها أسامة البار رئيس اللجنة المحلية للانتخابات البلدية ونقلتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية.

ورغم أن عددا النساء اللاتى فزن ربما يعد قليلا أمام عدد المرشحات التى بلغ أكثر من 900 مرشحة، إلا أن فوز عدد قليل من النساء فى السعودية فى أول انتخابات يتاح لهم فيها المشاركة بالتصويت والترشيح يعد خطوة كبرى للملكة فى سبيل الإصلاحات، وقبل هذه الانتخابات، كانت المملكة البلد الوحيد فى العالم الذى لا يتيح للنساء التصويت. وقد وشكلت هذه الانتخابات، ويضاف ذلك إلى سلسلة قيود تشمل منعهن من قيادة السيارات وارتداء الحجاب والعباءة السوداء فى الأماكن العامة حيث تطبق معايير صارمة للفصل بين الجنسين. وأمس كانت عملية الاقتراع المباشر الوحيدة فى المملكة، فرصة أولى للنساء للادلاء بأصواتهن.

وحطمت المرأة بعض القيود التى فرضت على النساء خلال الحملات الانتخابية، فلم يسمح لهن بالتحدث إلى ناخبين من الرجال وجها لوجه، كذلك حرمن من إمكانية قيادة سياراتهن إلى مراكز الحملات الانتخابية، إلا أنها شاركت كمرشحة وناخبة وحققت فوزا لأول مرة فى تاريخ المملكة.

وتنافس 6440 مرشحا فى الانتخابات، بينهم أكثر من 900 مرشحة، على ثلثى المقاعد فى 284 مجلسا بلديا، فى حين يتم تعيين الأعضاء الباقين. ودور هذه المجالس محدود ويرتبط بشكل عام بالاهتمام بالشوارع والساحات وشؤون بلدية آخرى.

وقال المسؤول أن "مشاركة المرأة فى عضوية المجلس البلدى" من العناصر التى "تجسد حرص واهتمام الدولة بتفعيل دور المجلس البلدى وتمكينه من المشاركة الفاعلة فى التنمية الشاملة التى تشهدها بلادنا فى شتى المجالات".

نساء فزن فى الانتخابات

ومن النساء الأخريات اللاتى فزن فى الانتخابات وفقا للنتائج الأولية التى نشرتها وسائل الإعلام السعودية، فى محافظة الأحساء فازت سناء عبد اللطيف الحمام ومعصومة عبد الرضا.

وقالت الفائزة فى الانتخابات سناء عبد اللطيف الحمام للعربية وهى أول مرشحة انتشر نبأ فوزها فى الانتخابات بعد خوض غمار المنافسة مع أكثر من 15 رجلا فى الدائرة الأولى، أن انتصارها لم يأت وليد الصدفة، بل بتكاتف الناخبين ليكون صوت المرأة مشاركا للرجل فى المجالس البلدية.

وتعمل سناء عبد اللطيف الحمام مشرفة فى مسار التعليم، مما جعل الناخبين من الرجال والنساء فى الدائرة الأولى من مجلس الأحساء البلدى يثقون بها دون باقى النساء، ويأملون منها تطبيق برنامجها الانتخابى الذى نشرته لتحويل أحياء الأحساء إلى أخرى "نموذجية".

كما فازت منى العميرى عن الانتخابات البلدية فى محافظة تبوك، بعد خسارة مرشحات تبوك وبقية المحافظات باستثناء محافظة البدع التى سجلت حضورا لافتا ومميزا فى التجربة الانتخابية الأولى التى شارك بها العنصر النسائى، وذلك بعد فوز منى العميرى والحصول على مقعد نسائى فى المجلس البلدى.

وسُجل فوز سيدة فى منطقة الجوف شمال المملكة، وسيدتين فى مدينة جدة، وأخرى فى محافظة القطيف.

وشاركت المرأة السعودية بكثافة كمرشحة وناخبة فى الانتخابات البلدية وسجلت حضورا لافتا توجته بالنتائج التى أظهرت فوز عدد من المرشحات بمقاعد فى المجالس البلدية لأول مرة فى تاريخ المرأة السعودية.

موضوعات متعلقة..

- مصادر : فوز 3 سعوديات فى الانتخابات البلدية فى جدة ومكة