أزمة " الوكيل الحصرى" صراع الاشتياق والنفاق

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم - أكرم القصاص
منذ سنوات ظهر مذيعو فضائيات يقدمون برامج دينية ، كانوا يستضيفون شيوخا يقدمون لهم أسئلة الجمهور، ليجيبوا عليها . مع مرور الوقت استكبر المذيعون على دور الوسيط ، وفضل كل منهم ان يستغنى عن الضيف ويقدم بنفسه الفتاوى . بعضهم خصص لنفسه خطا ساخنا " زيرو تسعمية" ليجيب على أسئلة الجمهور بمقابل. نفس الأمر مع بعض الدعاة المشاهير من تجار الفتاوى ، ورأينا أشقائهم وابنائهم يفتحون محلات دعوة خاصة للفتوى فى كل مجال .

هو نفسه ما حدث فى الفتاوى السياسية، ورأينا عددا كبيرا من الإعلاميين والصحفيين طفوا على السطح ما بعد ثورة يناير أراد كل منهم ان يبعد عن نفسه شبهة " الفلولية" وبعضهم كان على علاقة بمبارك والحزب الوطنى ، فانطلقوا يبالغون فى تقديم نجوم المشهد ممن عينوا أنفسهم قيادات الثورة، وراينا الاعلاميين وقد تحولوا الى ثوار. توقفوا عن الاستعانة بالمتخصصين ليقدموا بانفسهم " مونودراما" توك شو عن الثورة والسياسة والاقتصاد والطب وكله .

جرى تبادل أدوار رأينا إعلاميين وإعلاميات اصبحوا هم انفسهم نشطاء وناشطات ، و خبراء فى كل التحخصصات سياسة واقتصاد وطب وثورة وفلول. وأصبح الإعلاميون نشطاء ، وانتقل النشطاء وأصبحوا إعلاميين .

وسقط الحائط الرابع بين الإعلامى والناشط، وتداخلت الأدوار، وتصور الإعلامى انه يفهم فى كل شيء وانه وكيل عام عن الشعب يفتى باسمه ويقدم نظريات نيابة عنه، ولم يكتف كل واحد بشغلته .

ربما لهذا نرى أكبر عدد من الصحفيين والإعلاميين ونجوم التوك شو رشحوا أنفسهم فى انتخابات النواب وكل منهم يقدم نفسه باعتباره قادرا على حل مشكلات البلاد والعباد ، ولديهم الحلول النهائية لكل القضايا.

كان هذا هو المأزق، ان أحد لايعمل فى مهنته، ويفضل دور الوكيل الرسمى، وهو ما يبدو فى العلاقة بين الرئيس وشباب الإعلاميين. ممن اصبحوا فى مرمى انتقادات المشتاقين، من جيلهم ومن القيادات الأخرى.

وكانت موقعة الفيوم أوضح تعبير عن أزمة " الوكلاء"، من يقوم بدور الوكيل الحصرى؟.قال الرئيس انه ليس له شلة، وقال هذا لشباب الإعلاميين، وسارع كل منهم ليعبر عن انه وحده الذى يعرف. ومن حيث ارادوا النفى اربكوا المشهد وارهقوا انفسهم فى محاولة البرهنة على انهم ليسوا مؤيدين، وانهم متميزين ، و معارضين . بل انهم وهم يمدحون أنفسهم هاجموا كل ماهو موجود من إعلام، باعتبار أنهم" الوكيل الرسمى".

القضية لا علاقة لها بالمعارضة او التأييد ، انما اختيار ان يبقى الواحد نفسه ويحتفظ بمسافة بين كونه إعلامى او صحفى يبحث عن معلومة ، وبين أن يظن انه يعرف اكثر . نفس الازمة التى انتابت البعض بعد يناير ، وتصور الاعلامى انه يمكن ان يكون ناشطا او سياسيا ، ومثل مذيع فتاوى الشيوخ الذى فضل ان يصبح شيخا . اللعبة تتكرر، طالما لايفرق الواحد بين شغلته ، كإعلامى وصحفى ، وبين دور سياسى لايعرف حدوده . القضية ليست استبدال إعلام بإعلام ، ونفاق باشتياق ، بل تقديم الخبراء فى الاقتصاد والعلم والطب ، وليس فقط فى الكلام .
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حبس شخصين حاولا تهريب مبالغ مالية محلية وأجنبية عبر مطار القاهرة 4 أيام

المصري يبدأ المرحلة الثالثة من الإعداد للموسم الجديد غداً

وزارة التعليم تنفى إرجاء تطبيق 20% على الحضور لطلبة ثالثة إعدادى لعام 2027

كل ما تريد معرفته عن كأس السوبر المصري بمشاركة 4 فرق

إنبي يضم 6 صفقات جديدة لتدعيم صفوفه قبل الموسم الجديد


5 لاعبين وقعوا و2 فى الطريق.. الزمالك يعلن تدريجياً عن صفقاته الصيفية

كانوا ينتظرون الطعام.. إسرائيل تقتل 27 فلسطينيا وتصيب 180 آخرين فى غزة

فيلم أحمد وأحمد يحقق 30 مليون جنيه خلال 10 أيام عرض بالسينمات المصرية

بولندا تنشر طائرات مقاتلة لتأمين مجالها الجوي بعد هجمات روسيا على أوكرانيا

16 شهيدا جراء قصف الاحتلال الإسرائيلى مناطق متفرقة من قطاع غزة


مصرع وإصابة 10 أشخاص إثر انهيار مبنى في الهند

وزير خارجية اليابان يدعو دول شرق آسيا للتعاون لدعم فلسطين

30 قتيلا في هجمات لمسلحين تابعين لـ"داعش" بالكونغو الديمقراطية

ولد أسيرا وارتقى شهيدا.. إسرائيل تقتل أصغر أسير فى العالم

تاريخ مواجهات تشيلسي ضد باريس سان جيرمان قبل نهائي كأس العالم للأندية

نتيجة الثانوية العامة 2025.. جار تصحيح المواد لتجهيز النتيجة

نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. جاهزة على الاعتماد والإعلان

صراع رباعى على الكرة الذهبية 2025.. ديمبلي الأقرب ومحمد صلاح ثانيًا

وزير الدفاع اللبناني يبحث سبل تعزيز التعاون مع الدانمارك في المجالات الدفاعية

كيفية الاستفادة من مياه الصرف الزراعى.. تعوض 30% من احتياجات الرى بمصر بنحو 4.8 مليار متر مكعب سنويا.. نتصدر العالم بمحطة بحر البقر لمعالجة 5.6 مليون متر مكعب يوميا.. ومحطة الحمام تقود ثورة المعالجة فى الدلتا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى