صالح المسعودى يكتب: الناس الطيبون

الريف المصرى صورة أرشيفية
الريف المصرى صورة أرشيفية
هل تتذكر أولئك الناس؟ هل قلت أعدادهم فى هذا العصر الذى طغت فيه الماديات على كل شىء؟ هل تبحث عن مجالستهم لتتعود على صفاء السريرة وحب الخير وحب الناس والحياة التى لا ضغينة فيها لأحد ولا حقد على أحد؟ إذن كل ما عليك فعله هو أن تتجنب مناطق الزحام المعتادة وتذهب مسرعا إلى ريف مصر الجميل أو إلى صحاريها حيث الصفاء والنقاء والعيش فى بيئة الرضا.

أعلم تماما يا عزيزى القارئ النبيل أنك غير مصدق لتلك المقدمة وتتساءل مسرعا هل تعيش معنا على كوكب الأرض؟ وهل تتعرض مثلنا لضغوط الحياة التى لا تجعلك تهنأ بجلسة مريحة أو نومه هانئة؟ فقد تأتيك المنغصات من جميع الاتجاهات إن لم تكن من ظروف الحياة الصعبة تجدها تأتيك من الضوضاء والإزعاج.

أنت محق يا عزيزى فى عدم تصديقك لكلماتى البسيطة لأنك تركت نفسك (لطاحونة الحياة) لتتقاذفك أمواج البحث عن المعيشة فقط، فقد الهتك منغصاتها عن طيباتها وأهم شىء فى طيب العيش الرضا وراحة البال، أم أن هذه المصطلحات ندر وجودها على أرض الواقع؟

قد أكون أسعد حظا منك يا عزيزى فقد تملكتنى رغبة السفر والترحال فكانت هوايتى المفضلة، فقد جبت مصر كلها تقريبا من ريفها إلى حضرها ومن مدنها إلى بيدائها ووجدت فى مصر الخير الكثير من حلاوة الرضا ولذة راحة البال فكلاهما لا يقدر بأموال العالم فمن المستحل تقريبا شراء راحة البال والرضا والقناعة بالمال فهو فقط إحساس يأتى مع الإيمان النقى والتسليم بقضاء الله وعدله.

وجدت فى صحراء مصر أناس يعيشون على الكفاف فلا يكادون يجدوا ما يستر عوراتهم أو يسد رمق جوعهم ورغم ذلك تستمع لضحكاتهم وكأنك تستمع للضحك لأول مرة فتضفى عليه نقاء السريرة مذاق خاص تجعل الضحك يخرج من القلب وليس الفم فقط، وتجدنى عندما اسأل هذا الشيخ الطاعن فى السن عن أحواله يقول فى رضا يظهر على قسماته المشرقة (الحمد لله حمد الشاكرين).

ثم يكمل الشيخ بكل صفاء سريرة (يا ولدى الدنيا بخير) ثم يتساءل هل تعرف يا ولدى قيمة الصحة؟ فلو لم يكن للإنسان إلا هى لكانت كافية له، ألم تر يا ولدى إن هناك أناس كثيرون يمتلكون الأموال وهم على أتم استعداد لأن يتنازلوا عنها مقابل الصحة فمعنى أن ربى منحنى الصحة فهذا فضل كبير (فقد وفرت المال وتمتعت بصحتى)، ويستطرد مكملا حديثه (يا ولدى فضل الله علينا كبير).

فأجد نفسى مضطر لسؤاله/ ولكن أيها الشيخ الطيب أين أنت من الحداثة والتقدم؟ فيلتفت لى فى استغراب وهو يقول (أى حداثة وأى تقدم تقصد)؟ فأجيبه مقومات الحياة الحديثة مثل (التليفزيون والتليفون) فيبتسم لى وهو يقول (لقد أتيت إلى هنا يا ولدى هربا من الحداثة) فقد شاهدت التلفاز حتى أضاع بصرك وتكلمت فى التليفون حتى قال لك العلماء أنه يسبب الأمراض بسبب كثرة استخدامه، فأراك تركت الحداثة وجئت تبحث عن راحة البال ونقاء النفس، فهل صعب عليك راحة بالى لدرجة أنك تريد أن تبتلينى بما ابتليت أنت به؟

قد يكون محقا هذا الشيخ الطيب وهو يتحدث من وجهة نظره فقد رأى سعادته فى حياته البسيطة حيث تأقلم مع الطبيعة الصعبة بأن أعطاها مجهوده وكده فى وقت أعطته استمرارية الحياة والرضا بما قسمه الله له، فقد جعل الدنيا ومشاكلها والبحث عنها آخر شىء يبحث عنه فارتاح باله.

تركت الشيخ الطيب يكمل مسيرته فى الحياة بكل رضا نفس وراحة بال لتحادثنى نفسى هل يمكنك دمج الحياة بصخبها وحداثتها وتسارع وتيرتها والبحث اليومى عن كل جديد مع راحة البال وسكينة النفس والرضا بالمقسوم؟ اعتقد أن هذا الأمر حلم جميل قد يصبح حقيقة فى يوم من الأيام.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأمم المتحدة تعلن تفشى المجاعة فى غزة بشكل رسمى.. الحصار الإسرائيلى على القطاع يقتل السكان جوعا.. وضحايا سوء التغذية يرتفع لـ272 شخصا بينهم 113 طفلا.. ووزير الدفاع الإسرائيلى: قريبا سنفتح أبواب الجحيم على حماس

الحذاء الذهبي ينهي خصومة مكة وكيان محمد صلاح.. اعرف التفاصيل

تحت ستار تبرعات للخير.. القبض على "حازم" وبحوزته مخدارت بـ30 مليون جنيه بقنا

حقيقة "الثقب الأسود" فى الهرم.. مصدر بـ"محافظة الجيزة" يكشف تفاصيل جديدة

إغلاق "الثقب الأسود" بالهرم بعد شكاوى مواطنين عن وجود متسولين.. صور


العمرة بدون وسيط.. تعرف على خدمات تطبيق "نسك عمرة"

زى النهارده.. الزمالك يتوج بلقب الدورى المصري للمرة الرابعة عشر فى تاريخه

كوكا يغيب عن افتتاح الدوري السعودي لأسباب غير فنية.. تعرف عليها

الأمم المتحدة: عدد النازحين فى غزة بلغ أكثر من 796 ألف شخص منذ مارس الماضى

رغم أحزانه.. محمد الشناوى يظهر فى مران الأهلى الجماعى


وزير الدولة للإنتاج الحربى يكشف عن إنتاج أحدث منظومات المدفعية بالعالم فى مصر

فرص أمطار وشبورة ونشاط رياح.. أهم الظواهر الجوية المتوقعة اليوم

أجواء شديدة الحرارة.. الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس وتحذر من الرطوبة

عودة الأهلي.. مواعيد مباريات الجولة الرابعة لمسابقة الدوري المصري

وزارة الإسكان: تنفيذ 268 عمارة بـ"سكن مصر" و"جنة" بالمنصورة الجديدة

القاهرة تدرس غلق شوارع بوسط البلد ومصر الجديدة وتخصيصها للمشاة فقط.. المحافظ: شارع إبراهيم باشا بالكوربة الأبرز وإنشاء اتحاد شاغلى الشوارع للحفاظ على العقارات التراثية.. و"الخديوية" تشهد تكرار نماذج شارع الألفى

هل يستحق المستأجر تعويض حال انتهاء المدة الانتقالية بقانون الإيجار القديم؟

متبقى 3 أيام.. أحمد عيد وزينة يقتربان من انتهاء تصوير الشيطان شاطر

أكرم توفيق في مهمة صعبة مع الشمال ضد الريان بالدوري القطري

"إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها".. موضوع خطبة الجمعة اليوم بمساجد مصر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى