4.5 مليار جنيه استثمارات صناعة منتجات الألبان فى مصر.. 373 منشأة معتمدة حكوميا.. ومبادرات أوروبية لتطوير الصناعة ورفع قدرتها التنافسية.. مشروع لاكتيميد يمهد الطريق أمام الفلاحين بدلا من بيع اللبن سائب

لا شك أن صناعة منتجات الألبان فى مصر تعد من عصب الصناعات الغذائية، نظرا للاعتماد الكبير عليها سواء من قبل الشعب المصرى، أو من قبل بعض الدول الأوروبية التى يتم تصدير الجبنة الدمياطى لها.

ويبلغ حجم الاستثمارات فى الصناعة 4.5 مليار جنيه من خلال 373 منشأة معتمدة حكوميا بخلاف الطرق التقليدية لتداول اللبن سائب، وهو ما يضر بالصحة العامة.

وزارات الاستثمار والتموين والزراعة تسعى من خلال مبادرات ممولة أوروبيا لدعم صناعة منتجات الألبان، وتعظيم قيمتها والتقليل من ظاهرة بيع واستهلاك اللبن سائب، لما يحتويه من كميات كبيرة من البكتريا.

تجربة ألبان المتوسط "لاكتيميد"

وفى إطار تغيير سلوكيات استخدام الألبان دعم الاتحاد الأوروبى مصر بنحو 4.8 مليون يورو بهدف الارتقاء بالصناعة، وذلك منذ 30 شهرا، وقالت وفاء صبحى نائب رئيس هيئة الاستثمار السابق ونائب رئيس منظمة اتحاد هيئات الاستثمار بدول المتوسط، إن المنظمة تسعى لدعم مشروعات الألبان فى دول شمال وجنوب البحر المتوسط.

وأكدت وفاء صبحى فى تصريحات سابقة لـ"اليوم السابع"، أن قيمة الاستثمارات الحالية لقطاع الألبان فى مصر يبلغ 4.5 مليار جنيه من خلال 373 منشأة متنوعة، وأنه تم اختيار محافظة البحيرة لتكون الأولى فى إنتاج الألبان، لأنها قرى كاملة تسوق الإنتاج من خلال مشروعات صغيرة 4 رؤوس أو 10 رؤوس ماشية وليست مزارع كبيرة واخترنا قرية المهدية تحديدا لتنفيذ المشروع، ونسعى جادين لتعظيم الاستفادة منه.

4.8 مليون يورو من الاتحاد الأوروبى

وأضافت، أنه على الرغم من تمويل مشروع "لاكتيميد" من الاتحاد الأوروبى بميزانية 4.8 مليون يورو، وهى ميزانية محدودة لكن المترتب عليه كبير، لأنه يهدف إلى تطوير صناعات الألبان فى دول البحر الأبيض المتوسط، وتشارك فيه مصر وتونس ولبنان وفرنسا وإيطاليا واليونان بتنسيق من شبكة "انيما" للاستثمار ومعهد "مونبليه" بفرنسا.

وأشارت "صبحى" إلى أن المشروع كان هدفه تعظيم الاستفادة منه عملنا دراسة تشخيصية تدرس كل العناصر من تربية الحيوان والسلالة والعلف واللبن المنتج وطرق تداوله وتجميعه حتى المنتج النهائى، بالتنسيق مع الشركاء وهى الغرفة العربية للتجارة الألمانية والأكاديمية البحرية للتكنولوجيا والنقل البحرى، ويطبق المشروع فى الإسكندرية، وطلبنا ضم البحيرة لما فيها من قرى كاملة تعتمد على الصناعة ومعامل ألبان.

وأكدت نائب رئيس هيئة الاستثمار، أن ما يهمنا توصيل المنتج إلى السياح وهذا لن يتم إلا بتقنيات عالية للحفاظ على المنتج من التلف وعلاج نقاط الضعف فى عناصر المنتج من الأعلاف وعملية التربية والإنتاج والنقل والتصنيع وسيتم إنشاء مصانع أعلاف وتطوير الخدمات البيطرية.

جاهزية محافظة البحيرة

من جانبه قال الدكتور محمد سلطان محافظ البحيرة لـ"اليوم السابع"، إن المحافظة خصصت 500 فدان لتكون نواه منطقة استثمارية لمنتجات الألبان من الألف للياء، بمعنى أنه يتم شراء الحيوانات على أعلى مستوى وتربيتها وتغذيتها تغذية سليمة إضافة إلى الحصول على الألبان منها وتجميعها آليا وتصنيعها وتعبئتها.

وأشار المحافظ إلى أن البحيرة لديها استعداد كبير للتوسع فى صناعة الألبان بهدف تصديرها للخارج، وأيضا للتوعية بمخاطر استهلاك الألبان سائبة.

ولفت إلى أن مشروع لاكتيميد من المشروعات التى استفدنا منها كثيرا الفترة الماضية ونأمل أن يتم التوسع فى المشروع من خلال الخبرات المصرية التى اكتسبت خبرات كبيرة من خلال العمل بهذا المشروع.

معوقات تجديد المشروع

قال علاء عز، نائب رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية وأمين مجلس الأعمال المصرى الأوروبى، إن تجربة لاكتميد "مشروع ألبان المتوسط" مثال جيد على الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص.

وأضاف أن هناك معوقا يحول دون إمكانية تجديد المشروع لستة أشهر قادمة، وهى أن مصر لم توقع حتى الآن على الاتفاقية رغم توقيع تونس والمغرب عليها، ولفت إلى أن الاتفاقية موجودة بوزارة التعاون الدولى منذ فترة ولم يتم التوقيع عليها بما يحول دون الاستفادة من المشروع مجددا.

جدير بالذكر أن هناك حظرا على أغلب منتجات الألبان المصرية من الاتحاد الأوروبى فيما يتم تصدير الجبنة الدمياطى فقط لأوروبا حاليا، وهناك مساع لإنهاء هذا الحظر.