فشل مكافحة الصراصير

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم : أكرم القصاص
اختلال التوازن.. وزواحف السياسة
من قصة مكافحة الصراصير والحشرات يمكن استنتاج الكثير مما يجرى.

عشرات الإعلانات فى الصحف والإنترنت والإذاعة والفضائيات والحوائط والأسوار والمواصلات.

كلها تبشر بانتهاء معاناة المواطن مع الصراصير والحشرات الزاحفة والطائرة.

اللافت أن كل الشركات تحمل اسم الدولية.. الإيطالية، الألمانية، الأمريكية، ولا تعرف لماذا لا توجد فيها شركة واحدة محلية، مع أن الصرصار أصلا محلى؟

ثم إن كل الشركات إياها تعلن أنها الوحيدة التى تقضى على الحشرات نهائيا، وبضمان عدم عودتها لمدة سنة كاملة.

وبالمرة تعد زبائنها أنها لا تقدم مبيدات ضارة بالصحة، يعنى أنها سوف تقتل الصراصير والحشرات ولا تضرب الإنسان.

الناس تصدق الشركات وتدفع، وبعد الرش والتعامل، تعود الصراصير للظهور ومعها الحشرات، بعد أسابيع وربما أيام وطبعا المبيدات المستخدمة تقتل الحشرات وتضر بصحة الإنسان معها.

بما يعنى أن الحكاية كلها كذبة هدفها تسويق وبيع المنتج لا يهم بعد ذلك النتيجة، والمواطن يظن أن العيب فى الشركة يغيرها، وتبقى مشكلة الصراصير والحشرات والذباب وباقى الحشرات.

كل هذا منطقى، لأنه مادام وجدت البيئة التى تسمح بنمو الحشرات تنمو الحشرات بشكل طبيعى، مع المجارى والقمامة المتكومة، وتنمو الحشرات والقوارض، وطبعا الذباب.

علميا ما دام توفرت البيئة الحاضنة تنمو الكائنات المختلفة، ولا يوجد شىء اسمه القضاء على الصراصير أو الحشرات، لأنها تمثل جزءا من التنوع البيئى الطبيعى، ومادام تتناقص الأنواع تزداد أنواع أخرى، ولا يمكن علميا وبيولوجيا القضاء التام على الصراصير أو النمل، وإنما جعلها فى إطارها الطبيعى ضمن حالة توازن، لا يمكن أن تحلها المبيدات والشركات التى تزعم القضاء عليها.

لأن هذه الشركات كل ما تفعله أنها تقضى على نوع ما فيظهر نوع آخر، وتتغير الأشكال وتحورت، ولهذا فإن سلالات جديدة من الصراصير صغيرة الحجم، لم تكن معروفة ظهرت الآن ومع كل استخدام للمبيدات تظهر أنواع مقاومة للمبيد.

وهو ما عرفناه فى دود القطن قبل ذلك، ومبيدات آفات الخضر والفاكهة التى انتهت بقتل الفلاحين وأصابتهم بالسرطانات والفشل الكلوى وتدمير الكبد.

ومثلما يحدث فى الطبيعة، ويختل التوازن الطبيعى تظهر زواحف وحشرات وقوارض، نفس الأمر فى المجتمعات العاقلة، عندما يحدث اختلال فى التوازن السياسى، يمكن أن تظهر القوارض والحشرات والكائنات الغريبة، والأفكار المتطرفة أو الكائنات السياسية التى تبدو نتاجا لتزاوج غير طبيعى أو طفرات وراثية وجينية، وهى نتاجات التى يصعب القضاء عليها، وهى فى الحالات الطبيعية لا تختفى ولا تنتهى، لكنها تتراجع عن الصورة، فإذا وجدت البيئة المناسبة تعود للظهور.

بالنسبة للعلم الحديث، يفضل استعمال فكرة التوازن دون تدخل بالمبيدات، لهذا علينا أن ننتظر حدوث توازن يضمن اختفاء الكائنات الغريبة، بشرط استعادة التوازن الطبيعى للبيئة السياسية.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

طلاب الثانوية الأزهرية الدور الثانى يؤدون اليوم امتحان التاريخ والفيزياء

يانيك فيريرا يحذر نجوم الزمالك من سيناريو سيراميكا قبل مواجهة فاركو

جوتيريش:نصف مليون شخص بغزة محاصرون في مجاعة

هيثم شعبان يعلن اليوم قائمة الطلائع لمواجهة الإسماعيلى فى الدوري

وفاة الفنانة المعتزلة سهير مجدى


مايان السيد تصعد على المسرح وويجز يوجه التحية لها

حجز عاطل بتهمة تصنيع الأسلحة البيضاء والاتجار بها

قدم لكلية الطب وسبقه القدر.. وفاة طالب أثناء تركيبه ميكروفون لمسجد في قنا

حالة الطقس المتوقعة اليوم السبت 23 أغسطس 2025 فى مصر

أخبار × 24 ساعة.. موعد انطلاق العام الدراسى الجديد بالمدارس الدولية والرسمية


فاروق جعفر: ألفينا لاعب "مهارى" وصاحب شخصية وقرار

سيبايوس يرفض الرحيل عن ريال مدريد

موعد انطلاق العام الدراسى الجديد بالمدارس الدولية والرسمية

الأوراق المطلوبة لاشتراكات الأتوبيس الترددى للطلبة وموعد التقديم

إعلام إسرائيلى: 3 انفجارات ضخمة تهز وسط إسرائيل

رابطة الأندية تستعرض أبرز شواهد وأرقام الجولة الثالثة من دوري nile

الترسانة يتعادل مع السكة الحديد سلبيا فى قمة الجولة الأولى لدورى المحترفين

اليوم الأسود للطيران..غدا ذكرى سقوط 3 طائرات ومصرع 194 شخصا..وغموض حول فاجنر

النني وإبراهيم عادل يتصدران تشكيل الجزيرة ضد الشارقة بالدوري الإماراتي

أخبار مصر.. ارتفاع طفيف ومؤقت فى درجات الحرارة غدا والعظمى بالقاهرة 38 درجة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى