الشتات العربى

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم - أحمد إبراهيم الشريف
فى حوارى مع الكاتب والروائى اللبنانى حسن داود بمناسبة حصوله على جائزة نجيب محفوظ هذا العام من الجامعة الأمريكية فى القاهرة، قال بـ«إن اللبنانيين لا يعرفون كيف يحبون وطنهم»، وهذه الجملة تحتاج لكثير من التفكير والتحليل للوصول إلى الخطر الكامن فيها ومعرفة أسبابها، لأن هذه الجملة نتيجة وليست سببا، ولعل الملاحظ للطائفية الغالبة على لبنان وتراجع مصلحة الوطن يفهم الألم الذى كان مسيطرا على «داود» عندما قال هذه الجملة المرعبة.

والطائفية تأتى من إحساسنا بالغربة التى أصبحت جانبا أصيلا فى بلادنا العربية على المستوى الواقعى، فالعرب لهم تاريخ من التشرد والشتات الذى ليس له آخر، ففى زمن الخلافة العثمانية وسيطرتها على البلاد العربية كانت الشام من أكثر البلاد التى تعرضت لاضطهاد رجال هذه الخلافة أو أتباعها، وكان المسيحيون هم الضحية الأكبر، حتى أنه قد هج عدد كبير من العائلات المسيحية الكبرى إلى أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية ومنهم من لم يستطع الابتعاد كثيرا فجاء إلى مصر، بعدها قام الاحتلال الأوروبى بتقسيم هذه البلاد وأعلوا فيها نبرة الطائفية حتى صارت غالبة ومتحكمة فى طرق التفكير، وعاد إلى هذه الأرض من أبنائها من عاد وظل خارجها من ظل، لكن طريقة التفكير القائمة على الشتات ظلت باقية وظل تعبيرهم عن الحب ناقصا لشىء ما.

وفى فلسطين ومنذ تكالبت قوى العالم الظالمة على نزع الأرض العربية ومنحها لليهود الصهاينة الغزاة، ونحن جميعا نعيش حالة المهجرين الذين ولوا وجوههم غصبا عن إرادتهم إلى خارج وطنهم، وما زالوا على أمل العودة، يخشون أن ينسى أبناؤهم رائحة الأرض ويتيهون فى بلاد الناس الواسعة.

أما العراق وبعدما أصابه من كوارث لا آخر لها ستجد كثيرا من أبنائه مشردين، فقدوا إحساسهم بالأمان فى وطنهم فحملوا خفافهم وهجوا محملين بوجع ترك الوطن فى أزمته لكن ما باليد حيلة، وبالتالى هناك جيل كامل من العراقيين ولدوا ونشأوا وسيكبرون فى بلاد الشتات، وستنقطع علاقتهم بالعراق على الأقل عاطفيا.

أما الحلقة الأحدث فى سلسلة الشتات هذه فهو ما يحدث للشعب السورى الشقيق، لذا لا يجب أن نفرح بأن بلاد العالم فتحت أرضها لهم، ولا نحزن لأن بلادا أخرى أغلقتها، هذه ليست قضيتهم، إنها قضيتنا نحن، لو عاش الشعب السورى المشرد فى البلاد الغريبة سوف يخفت حب الوطن من داخله، وسيخرج جيل يحمل أوصافا جديدة ليس منها الانتماء للأرض وسيصبح الشتات العربى بسبب كثرته وصفا عاديا سينتهى فقط بانقراض العرب.

هذا الشتات بالتأكيد سينتج ثقافة خائفة مرتعبة، قائمة على التشاؤم والحزن والضياع، ويصبح لدينا كتابا لا يفعلون شيئا سوى أن يكتبوا عن الحنين الذى يسكنهم والذى سيخفت مع الزمن ولا يشعر به أبناؤهم، فحب الوطن معايشة وتواصل وليس فرضا مفروضا.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إنبى يوافق على رحيل مودى ناصر بشرط

أمم أفريقيا 2025.. منتخب مصر يفوز على نيجيريا بعد غياب دام 9 سنوات

أهداف مباراة مصر ونيجيريا الودية

22 قائدا للمنتخبات يدعمون محمد صلاح فى ذا بيست

تعرف على أصوات محمد صلاح وحسام حسن فى جائزة ذا بيست


من إغلاق الفصول الدراسية لارتداء الكمامة.. كيف تستعد أوروبا لإنفلونزا k؟

أسطورة ليفربول يوجه رسالة نارية إلى كاراجر: محمد صلاح لم يخطئ

تعرف على جميع الفائزين فى جوائز ذا بيست 2025

الأهلى يترقب موقف توروب من عرض المصرى لضم محمد سيحا

نتيجة مباراة منتخب مصر ونيجيريا الودية بعد مرور 15 دقيقة.. صور


القبض على أب متهم بقتل ابنه 9 سنوات بسبب خلافات أسرية

محامى عروس المنوفية: المتهم أقر فى التحقيقات بتعديه على زوجته حتى الموت

أحمد صلاح وسعيد يعودان للقاهرة بعد فسخ التعاقد مع طائرة السويحلى الليبى

يورتشيتش: حزين على خسارة الدورى.. وهناك أندية لا تتوقف فى الإشارة الحمراء

الحكومة توضح حقيقة فيديو وجود عيوب هندسية بكوبرى 45 الدولى بالإسكندرية

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

تعرف على رسالة حمزة عبد الكريم إلى الأهلى بسبب عرض برشلونة

الإعدام لسيدة وعشيقها بالمنوفية بعد قتلهما الزوج بحيلة شيطانية

التأمينات الاجتماعية تحدد موعد صرف معاشات يناير 2026.. اعرف اقرب منفذ ليك

وزارة الصحة توجه للمواطنين رسائل هامة لمنع عدوى الأنفلونزا.. صور

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى