الأكثر «تهجيصا.. والأكثر تأثيرا!

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم أكرم القصاص
أقرب طريق لعين المتفرج «الإفيه».. ولهذا أصبحنا فى زمن السياسى والنائب والرياضى والإعلامى «الإفيه»، من عقود بعيدة كانت هناك توقعات أن تتغير أشكال السلطة بفضل ثورة معلومات لا تترك شيئا على حاله، وهو ما يجرى فى العالم وليس فقط عندنا، لكن الجرعة لدينا أكثر، هناك فرق بين التأثير والإثارة، وبين سياسى أو فنان يقدم عملا، وآخر يقدم عروضا أقرب للحاوى الشعبى الذى يتشقلب ومعه قرده، ويعمل نوم العازب وعجين الفلاحة ليحظى بالفرجة، ونرى فنانة أشهر أدوارها خبر موتها، وعودتها للحياة، ونائبا أكبر إنجازاته هو القدرة على صناعة الشتائم ومهاجمة غيره.

وإذا كان الحاوى معذورا، يبحث عن أكل عيش، فلا حجة لحواة السياسة والإعلام؟ لا فرق هنا بين مؤيد ومعارض المهم أن يحتل مساحة من الفرجة والإعجاب، ويظل السؤال: هل الضجيج يمكنه تغيير واقع أو تصحيح خطأ؟ الإجابة غالبا بالنفى، ومع هذا فإن أقرب طريق لإثارة الإعجاب هى «التهجيص»، والبحث عن أعلى نقاط الإثارة، مثلما يفعل ممثل المسرح الذى يريد سرقة الكاميرات، فيخرج عن النص، أو يعمل حركات.

نحن أمام سيرك.. خناقات أو معارك أو خلافات وتصريحات.. وتصريحات مضادة، وشتائم وانسحابات وسحر وشعوذة، مصنوع من محترفين.. يتقمص النائب دور العبيط الجاد، أو دور العالم ببواطن الأمور والزعيم المتزعم، يهاجم زملاءه أو ينتقد التكتلات والائتلافات، ممثلا لتمويل ما أو شخص ما أو جهة ما، ويرتضى أن يكون «ألعوبة»..والنتيجة أننا لم نعد نرى سياسة وإنما سياسيون يتنافرون ويتعاركون حول «أى كلام» ولا نرى محامين يترافعون أمام المحاكم، لكن كلا منهم يعرض قضيته أمام الجمهور فى برامج التوك شو فهو يخسر القضية لأنه يتأخر ويعجز ويتلعثم أمام القاضى، لكنه يلعب دور المفوه والفظيع أمام جمهور التوك شو.

حتى الإعلاميون والكتاب بعضهم أصبح يكتب بحثا عن «اللايكات» ومعجبين ينتظرونه على ناصية «فيس بوك أو تويتر»، بالإعجاب، ويتصور أنهم الجمهور والأمر كله مجرد نميمة، والنتيجة أن التأييد أصبح هيصة وتطبيلا ونفاقغ، والمعارضة أصبحت شتائم وهجوما، يختفى الشخص الطبيعى الذى يمكن أن يرى الصح والخطأ، أو يتعامل بلا تهوين أو تهويل.

والنتيجة أن كتابا كانوا مبشرين غرقوا فى آبار البحث عن «لايكات»، وفقدوا تأثيرهم وسط حالة من «الفحيح»، لا أحد يتوقف يؤيد ما يستحق، ويرفض ما يثير، أو يقدم وجهة نظر وليس مجرد «تطبيل أو لطم»، والنتيجة أن السيادة لـ«الأكثر تهجيصا» وتطبيلا ولطما، وإذا كان النواب والسياسيون لهم سوابق فى «التهجيص» فقد غرق كتاب وإعلاميون يزعمون الجدية فى «هيصة البحث عن لايكات»، معارضة أو تطبيلا.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

برشلونة يعلن تمديد عقد لامين يامال حتى 2031 ويمنحه القميص رقم 10

(يونيسف) تدين مقتل 35 طفلا نتيجة هجمات في شمال كردفان السودانية

مجلس الوزراء: الخميس 24 يوليو إجازة رسمية بمناسبة عيد ثورة 23 يوليو

فايلر يتولى رسميا تدريب دي سي يونايتد الأمريكي

5 اتهامات قادت طفل التوك توك الشهير بـ"شهاب من عند الجمعية" للحبس عامين


النيابة الإدارية تعاين سنترال رمسيس وتصدر تكليفات عاجلة للمصرية للاتصالات

وزارة الداخلية: إحالة ضابطين للتحقيق لتجاوزهما مع مواطنين فى الشرقية

رئيس الوزراء: عزل حركة النقل عن السيارات العادية بالطريق الإقليمى

شهاب من عند الجمعية.. حبس "طفل التوك توك" وإيداعه دار رعاية عقابية

رئيس الوزراء لليوم السابع: قانون الإيجار القديم أحد أسباب العقارات الآيلة للسقوط


قراران جمهوريان بفض دور الانعقاد العادى لمجلسي النواب والشيوخ

رئيس الوزراء يتابع تسليم الوحدات السكنية للموظفين المنتقلين للعاصمة الإدارية

من غير لف ودوران.. تعالى أقولك إيه نظام البكالوريا.. وزير التعليم: مسار جديد مش بديل للثانوية العامة وبيخلي الطالب يتحكم في مستقبله مش مكتب التنسيق.. ولو عايز تبقى مهندس ومجموعك مجابش البكالوريا هتساعدك

"مصدر إلهام للملايين".. محمد صلاح يتوج موسمه الذهبي بتكريم عالمي جديد

تصالح ابنة ربيع ياسين وطليقها بعد التنازل عن الاتهامات أمام النيابة

الرئاسة السورية: نرفض الأعمال الإجرامية فى السويداء

مات حزنا بعد حلق شاربه.. وفاة الشيخ الدرزى مرهج شاهين فى السويداء بسوريا

محمد إبراهيم يفوز برئاسة الاتحاد العربي لرياضة الفنون القتالية المختلطة «MMA»

تفاصيل العرض الأمريكى المتسبب فى تمرد وسام أبو على فى الأهلى

موعد المولد النبوي الشريف والإجازات الرسمية المتبقية حتى نهاية عام 2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى