مصر ليست «هشتاج».. ولا 140 حرفا تحدد مصير شعب

دندراوى الهوارى
دندراوى الهوارى
عار أن من التصق عمرها الحضارى بعمر التاريخ، يحركها شبح وهمى يطلق عليه «هشتاج أو تويتة تتكون من 140 حرفا» يطلقها تافهون، لا يتمتعون بأى خصال من الفهم والوعى والمؤهلات والمروءة والقيم الأخلاقية والوطنية.

عار على من أنبتت بذور الحضارة فى عالمها القديم تتأثر وتلقى بالا، من حجم «الشير والريتويت» فى عالم افتراضى، يقطنه مرضى الوهم والخيال، ويديره أطفال، لم يبلغوا من قامة الرجال شيئا، ومن الخوف على الأوطان شيئا، ومن الدفاع عن الشرف والعرض والأرض شيئا.

عار أن نتحسس مسدساتنا لمجرد هاشتاج، بثه على الشبكة العنكبوتية تافه، حقير، لا يؤثر فى محيط أسرته، قليلة العدد، فكيف يؤثر فى بلد علمت الدنيا الحضارة والرقى، فعلا لا قولا؟

مواقع التواصل الاجتماعى، وتحديدا «فيسبوك وتويتر»، لم تؤثر مطلقا فى أى استحقاق انتخابى منذ الاستفتاء على الإعلان الدستورى، 19 مارس 2011، إبان حكم المجلس العسكرى، وحتى انتخابات مجلس النواب الأخيرة، بل كل مواقع التواصل الاجتماعى «وهى فى الحقيقة مواقع الدمار الاجتماعى» هاجمت بشدة توفيق عكاشة صاحب قناة الفرعين، ومرتضى منصور رئيس نادى الزمالك، وشوهت صورتهما وسخفت من أدائهما العام، ومع ذلك نجح عكاشة باكتساح، وحصل على أعلى الأصوات على مستوى الجمهورية، وضعته فى المرتبة الأولى بين المرشحين جميعا، وحل رئيس نادى الزمالك ثالثا.
إذن، الهشتاج «وهو اسم يٌشعرك عند نطقه وبعيدا عن معناه، بمصطلح راقصات الدرجة الثالثة الهشتك بشتك»، تصرف طفولى، تستغله جماعات مغرضة وخائنة ومتآمرة لزعزعة الاستقرار فى البلاد، وهدم الأوطان، وقتل وتشريد الشعوب.
وأسأل الذين يخشون الهشتاجات، وتزعجهم التويتات ذات الـ140 حرفا، هل تعتقدون أن المواطنين فى القرى والنجوع من مرسى مطروح شمالا حتى حلايب وشلاتين جنوبا، ومن سيناء شرقا، وحتى الوادى الجديد غربا، يهتمون بمثل هذه المسميات، أو معظمهم يعرفونها؟

الحقيقة أن الغالبية الكاسحة من الشعب المصرى لا يعرف من الحروب والمعارك سوى معركته اليومية مع الحياة، كيف يتدبر أمنه واستقراره، وكيف يتدبر وسيلة رزقه، وطعام أسرته، وعلاج وتعليم وزواج أحد أفراد عائلته؟

نعم هذه هى المعركة الوحيدة والحقيقية التى يخوضها المصريون يوميا، ومن يريد أن يكسب احترام وتقدير وحب هؤلاء جميعا، عليه أن يساندهم ويدعمهم فى معركتهم الحياتية، من تخفيف «الشقا» عن كاهلهم، وتوفير المأكل والمشرب والعلاج والتعليم لهم بسهولة ويسر لتكون فى متناول استطاعتهم. الغالبية الكاسحة من المصريين، لا يهمهم أو يشغل بالهم إلا الأمن والأمان والاستقرار، وتوفير حياة كريمة لهم ولأبنائهم، ووطن يعيشون فيه بكرامة وكبرياء، دون خوف أو قلق من الغد.

أما القاطنون على مواقع التواصل الاجتماعى، فمنهم مجموعات تبحث فقط عن مصالحها الشخصية، منزوعو القيم الأخلاقية والوطنية، يرتمون فى أحضان الخيانة، وينفذون أجندة الخونة، لتنتعش وتتضخم جيوبهم بالمال، ولا يعنيهم أمن وأمان وحياة الملايين من المصريين، ومع أول بادرة انهيار، يفرون ويذهبون للإقامة فى تركيا وقطر وأمريكا والنمسا، بينما يدفع الثمن غاليا المواطن البسيط، الذى يعطى لوطنه أضعاف ما يحصل عليه بنفس راضية، وكرامة وكبرياء، وعزة نفس، وحب وتقدير لمعنى كلمة (وطن).

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلي يتقدم في تصنيف أندية أفريقيا.. وصن داونز يتصدر قبل لقاء بيراميدز

موعد مباراة نهائى كأس مصر للكرة النسائية بين الأهلى ووادى دجلة

فيلم عسل أسود يتصدر قائمة الأكثر مشاهدة في مصر علىWATCH IT بعد 15عامًا

موعد إعلان الأهلي عن صفقة محمد علي بن رمضان

موعد مباراة الأهلي وفاركو فى دوري nile والقناة الناقلة


كريم عبد العزيز: سعيد بفيلم المشروعx لاعتماده على حضارتنا وصورناه في 9 أشهر

المعاينة: مصرع شخص وإصابة 15 فى تصادم 7 سيارات بدائرى البساتين.. صور

ذكرى ميلادها.. مها صبري صوت الزمن الجميل ونجمة السينما الغنائية

ذكرى رحيل الفنان شعبان حسين.. صاحب "أبو تلاتة" وأيقونة الكوميديا المصرية

"أكسيوس": البيت الأبيض فى ولاية ترامب الثانية بات خطرا وفخا للزعماء والرؤساء


أمريكى يقتل 2 من موظفى سفارة إسرائيل بواشنطن صارخا الحرية لفلسطين.. فيديو

لقطات تشويقية للموسم الرابع من The Bear.. فيديو

روبيو يعترف بأن الولايات المتحدة غير قادرة على التأثير فى سياسة الصين

مقتل اثنين من موظفى السفارة الإسرائيلية في إطلاق نار بواشنطن

المستشار الألمانى يدعم تخصيص 5% من الناتج المحلى الإجمالى للدفاع

فرقة "نظرة" للإنشاد الدينى بقبة الغورى.. غدا

إسرائيل: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

زعيم كوريا الشمالية غاضبا بعد فشل تشغيل سفينة حربية: إهمال لا يمكن أن يغتفر

رالف فاينز أحدث المنضمين لفيلم Hunger Games: Sunrise on the Reaping

"تشات جي بي تي" يورط محامين في الولايات المتحدة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى