مولد النبى والكريسماس

كريم عبد السلام
كريم عبد السلام
نودع عام 2015 بإشارة جميلة ودالة، وهى ترافق المولد النبوى الشريف مع حلول عيد الميلاد المجيد، ورأينا كيف ابتهج المصريون واحتفلوا معا بالعيدين فى أجواء من السماحة والمحبة ميزت علاقات المسلمين والأقباط الطبيعية فى الماضى، وهاهى عادت بعد سنوات قليلة من محاولات المتطرفين تعكيرها وتوتيرها لمصلحة الأعداء.

كنا نتساءل دائما عن مصلحة شيوخ التطرف، فى استعداء إخوتنا فى الوطن وإيلامهم بالفتاوى الشاذة والمهينة، التى تدعو فى المجمل إلى تكفيرهم وعدم تهنئتهم بأعيادهم، فيما يخالف صحيح الدين الإسلامى وما درجنا عليه من عادات فى مجتمعنا من مودة إخوتنا وجيراننا المسيحيين فى أعيادهم بل والاحتفال معهم أيضا.

وبعد أن مررنا فى مصر والمنطقة العربية بمرحلة الفوضى، تأكد لنا عمليا أن التنظيمات الإرهابية وقواعدها من الجماعات الإسلاموية المتطرفة هى بالتأكيد صناعة غربية لضرب الدولة المصرية، وأن صعود هذه الجماعات والتنظيمات يتناسب عكسيا مع قوة الدولة وتماسكها وسيطرتها على مصالحها، تماما مثل الفيروس الكامن فى الجسد لا ينشط ويمرض الجسد إلا فى حالات إضعاف المناعة أو الإنهاك.        
ورأينا بأعيننا كيف تم إضعاف مناعة الدولة وإنهاكها اقتصاديا وأمنيا بالعمليات الإرهابية والحصار الاقتصادى، وكيف  خرج الفئران المتطرفون من الجحور خلال هذه الفترة القاسية وبدأوا ينخرون ويقرضون أساس السلام الاجتماعى فى بلدنا وضرب المودة والرحمة بين المسلمين والأقباط بالفتاوى الكريهة المزيفة التى تعلموها من شيوخ الوهابية المغرضين ومن قيادات المتطرفين الإرهابيين.

ولو بحثنا عمليا وراء الجماعات والحركات المتطرفة فى مصر، سنجد وراء تمويلها والإنفاق عليها وعلى مخططاتها دائما ذيول واشنطن والاستعمار الغربى الجديد، وسنجد حقائب الدولارات تمر عبر سفارات عربية وأجنبية معروفة ومرصودة إلى كبار مشايخ الفتنة الذين يسرحون أتباعهم وصبيانهم لنشر النار فى المجتمع، مقابل ارتباطهم اقتصاديا من خلال مشروعات وشركات صغيرة توفر لهم مصدر الدخل والعمل.

وعندما استعادت الدولة جزءا ملحوظا من عافيتها وضربت قواعد الإرهاب وحجمت سرطان الجماعات المتطرفة، ماذا حدث؟ رأينا ولمسنا النتيجة على الفور بعودة الروح المصرية الأصيلة ومناخ المودة والتراحم الطبيعى بين عنصرى الأمة، الأمر الذى يحتم علينا جميعا مواجهة صعود هذه الجماعات مرة أخرى أو السماح بوجود قواعد وأساس لها تحت ستار دعوى.

لا يجب أن تسمح الدولة مجددا بأى وجود ولو رمزى من خلال الجمعيات الأهلية لمثل هذه الحركات والدعوات المتطرفة، ويجب إغلاق القائم منها ومصادرة أموالها لصالح وزارة التضامن الاجتماعى، لأن خطرها قائم وكبير فى جميع الأحوال، ففى مرحلة الاستضعاف تمثل قاعدة لغسل أدمغة الشباب الفقير العاطل، وتمويل رحلات البعض منهم للتتلمذ على أيدى كبار المتطرفين الوهابيين فى الخارج، وفى مرحلة التمكين يعملون فعليا على تدمير المجتمع وتفكيك الدولة ونشر الكراهية والتعصب بين كل عناصر الأمة.

معركة الدولة المقبلة يجب أن تكون مع الجمعيات والجماعات والحركات السلفية المتطرفة، لأن مشايخهم يكفرون المجتمع والدولة ويعملون دائما على اقتطاع مناطق ومساجد يعتبرونها محررة لنشر أفكارهم المسمومة، ولن يقبلوا إطلاقا بالعيش مواطنين مسالمين دون تعصب أو كراهية، فلزاما على الدولة مواجهتهم بأسلوب حاسم يختلف عن أسلوب الاحتواء والتجميد أو التحييد الذى اتبعه جهاز أمن الدولة فى عهد مبارك، وليسأل المسؤولون أنفسهم سؤالا واحدا، أى نموذج نريد للمجتمع، الاحتفال المثالى بالمولد النبوى مع عيد الميلاد أم نموذج محمد عبدالمقصود ووجدى غنيم اللذين يكفران المصريين المسيحيين ويهدمان المجتمع؟
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

قانون الضريبة على العقارات المبنية يحدد ضوابط تقدير القيمة الإيجارية

تأكيدا لليوم السابع.. الزمالك يعلن قائمة مباراة المقاولون واستبعاد الجزيرى وبانزا

الكرملين يعلن انتهاء محادثات بوتين وترامب بألاسكا

مروان بابلو يشعل مهرجان العلمين بأغاني "ديفا" و"ماتمشيش".. صور

بعد الإفراج عنه.. أزمة فيديو المتحف الكبير بين حقوق الملكية الفكرية والمواهب الشابة


لا لاستغلال المصطافين.. منع فرض إكراميات أو رسوم إضافية على رواد شواطئ الإسكندرية.. السياحة والمصايف: حملات وخطوط للشكاوى.. المحافظ يوجه بفصل عامل بشاطئ النخيل لطلب إكرامية.. يؤكد: عقوبات تصل لفسخ التعاقد.. صور

محمد صلاح يبكي بعد هتافات جماهير ليفربول لـ دييجو جوتا (فيديو)

عبيدة عروسة فى حفل زفاف أسطورى بكليب "ضحكتك بالدنيا" بتوقيع بتول عرفة

محمد صلاح يسجل فى فوز ليفربول الصعب على بورنموث 4 - 2 بالدوري الإنجليزي

ريبيرو: الأهلي حقق الفوز على فاركو بالأسلوب الخاص بنا


محمد بن رمضان يتعرض للإصابة أثناء مواجهة الأهلى وفاركو (فيديو)

ناقة تنتظر كريستيانو رونالدو فى الرياض احتفالا بخطوبته على جورجينا.. فيديو

أغنية "عالعموم" للمطرب شهاب تشعل أجواء مهرجان العلمين.. صور

الرابع.. جراديشار يكمل رباعية الأهلي في شباك فاركو.. والنتيجة 4-1

الحزن يسيطر على بيكهام عقب عدم مشاركته فى تشكيل الأهلى أمام فاركو.. فيديو

أحمد شعبان لاعب فاركو يمزق التيشيرت عقب استبداله أمام الأهلى.. فيديو

فوز ناشئي اليد على النرويج 47-26 في تحديد مراكز بطولة العالم

تجاوز وتحويل للتحقيق واعتذار.. القصة الكاملة لأزمة الفنانة بدرية طلبة

الأمم المتحدة: قرار إسرائيل بناء مستوطنة جديدة بالقدس الشرقية خطوة غير قانونية

مقتل شاب متأثرا بإصابته بطعنات على يد آخر بالغربية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى