حسين آيت أحمد.. آخر الرجال المحترمين

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم أحمد إبراهيم الشريف
الوطن لا يهون طالما هناك أبناء مخلصون يفدونه بأرواحهم ويدفعون الغالى فى سبيل حريته والحفاظ عليه مستقلا، وعالمنا العربى ممتلئ بهذه النماذج العظيمة فى كل فتراته التاريخية، والتجربة الجزائرية كانت حافلة برجالها المحترمين الذين أشعلوا الدنيا من أجل الحصول على استقلالهم.. و«حسين آيت أحمد» واحد من هؤلاء الرجال المحترمين.

الثمانية أيام الحداد التى أعلنتها الحكومة الجزائرية على روح الزعيم الذى توفى مؤخرا ليست كافية، فـ«حسين آيت أحمد» آخر المتبقين ممن حملوا أكفهم على أيديهم وخاضوا حرب الاستقلال لصالح بلدهم «الجزائر»، وقضوا على كابوس الـ130 عاما من الاحتلال الفرنسى، وصفته وكالة الأنباء الجزائرية بأنه الباقى الوحيد على قيد الحياة من كوكبة المناضلين الجزائريين الذين فجروا ثورة التحرير وحرب الاستقلال من الاستعمار الفرنسى فى نوفمبر 1954.

كان حسين آيت أحمد أحد التسعة مفجرى الثورة الجزائرية، وكان مكلفا بالدعاية من مكتب جبهة التحرير الوطنى، وتم إيقافه عام 1956 وظل فى السجن حتى الاستقلال عام 1962، معرضا للموت، لكن القضية المشتعلة فى قلوب أبناء بلد المليون شهيد كانت قد بلغت درجة التحقق لا مجال للتراجع الموت أو الحياة، الاستقلال أو الفناء، وفى النهاية انتصرت الحياة على الموت.

وبعد تحقيق الاستقلال ظل «آيت أحمد» معارضا دائما للسلطة على اختلاف مستوياتها فقد اصطدم مع ما كان يعتبره سياسة تسلطية للرئيس أحمد بن بلة، وحمل السلاح ودخل متخفيا إلى مناطق القبائل حتى تم إيقافه عام 1963 وحكم عليه بالإعدام، بعد ذلك فى عصر «بومدين» هرب من السجن ومن الجزائر لكنه ظل يشارك سياسيا ينشئ الأحزاب ويحتل موقع المعارضة حتى وصف بالمعارض العظيم، ولم يعد للجزائر إلا مع الانفتاح الذى أعقب أحداث 1988، لكن سرعان ما قفل راجعا إلى منفاه الاختيارى بسويسرا بعد اغتيال الرئيس محمد بوضياف، كان ضد المد الإسلامى الذى حدث عام 1992 واشتهرت مقولته التى قاد بها المظاهرات «لا لدولة أصولية ولا لدولة بوليسية»، وظل بعد انتهاء هذه الموجة لاعبا على نغمته الأساسية المعارضة، فأعلن أنه لن يتفق وعبدالعزيز بوتفليقة وأنه فى مكانه الأثير «معارضا من أجل الجزائر العظيم».

هذا لا يعنى أن حسين آيت أحمد لم يرتكب أخطاء فهو أحد الوجوه الرئيسية فيما عرف بالأزمة البربرية، حين طلب مناضلون فى حزب الشعب من بلاد القبائل أن يقر الحزب البعد الأمازيغى ويقلل من توجهه العروبى، وهو وإن كان خطأ كبيرا لكنه يكشف عن أزمة الهوية الدائمة فى بلاد الجزائر.

نتفق أو نختلف حول «الدا الحسين» كما يطلق عليه أهل القبائل، لكنه يظل تجربة كبرى فى التاريخ الجزائرى والعربى، ونموذجا يجب الحديث عنه وتقديمه بالشكل الذى يليق به وبأسلافنا المستعدين للموت من أجل الحق، نتعلم منهم التضحية ونحكى عنهم لأبنائنا.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

جيش الاحتلال: إصابة جندى بجروح خطيرة فى شجار مع آخر شمال قطاع غزة

مجلس الوزراء عن جدل شهادة الحلال: تعزز المنافسة وتعطى فرصة أكبر للقطاع الخاص

المنظمات الأهلية الفلسطينية تحذر من تداعيات توسيع الاحتلال عملياته في غزة

12 يوماً تفصل زيزو عن انتهاء علاقته بالزمالك وارتداء قميص الأهلي

قوانين الانتخابات تُشعل تفاعل الأحزاب.. "الوعي": ندعم التعديلات ونطالب بتحالفات وطنية تضمن التعددية والتمثيل العادل.. وحزب المؤتمر: التعديلات ضرورة لضبط الخريطة الانتخابية وتحقيق التوازن السكان


بلا شمس ولا مشقة.. حجاجنا يعتمرون بدموع الفرح في رحلة العمر

صور الأقمار الصناعية.. موجة شديدة الحرارة على أغلب الأنحاء

عبد الله السعيد يطلب مستحقاته المتأخرة من الزمالك قبل التفاوض على التجديد

بعثة بيراميدز تعود إلى القاهرة بعد التعادل مع صن داونز فى بريتوريا

16 يوما تفصل المتهم بقضية الطفل ياسين عن الاستئناف على حكم المؤبد


ليفربول ضد كريستال بالاس.. 90 دقيقة تفصل محمد صلاح عن معادلة رقم هنري

مروة نصر تعلن تعرض والدتها لوعكة صحية وتطلب الدعاء من الجمهور

أستراليا.. فيضانات تحاصر آلاف المزارعين والسلطات تسقط الإمدادات جوا.. صور

20 يوما على امتحانات الثانوية العامة.. موعد إعلان أرقام الجلوس للطلاب

3 سيناريوهات أمام رجل الأعمال المتهم بالنصب على "أفشة".. تفاصيل

مواعيد مباريات اليوم.. ليفربول مع كريستال بالاس ونهائي الكونفدرالية

منافس الأهلي.. ميسي ينقذ إنتر ميامي من الهزيمة فى الدوري الأمريكي (فيديو)

امتحانات نهاية العام.. موعد إعلان وظهور نتيجة الفصل الدراسى الثانى 2025

شويجو يلتقى رئيس صرب البوسنة على هامش الاجتماع الأمنى فى موسكو

لعبة متوارثة احتضنتها قنا لما يقارب نصف قرن.. "شطة" عميد لاعبى التحطيب فى قنا: الدفاع عن النفس هدفها وليس الهجوم ولا خصومة فى الإصابة لأنها مجرد لعبة حتى إذا أدت الضربة إلى الوفاة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى