عن «السوشيال» والذى منه!

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم - أكرم القصاص
مرات كثيرة قلنا إن أدوات التواصل الاجتماعى من فيس بوك وتويتر ويوتيوب وملحقاتها ومتشابهاتها، هى فى النهاية أدوات، يمكن استخدامها فى الخير أو فى الشر، تماما مثلما يمكن استعمال السكاكين فى القتل أو إعداد الطعام، وأن الناس على شبكات التواصل الاجتماعى ليسوا كلهم ملائكة ولا كلهم شياطين، منهم الطيب والخبيث والعميق والتافه. الأغلب أن أى مكان يتزاحم فيه البشر بأنواعهم، لا يكون مجالا لـ«الاستعماق» بقدر ما يصبح طريقًا للتسلية وتمضية الوقت.

أما المناسبة هى الضجيج الذى ينطلق على مواقع التواصل، ويرى البعض أنها هى التى تصنع التغيير، وتقود الرأى العام، بينما يرى آخرون أنها مجال للنميمة والكذب ونشر الشائعات وإطلاق الحملات المغرضة، ولا يمر يوم من غير شائعة أو نميمة أو خبر موت كاذب عن نجم أو فنان أو سياسى. لكن وللحق فإن أدوات التواصل كثيرا ما تنصب حملات ناجحة لإلقاء الضوء على موهوب، أو الدفاع عن مظلوم، أو السخرية من تافهين ومدعين ومنافقين وطبالين، أو مواجهة كذابين.. كله موجود ومتوفر.

وفى كتابى «عولم خانة» رصدت مبكرا جدا هذه الأدوار المزدوجة التى تلعبها أدوات التواصل، بل التكنولوجيا كلها، وتجعل من الصعب اتخاذ موقف مطلق من أدوات تطور نفسها وتقوم على الجدل، وتسبق كل من يستخدمها، وأعتقد دائما أن من يريد الاستفادة والحوار يمكن أن يجدها فى مئات المواقع التى تقدم الكتب والموسيقى والأفلام والثقافة والتعليم، واللقطات الإنسانية والمبادئ، مقابل مواقع أخرى تروج للإباحية والسرقة وتمارس النصب والتسول والخداع، وحتى فيروسات الإنترنت هناك من يصنعها ويرسلها ليدمر أجهزة الناس أو يخترقها وهو لا يعرفهم. ومن المفارقات فى التسعينيات عندما بدأت شبكات التواصل، رأينا مشايخ كانوا ينشرون فتاوى تحريم الإنترنت، وينشرون التحريم على شبكات الإنترنت نفسها، وهناك من حرم، ولا يزال، فيس بوك أو يوتيوب، وينشر الفتاوى على ذات نفس هذه المواقع، وهو نوع من الديمقراطية غير مسبوق.

الأهم فى كل هذا العالم المعقد أن هناك من يتعاملون باحتراف، ومن يكتفون بالتصفح ويصبحون مجرد مستخدمين أو جمهور يرددون ما يجدونه بلا تفكير أو مناقشة، وهؤلاء غالبا عرضة للشائعات أو الأخبار والتقارير المضروبة، ويتحولون هم أنفسهم إلى قطعان مفعول بها.

قليلون هم من يمكنهم أن يناقشوا أو يسألوا أو يبحثوا عن فائدة، لأن المواقع والأدوات هى مجرد وسيلة، والمستخدم يمتلك وقته الذى يساوى المال، فهو إما يشترى طعاما أو زهورا أو سلاحا أو أشباحا. وإن كان من الصعب أن يحتفظ الواحد بعقله وسط هذا الزحام، وعلى كل واحد أن يختار النوم على الجنب الذى يريحه والفيس الذى يعجبه، فهو عالم يصنع نجومًا وأبطالًا وضحايا.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إناث و ذكور.. النيابة العامة تعلن مواعيد سحب ملفات معاون نيابة دفعة 2024

برشلونة يشيد بموهبة حمزة عبد الكريم: نجم واعد للمستقبل

مفاجأة فى مستقبل محمد صلاح مع ليفربول قبل أمم أفريقيا 2025

بطل سيدنى السورى.. تفاصيل رسالة أحمد الأحمد قبل سوء حالته وفقد الإحساس بذراعه

فرق الطول يسرق الأضواء.. ميلونى تصافح رئيس موزمبيق والفيديو يتحول تريند عالمى


بلاغ ضد نادية الجندى بتهمة القذف والتشهير بفريال يوسف

حالة الطقس.. الأرصاد تكشف خرائط الأمطار المتوقعة حتى نهاية اليوم

مقتل عنصر شديد الخطورة وضبط مخدرات بـ100 مليون جنيه

أحمد السقا: أصحابى دعمونى أمس والنهاردة قالوا عليا عندى إيجو

مواعيد مباريات اليوم.. جوادالاخارا مع برشلونة ومصر أمام نيجيريا


البحر يفيض.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية برياح سرعتها 60 كم/ الساعة.. الأمواج ترتفع لـ3 أمتار.. النوة تستمر 5 أيام يصاحبها أمطار وانخفاض فى درجات الحرارة.. ترفع حالة الطوارئ واستمرار تطهير الشنايش.. صور

التضامن تفتح باب التقديم لإشراف حج الجمعيات الأهلية موسم 1447هـ - 2026م

أمير المصرى يكشف عن إصابته خلال تصوير مبارايات الملاكمة فى فيلم Giant

معاش استثنائي للمستحقين.. اعرف إزاي تقدم طلبك لو ظروفك المادية صعبة

توروب يجري تعديلات على تشكيل الأهلي أمام سيراميكا بكأس عاصمة مصر

اعرف حقوقك.. لا يجوز تشغيل العامل أكثر من 8 ساعات في اليوم

الفوز الأول.. كأس عاصمة مصر تفتح باب الحلم لسيراميكا أمام الأهلي

موعد بداية كأس أمم أفريقيا ومواعيد مباريات منتخب مصر.. إنفوجراف

محافظ القليوبية: المنازل المجاورة للسكة الحديد لم تتأثر بسقوط الحاويات

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 16 - 12- 2025 والقنوات الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى