ابن الدولة يكتب: الاستيراد يقتل الصناعة.. والوعى مطلوب مثل الإجراءات... كل سلعة مستوردة تسرق فرصة عمل.. وكل مليون جنيه تغلق مصنعاً صغيراً.. واللافت للنظر أن القضية لا تشكل مجالا للانشغال لدى الإعلام

ابن الدولة
ابن الدولة

نقلا عن العدد اليومى...


بالطبع فإن مواجهة الاستيراد المنفلت والاستهلاك المفتوح، يحتاج إلى إجراءات من الدولة والحكومة، لكنه يحتاج إلى وعى من قبل المجتمع، وهذا الوعى يفترض أن يصل بالناس إلى اقتناع بأن كل سلعة مستوردة لها بديل محلى تغلق فرصة عمل، وكل مليون جنيه تضيع حق مصنع صغير. نحن أمام حالة تحتاج لنقاش عام، وأن ينشغل المجتمع بهذه القضايا مثلما ينشغل بغيرها من القضايا الهامشية والسطحية.

خلال الأيام الأخيرة ومع إعلان الأرقام والإحصائيات التى تتعلق بالاستيراد والسفه فى البحث عن سلع ليس فقط لها بدائل محلية لكنها سلع لاتمثل أى احتياج للمواطن، ومع هذا فهى تغرق الأسواق، وتخلق حالة من التكالب للبحث عن كل ما هو عجيب وغريب. واللافت للنظر أن القضية لا تشكل مجالا للانشغال لدى الإعلام بكل فئاته. ولا يراها هؤلاء خطرا، بل رأينا من بين الكتاب من يعترض على دعاوى مواجهة الاستيراد ورفع وعى المواطن بمواجهة هذه الهجمات المتعارضة مع الصالح العام، وقلنا من قبل إن كل مليون ندفعه للخارج لاستيراد ما لا نحتاجه نساهم فى مضاعفة البطالة وزيادة عدد العاطلين، ونغلق مجالات للعمل فى مصانع ملابس جاهزة ومصانع، وحتى لو كانت مصر وقعت على اتفاقيات التجارة العالمية التى تمنع وضع عراقيل أمام تدفق وحركة السلع والمنتجات، فهذه الاتفاقيات لا تلزم المواطن بشراء هذه المنتجات وهناك العرض والطلب، ولو نجحنا فى تقليل الطلب على هذه السلع ففى هذه الحالة سوف يقل العرض ويعرف المستورد أن السوق لا حاجة له بهذه السلع. وهى معادلات مفهومة ومطبقة فى دول العالم، ويفترض أن يكون من بين الأدوار التى يقوم بها الإعلام، مثلا الدخول فى مثل هذه المعادلات وشرحها للناس. لأنها قد تكون غائبة، ولنا أن نتخيل أن أسرة واحدة فيها صاحب مصنع ملابس جاهزة، ومستورد يستورد نفس السلع والمنتجات، فإن الأسرة تدمر نفسها تماما بهذا السلوك ومصلحة طرف من أطراف الأسرة تستلزم أن يلتزم الطرفان باتفاق واضح ويعرف كل منهما أن المعادلة لها طرفان.

والأمر ليس فقط أرقاما والحديث عن أن مصر تستورد حمالات صدر بـ42 مليون جنيه، أو قمصان نوم بـ 100 مليون جنيه، أو ورق بفرة بمليار جنيه، فكلها أرقام مهمة لكن دلالتها أكثر عمقا، لأنها تتعلق بالوعى العام لدى المواطن، وقبلها لدى المنتج سواء الصناعة أو التجارة.

المهم أيضا دراسة أثر ذلك على مصانع تنتج هذه السلع نفسها، بالطبع يمكن أن يرد شخص ما بأن الجودة تختلف من سلعة لأخرى، وهو أمر طبيعى، لكن الجودة هى وظيفة الهيئات والجهات التى تتابع وتراقب هذه التفاصيل. وبالفعل هناك انتقادات لجودة بعض المنتجات وأسعارها المرتفعة مقابل البدائل المستوردة.

وهى أمور يفترض أن تواجهها غرف التجارة والصناعة بقوة ووضوح، وألا يكون هناك تهاون فى هذه القواعد، مع الأخذ فى الاعتبار أن المنتجات ذات الجودة السيئة هى من إنتاج مصانع وجهات مجهولة. ومواجهتها دور الأجهزة الرقابية والتموينية، ولدينا قوانين لمواجهة كل هذا، لكن الأهم من الإجراءات هو الوعى المجتمعى، والشعور العام بالمسؤولية.


اليوم السابع -12 -2015



موضوعات متعلقة:


- ابن الدولة يكتب: التعليم أكبر تحديات الحكومة والبرلمان.. لدينا 17 مليون أمى يفترض أن تنتهى أميتهم خلال سنتين.. لا يمكن بناء المستقبل دون مشروع قومى للتعليم.. ولماذا لا تقوم الأحزاب بدورها مع الدولة؟

- ابن الدولة يكتب : سياسات عاقلة لمواجهة الاستيراد السفيه... عجز 29 ملـيار جنيه فى شهر.. مليارات «الاحتياطى» لاستيراد تفاهات وإغراقنا وإغلاق مصانعنا.. ولا يمكن الإضرار بـ90 مليونا لصالح حفنة مستوردين

- ابن الدولة يكتب: الطريق إلى العدالة الاجتماعية... مجلس النواب يجب أن يمتلك شجاعة اقتحام المسكوت عنه فى الدعم حتى يصل لمستحقيه.. آليات مراقبة الأسواق والأسعار السبيل الوحيد لضمان نجاح تام للمنظومة

- ابن الدولة يكتب: التصالح مع الطلاب.. وحقوق الإنسان.. هناك تحولات إيجابية فى التعامل مع حقوق الإنسان فى السجون تلفت نظر من يرون وليس من يتمولون.. ويجب فرض القانون على الجميع

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزير الزراعة يترأس اجتماع مجلس إدارة الهيئة العامة للإصلاح الزراعى

فتح باب التسجيل فى الجمعية العمومية العادية للإسماعيلى

خسارة شباب الطائرة فى مواجهة أمريكا ببطولة العالم بالصين

مستوحى من أحداث حقيقية.. تفاصيل فيلم ايجى بست بعد انطلاق تصويره

مقر عبادة الإله جحوتى.. مدينة الأحياء الأثرية تحكى تاريخ المنيا القديمة.. صور


‎وزارة الصحة: لدينا 40 مركزا مرخصا لزراعة الأعضاء فى الجمهورية.. حسام عبد الغفار: سريان موافقة الزرع لتكون عامًا واحدًا من تاريخ الحصول عليها.. ويؤكد: حوكمة المنظومة وفق أعلى المعايير الطبية والأخلاقية

طلاب الثانوية العامة دور ثان يؤدون امتحان الأحياء والإحصاء والرياضيات

مرموش يواجه اختبارًا جديدًا فى قمة نارية بين مانشستر سيتي وتوتنهام

أحمد جمال وفتحى سلامة ومحمود التهامى يختتمون حفلات مهرجان القلعة اليوم

رئيس كوريا الجنوبية فى جولة مهمة لليابان وأمريكا لعقد قمتين مع إيشيبا وترامب


اتحاد الكرة يطالب بحضور السعة الكاملة لاستاد القاهرة في مباراة إثيوبيا

قالوا وقلنا.. حملة لدار الإفتاء للرد على شبهات الاحتفال بالمولد النبوى.. هل المحبة تكون بالقصائد الشركية والرقص والغناء والموسيقى فى المولد النبوى؟.. وهل كانت تُضرب الموسيقى والطبول والنوبات والكشاكيش؟

هل تفلت هدير عبد الرازق من الحبس.. تعرف على موعد الحكم عليها

تغير المناخ يعصف بأوروبا.. احتراق أكثر من 2 مليون فدان فى أسوأ موسم حرائق فى تاريخ القارة.. بعد صيف لاهب توقعات بشتاء قارس ويناير 2026 الأبرد.. انتشار أمراض غير مسبوقة ينقلها البعوض.. وانبعاثات الكربون كارثية

هيثم شعبان يعلن اليوم قائمة الطلائع لمواجهة الإسماعيلى فى الدوري

عبد الرحيم دغموم ينافس زيزو على صدارة هدافى الدوري المصري

موعد مباراة الزمالك أمام فاركو بالدوري المصري والقناة الناقلة

قدم لكلية الطب وسبقه القدر.. وفاة طالب أثناء تركيبه ميكروفون لمسجد في قنا

سيبايوس يرفض الرحيل عن ريال مدريد

موعد انطلاق العام الدراسى الجديد بالمدارس الدولية والرسمية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى