"حفلة التجسس" لـ"عبد الرحمن حبيب" كتابة مختلفة وتنوعات أدبية مغايرة

غلاف رواية حفلة التجسس
غلاف رواية حفلة التجسس
كتب أحمد إبراهيم الشريف
يمتلك عبد الرحمن حبيب فى روايته "حفلة التجسس" الصادرة عن دار شمس نوعًا من الكتابة المختلفة التى تخصه وحده، حيث يؤكد "حبيب" أن له رأيًا خاصًا به فى الكتابة بمختلف مظاهرها فى اللغة والحدث والصياغة بوجه عام.

فالعنوان يحمل تناقضًا بين كلمتى حفلة التى توحى بالاحتفاء والفرح والبهجة، وبين كلمة تجسس التى توجب بالقلق والاتهام والارتباك، وهذا التناقض لا يقف عند العنوان فقط لكنه يبدأ منه ثم يمتد إلى كل أجزاء الرواية، ليس بالمعنى السلبى لكلمة التناقض، لكنه التناقض الذى يصنع الأحداث، مثل أن نجد شخصية "هانى" ساقطة فى فخ الشغف بالتسجيل والتنصت بما يعكس المفارقة بين ما يفعله وبين على ما يبدو عليه من التزام، كذلك التناقض فى شخصية سوزى بين الإقبال على الآخرين والنفور منهم بما يشعرنا بأزمتها النفسية، ويصنع الأحداث الدرامية فى الرواية.

وجاءت اللغة سلسة استطاعت أن تصل لمرحلة من التوافق وأن تجيد التنسيق بين السرد الفصيح والحوار العامى، حيث إن الدخول والخروج بين هذين النسقين من الكتابة لم يحدث بطريقة القطيعة ولم يُحدث نشازا فى القراءة، بل اللغة كانت جزءًا من التناقض الكاشف للشخصيات الذى تحدثنا عنه فى البداية.. كذلك الشعر المستخدم بالفصحى كان متسقًا مع الأفكار الفلسفية التى يحملها ويتفق مع شخصية كمال المحملة بالرؤية الفلسفية.

ومن التقنيات التى استخدمها "حبيب" السيناريو، ربما الذى كان دافعًا لهذا التبادل اللغوى بين العامية والفصحى فالسيناريو، هو الروح الذى تسيطر على كتابة الرواية، فهذه الرواية بها أشكال كتابية متعددة وذلك أمر فى صالحها تمامًا، حيث الشعر الذى يأخذ أكثر من صفحة أحيانًا، وكذلك التداعى الفلسفى أما الشكل المعتمد على السيناريو فقد ظهر بشكل واضح ربما يعكس شغف "حبيب" بكتابة السيناريوهات.

أما رسم الشخصيات فقد تم التعريف بالشخصيات من خلال الحدث، كذلك فكرة أنك تخرج من الحدث غير قادر على الحكم الأخلاقى على الشخصيات، فكلهم متهمون وفى الوقت نفسه كلهم بريئون أيضًا.

واعتمد "عبد الرحمن" على النهايات المفتوحة فهناك كثير من الحلقات المفتوحة بقصدية تامة من الكاتب مثل: حكاية سوزى الممتلئة بمنح الفرصة للقارئ كى يشارك فى تخيل هذه الفجوات الإيجابية، فنحن لا نعرف الكثير عن أسباب انتحارها، لكن لنا أن نتخيل ذلك من خلال علاقتها بأسرتها وكذلك علاقتها بكمال.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حكاية مقبرة "نى كاعنخ" مشرف القصر أو مشرف المدن الجديدة فى الدولة القديمة.. نحتت على هيئة مصطبة صخرية بهيكلها 16 تمثالا لصاحب المقبرة وعائلته.. ولها بابان وهميان فى جدارة الغربى ونحت خلفهما بئران عموديان.. صور

إبراهيم دياز يوافق على تجديد عقده مع ريال مدريد بدعم من تشابي ألونسو

يانيك فيريرا يرفض منح لاعبى الزمالك راحة بعد الفوز على مودرن سبورت

اهداف مباريات الخميس 21 – 8 – 2025 بالدورى الممتاز

الزمالك يكشف إصابة أحمد حمدى ومحمد صبحى عقب مواجهة مودرن سبورت


جمعوا 100 مليون دولار.. غانا تسلم أمريكا "النصابين الثلاثة".. ما القصة

تقارير استخباراتية إسرائيلية : أغلب ضحايا حرب غزة من المدنيين

أسعار اشتراكات المترو لكل الفئات وموعد فتح اشتراك الطلبة وأماكن المكاتب

ألونسو يدرس الإطاحة بفينيسيوس جونيور من تشكيل ريال مدريد

محمود ناجى حكما لمواجهة السنغال والكونغو فى ربع نهائى "الشان"


محمود فوزى: نظام البكالوريا مجانى ومتعدد ويقضى على شبح الثانوية العامة

تنفيذ الإعدام بحق المتهم الرئيسى فى جريمة اغتصاب سيدة أمام زوجها بالإسماعيلية

10 فائزين بنوبل و13 عالما غربيا فى رسالة لنتنياهو: كارثة غزة ستلاحق إسرائيل

المستشار محمود فوزي: دعوا الوقت يثبت جدية الحكومة فى تطبيق قانون الإيجار القديم

عمر مرموش يُفاجئ الجميع بأصعب مدافع واجهه فى الدورى الإنجليزى

شكوى ضد الزمالك في اتحاد السلة بسبب مستحقات محمد يونس وحازم المشد

فيديو وصول الرئيس السيسى مطار نيوم والأمير محمد بن سلمان فى استقباله

الأعلى للإعلام يمنع مصطفى يونس من الظهور الإعلامي 3 أشهر فى شكوى الأهلى

بي اس جي ضد أنجيه.. أنريكي: منفتحون على ضم صفقات جديدة قبل علق الميركاتو

رئيس مجلس الوزراء يصدر قرارا باختصاصات نائب وزيرة التضامن.. تفاصيل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى