القتل بالوظيفة.. جريمة العصر

ناجح إبراهيم
ناجح إبراهيم
بقلم - د. ناجح إبراهيم
القتل بالوظيفة لم يعرفه الإسلام طوال عصوره فلا يمكن قتل إنسان «أى إنسان» لمجرد وظيفته، ولا يمكن إهدار روح إنسان لمجرد وظيفته ولا يمكن هدم الكيان البشرى الذى خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه واستخلفه على أرضه وحمله أعظم التكاليف هكذا بهذه البساطة، ولكن دواعش سيناء وكل الدواعش اخترعوا القتل بالوظيفة، فإذا رأوا ضابطاً فى الشرطة أو الجيش أو أمين شرطة يلبس الزى العسكرى أمطروه بوابل من الرصاص، دون أن يعرفوا عنه شيئاً، أو يعرفوا أى مبرر لقتله، ولا يعرفوا تدينه وصلاحه أو غير ذلك، ودون أى صلة سابقة تربطهم به، وهذا والله من أسوأ أنواع القتل وأحطه، ويلحق بهذا النوع قتل القضاة فهل يعقل أن يقوم قاتل بقتل قاض لا يعرف اسمه ولا رسمه ولا أى شىء عنه لمجرد الخصومة السياسية أو الفكرية مع آخرين، وهل قتل الناس أصبح سهلا ميسوراً هكذا.

قد يقول بعض هؤلاء ألم تسمع عن القاضى الذى حكم على خمسمائة بالإعدام مرة واحدة وفى الجلسات الافتتاحية للمحاكمة؟ فأقول له: القضاء يصحح نفسه بنفسه، ويصوب نفسه بنفسه، ولديه آليات محكمة للمراجعة والتصحيح للأحكام، فإن أخطأ قاض فخطؤه خطأ اجتهاد وليس خطأ هوى وعناد، وقابل للتصحيح عبر الآليات القانونية، فهناك الاستئناف والنقض، وهناك استطلاع رأى المفتى، وهناك العفو الرئاسى وكلها مراحل تتلو مراحل للتصحيح، وفيها مراحل ملزمة قانوناً للنقض. أما الذين يقتلون بالوظيفة فهم الخصم والحكم والجلاد والكلمة كلمتهم والرصاصة رصاصتهم والغباء والقسوة والاغتيال مهنتهم، فلا مكان لتصويب ولا موضع لتصحيح، ولا قبول لمراجعة ومن يعترض من الأتباع «ينطرد» أو يقتل أو يصبح عميلاً خائناً، ثم ما ذنب هؤلاء القضاة إن فرضنا جدلاً إن أخطأ أحدهم ولم يصوب أو يصحح خطؤه.

إن أزمة تعميم الأحكام وتعميم العقاب أصبحت مستشرية الآن فى معظم شرائح المجتمع المصرى. ثم ألم تتعلم هذه الجماعات المسلحة من مغبة استهداف القضاء والقضاة والخصومة معهم؟! ألم تتعلم من درس قتل الخازندار فى الأربعينات الذى كان سبباً رئيسياً فى انهيار جماعة الإخوان ومقتل الشيخ البنا فى الأربعينيات؟ بالإضافة إلى مقتل النقراشى باشا؟ ألم تتعلم من تحول سياسة الحكومة المصرية إلى منتهى الشدة والقسوة وتنفيذ أحكام الإعدام بعد مقتل المستشار/هشام بركات «النائب العام السابق»، إن سياسة الدولة المصرية مع تحالف دعم الشرعية قبل اغتيال هشام بركات تختلف عما بعده.

يا قوم.. التعامل مع القضاء أسهل وأيسر من غيره، فإن اعتقدت أن هذا القاضى قسا عليك أو جار فى حكمه أو أخطأ فيه فيمكنك اللجوء إلى الآليات القانونية التى تمكنك من تعديله وتصويبه وتخفيفه، أما قتل القضاة أو مواجهتهم أو حصارهم أو التعدى عليهم الذى بدأ بعد ثورة 25 يناير فلم تجن منه مصر كلها سوى الخراب وعلى وجه الخصوص الحركات الإسلامية بكل أطيافها، سواءً التى فعلت ذلك أو شجعته أو حتى سكت عنه. وقد كان القضاة يناصرون كل قضايا الحريات والحركات الإسلامية ضد انتهاكات نظام مبارك فى أواخر عهده، وكان ينبغى على الجميع أن يحمد للقضاة ذلك ويخرجهم من أن يكونوا طرفاً من أطراف الصراع السياسى، ولكن قتلهم سيجرهم جراً للعداوة والخصومة مع جميع الإسلاميين، سواءً الأبرياء منهم أو المذنبين.

إن القتل بالوظيفة لا يختلف جرما وإثما عن القتل بالاسم أو القتل بالمذهب أو القتل بالجنسية أو بالعرق، وكلها أنواع بشعة من القتل تعد أكثر بشاعة وجرماً من القتل العادى، إذ إنها تبرر القتل وتؤدلجه وتنظر له وتشرعنه شرعنة فاجرة كاذبة مجرمة.اللهم ارحم كل نفس معصومة قتلت بغير حق.. وعوضها عن ذلك خيراً.. وانصرها على من ظلمها فى الدنيا وفى الآخرة.. اللهم احقن دماء الناس أجمعين.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الوصل الإماراتى يتراجع عن ضم وسام أبو على

سامح عبد العزيز.. رحيل صادم وتاريخ مشرف فى السينما والدراما

طلاب الثانوية العامة يبدأون امتحان الأحياء والرياضيات والإحصاء

وصول أسئلة امتحان الأحياء والإحصاء والرياضيات إلى لجان الثانوية العامة

حرارة الصيف تحرق سيارتك دون أن تدرى.. 7 إجراءات تحميك من الكارثة


وفاة المخرج سامح عبد العزيز بعد تعرضه لوعكة صحية والجنازة من مسجد الشرطة

عمر مرموش يتفوق على محمد صلاح في سباق الأغلى بالدوري الإنجليزي

محمد شوقي يرفع الحمل البدني للاعبي زد للاستعداد بقوة للموسم الجديد

غدا.. آخر فرصة للتقديم على وظائف فى البوسنة برواتب تصل 52 ألف جنيه شهريا

تفاصيل نظام البكالوريا المصرية الجديد × 15 معلومة


موعد بداية استعدادات الأهلي للموسم الجديد وعودة ريبيرو من أسبانيا

تفاصيل اعترافات المتهم بالاعتداء على سائق توك توك فى المنيرة الغربية

تشييع جنازة المطرب الشعبى محمد عواد اليوم من المسجد الكبير بالقنطرة شرق

محمد عواد يرحل بنفس سبب وفاة أحمد عامر.. أزمة قلبية مفاجئة

وفاة المطرب الشعبي محمد عواد.. وأمينة والعيسوي ينعيانه بكلمات مؤثرة

انفوجراف.. آخر مستجدات التحقيق فى حريق سنترال رمسيس الرئيسى

إنبى: حصل تضارب فى تصريحات عبد الناصر والشريعى

أرملة شهيد الواحات: مكالمة السيدة الأولى جبرت بخاطرى

وزارة الكهرباء تعلن إعادة التغذية لجميع المناطق بالعاشر من رمضان

القاهرة تستضيف اجتماعا رفيع المستوى لمسؤولين من مصر وليبيا والسودان

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى