محمد خالد السباعى يكتب: "هنعوض فى الفاينال"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
السادسة صباحًا.. أصارع رغبتى فى العودة إلى السرير وأصارع نزولى لامتحان أعلم جيدًا أنى لن أفقه فيه سوى شيئين الأول وهو اسمى الذى لم أعد استخدمه غير للامتحان بسبب حلول اسم جدى مكانه على ألسن من أعرفهم والثانى وهو رقمى فى الكلية وهذا شأنه سهل فإنهم يسمحون لى أن أنقله من على الكارت الذى يحمل هويتى فلم أحب حفظ الأرقام قط، ولكن دعنا من كل ذلك اليوم يوم جميل، تخللت الشمس إلى غرفتى تداعب الجدران وترسم أشكال بأشعتها الناتجة من تقاطعها مع أشيائى التى يحملها مكتبى على ظهره، أخيرًا وقفت على قدمى ولن أدخل فى تفاصيل ماذا سأفعل بعد ذلك لأنه فى الغالب أكون عاريًا وبوسعك أن تكمل الباقى معتمدًا على مخيلتك، اخترت من الثياب ما اخترت ولا تختلف كثيرًا عما كنت ارتديه أمس فالأسود والرمادى يسيطران على معظم ما يضمه دولابى، وأصبحت السادسة والنصف وهذا ميعاد مواجهة العالم الذى يختفى خلف باب شقة حدد الوالدن ألوانه لتناسب طلاء الحائط الذى شاهداه يومًا فى مسلسل لا أذكر اسمه، هذا البيت يفتقر إلى كثير من الإبداع ولكن دعونا نبدأ.

أولاً

"صباح الخير".. لا هذا ليس أنا، هذا عم سيد أو كما يقولون من خلف ظهره "أبو البنات" فلا أعلم كيف لمعاتيه الكون أن يظنوا أن يكون للرجل بنات فقط شىء يعيبه، اتعلمون أتمنى أن أرزق بمائة فتاة لأصبح "أبو الجميلات" لأنه فى الغالب الجمال من نصيب الفتيات، غالبًا هو أول شخص آراه فى هذه الساعة، أرد عليه بابتسامة فأنى أعتقد أن كل شخص يستحق فى الصباح ابتسامة وخصوصًا بعد هذا الكم من الدعوات الذى يلقيه عليا فأشعر أنى مبارك حتى المساء.

ثانيًا

.. التاكسى أو الميكروباص لا أنتظر أحد فمن يأتى أولاً يلوذ بى فهو الأجدر والأسرع ولكن بينهما شىء مشترك وهو وجه السائق العابس تشعر أن هذه المهنة تتطلب وجهًا كهذا، فالسائق يحدثنى وكأنى لم أطلب منه التوقف بل وكأنى طلبت منه أن أخذ العربة بأكملها ولكن دعنا من ذلك فقد لاذ بى التاكسى فى النهاية وسوف اسمع قصيدة "ضيق الرزق" من بدايتها ولكن لو تمعن السائق لعلم أن وقتنا هذا وقت توزيع الأرزاق وما علينا سوى السعى وترك الباقى "على الله" كما يقولون، ولكنه أخيرًا نقلنى مكان التقائى بالقطار الخاص بالزحام وتأخر الوقت نعم بالفعل هو مترو الأنفاق أيها السادة والسيدات ولكن لا سبيل لى سوى عرباته المتهتكة، وعلى الرغم أن طريقى من محطة حلوان إلى محطة السيدة زينب لا يعبر خلاله أى نفق ولكن باقى الركاب يستمتعون بهذه الخاصية "النفق".

ثالثًا

.. أول خطواتى داخل العربة الثالثة فى المترو، نعم أقوم بعد العربات لأنى كسول بعض الشىء وأحب أن أنزل أمام السلم الذى يخرجنى من المترو، فى الغالب لا أحدق فى وجوه الناس فى الصباح فالتحديق يقلق البعض ولكن من تقابل عينى عيناه أقابله بابتسامة كما قلت مسبقًا ولكن ما لفت نظرى اليوم وجود فتاة تبكى، كيف لشخص أن تغمره الهموم من قدمه حتى جبهته لكى يبكى ويظهر دموعه وسط العامة وعلى الرغم من كونى غير فضولى إلا أنها أثارت فضولى بالفعل، ليس فقط لأنها كانت تبكى بل لأنها طوال الأربعين دقيقة التى تفصل بين المحطتين اللتين بينى وبين الكلية لم تكف عن البكاء والغريبة أن جميع من فى العربة لم يثر فضولهم هذا الشىء، وبعد مرور تلك الدقائق نزلت فى نفس المكان الذى من المفترض أن أنزل فيه ولم تتوقف عن البكاء أيضًا، لا أعلم فالجميع يعبر من حولها دون حتى النظر اليها، هل أنا الوحيد الذى أرى أن هذا شيء مختلف أم أنى أظهر بعض الاهتمام الزائد لشخص لا أعلم عنه شيئًا سوى ملامح وجهه، الكل يعبر وكأن الكل بداخله شيء يبكيه ولكن هم أكثر منها قوة فى كتمان بكائهم الكل يتمنى أن يصرخ ويبكى ولكن كلمة ميصحش كده تحول بينهم وبين هذا الفعل، ولكنى لا أعلم أبكائها ضعفًا أم كتمان الغير وحبس دموعهم داخل أقفاص الجفون ضعف بالفعل لا أعلم، هل أتقدم وأقول لها شيئًا أم هذا بالفعل أنه ليس من شأنى، فقط ظللت أتابعها حتى غابت عن عينى وأنا حبيس للافتراضات، هل مات لها شخص عزيز، أم أن حبيبها تخلى عنها، أم هى ضغوط الحياة العادية ولكنها لم تتحمل، أم أن لديها امتحان لن تخط فيه سوى اسمها كحالى، أم أنه من الطبيعى أن نبكى بين الحين والآخر ولكنها لم تختر المكان ولا الزمان المناسبين لذلك فأنى أصدق بالفعل أن الدموع لم تخلق للحزن حينًا والفرح حينًا آخر وإنما هى لغة عامة تصف شيئًا بداخلنا من خلال تلك الزخات التى تملأ العيون.

لم يسعنى سوى أن أدعى الله أن تكون بخير حتى وإن كنت لا أعرفها فالكل منا يستحق أن يكون بخير مهما مر بالكثير.

بعد ذلك درجت لامتحانى وكما حدثتكم من قبل لم أكن أعلم سوى الاسم والرقم وعندما خرجت لم يسعنى سوى رفع الشعار الذى استمر لسنين على لسان طلاب الجامعات: "هنعوض فى الفاينال".

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

شاهد.. لحظة إطلاق إسرائيل النار على وفد دبلوماسى يضم سفير مصر.. فيديو وصور

بعد حذفه بيان الانفصال.. مها الصغير تحذف بوست ردها على أحمد السقا

بيراميدز يخوض أول تدريباته فى بريتوريا غدًا علي ملعب جامعة توكس استعدادا لصن داونز

فرنسا تستدعى السفير الإسرائيلى بعد تعرض دبلوماسيين لإطلاق نار فى جنين

الحكومة: الدراسة بالتعليم قبل الجامعى 12سنة إلزامية منها 6 ابتدائى و3 إعدادى


اليوم السابع يطلق أكبر بوابة للمراجعات النهائية لطلاب الثانوية العامة

أحمد السقا يحذف بيان انفصاله عن مها الصغير بعد انتقاده بسبب الصياغة

البحوث الفلكية تكشف موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025

كم سعر المتر فى وحدات مشروع "سكن لكل المصريين 7" لمتوسطى الدخل؟

فحص عقود بيع 6 فيلات بقيمة 50 مليون جنيه من نوال الدجوى إلى حفيدتيها


مها الصغير بعد طلاقها من أحمد السقا: مفيش حاجة مبهرة قد وقفة ربنا جنبك

كيف يفكر عماد النحاس في موقعة حسم الدوري مع الأهلي؟

قيمة ذهب نوال الدجوى المسروق بالجنيه المصرى

جوليان أسانج يرتدى تي شيرت يحمل أسماء شهداء غزة من الأطفال

المنيري يكشف سبب غياب إيجولا عن رحلة بيراميدز لمواجهة صن داونز

أحمد السقا يعلن انفصاله عن زوجته مها الصغير بعد 26 سنة زواج

"جيو تيان" تبدأ تجاربها 2025.. الصين تطلق أول حاملة طائرات مسيرة فى العالم

شروط حجز 15 ألف وحدة سكنية لمتوسطى الدخل.. بمساحات من 90 - 127 مترا

الزمالك يواصل الاستعداد لبتروجت بعد العودة من الإسماعيلية

موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى المبارك 2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى