مديحة يسرى.. "طيرّت النوم" من عيون "العقاد" واحتفظ بـ"معطف" من ريحتها

تطفئ النجمة الكبيرة مديحة يسرى، اليوم الخميس، شمعة جديدة فى حياتها، التى ملأتها فنًا وجمالًا وحبًا، وسط عدد مقرب من أصدقائها، حيث فضّلت النجمة الاحتفال بعيد ميلادها داخل منزلها، نظرا لحالتها الصحية، واستقبال أصدقائها من داخل الوسط الفنى وخارجه الذين يحرصون دائما على تهنئتها بعيد الميلاد، وعلى رأسهم نادية لطفى، نبيلة عبيد، ميرفت أمين، دلال عبد العزيز.

لمديحة يسرى تاريخ طويل وحافل فى السينما والثقافة والحياة الاجتماعية، لكن دائما ما يقف جمهورها أمام قصة حبها مع الأديب والكاتب الكبير عباس العقاد، ويروى الناقد الفنى طارق الشناوى على لسان صلاح طاهر بعضا من تفاصيل القصة قائلا :"ذكر صلاح طاهر أن الحب الحقيقى للعقاد هى نجمة سينمائية سمراء كانت قبل احترافها الفن مسئولة عن منزل الكاتب الكبير ووقع فى حبها وكان لا يريد لها أن تدخل للمجال الفنى وكتب عنها بعض أشعاره ولكن نداء الفن كان أقوى من أن تقاومه فغادرت بيت وحياة "العقاد" ولم يستطع العقاد أن ينساها وعز عليه النوم ولم ينقذه سوى تلميذه وصديقه الذى رسم له لوحة عبارة عن تورتة كبيرة تحوم حولها بعض الحشرات.. وضعها العقاد فوق سريره مباشرة كلما دخل إلى غرفة النوم نظر إليها وتأملها وبعدها يستسلم للنوم.. رمز صلاح طاهر إلى هذه النجمة بالتورتة أما الحشرات فهو المجال الفنى الذى تكاثر حولها وكان صلاح طاهر أراد أن يجعلها بقدر ما هى مرغوبة فهى أيضاً مستحيلة ولم تكن هذه الفنانة سوى مديحة يسرى"، وأكمل الناقد :"مديحة يسرى لا تنكر فى أحاديثها حب العقاد لها وتذكر الكثير من أشعاره التى كتبها عنها فى إحدى تلك القصائد تناولت كوفية ومعطف كانت قد نسجتها له على "التريكو".

سمراء النيل مديحة يسرى، من أبرز فنانات جيل الزمن الجميل، وأثرت فى شاشة السينما بتجارب مهمة فى تاريخ الفن العربى بأفلامها التى تقترب من الـ100 فيلم سينمائى تنوعت بين الاجتماعى والغنائى والعاطفى، حيث وقفت أمام عمالقة الطرب بدءا من موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب فى فيلم "ممنوع الحب" إخراج محمد كريم، مرورا بالعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ الذى قدمت معه فيلم "الخطايا" إخراج حسن الإمام، والنجم الكبير محمد فوزى الذى شاركته فى العديد من أفلامه منها "فاطمة وماريكا وراشيل" و"بنات حواء"، وحتى موسيقار الأزمان فريد الأطرش الذى قدمت معه فيلم "لحن الخلود" إخراج بركات.

وظلت مديحة يسرى معطاءة للفن المصرى حتى بعد تقدمها فى العمر بل حرصت على أن تظهر فى أدوار الأم ونجحت فى هذه النوعية فى جميع الأفلام التى قدمتها فى الثمانينيات والتسعينيات منها "الكف"، و"لا تسألنى من أنا"، و"خلى بالك من جيرانك" و"العرافة" و"الإرهابى".