العار.. الحرية لإسلام بحيرى

كريم عبد السلام
كريم عبد السلام
بقلم : كريم عبد السلام

عار علينا جميعا أن نحيا لنرى القتلة واللصوص والنهابين يستمتعون بالحرية، بينما يلقى إسلام بحيرى فى السجن، عار علينا جميعا أن يكون للاجتهاد عقاب بدلا من الثواب، وأن تكون الأفكار مطاردة ومرفوضة فى بلدنا التى نريد لها أن تكون متقدمة وعصرية.

ماذا فعل إسلام بحيرى بالضبط حتى يطارد وترفع ضده الدعاوى من محكمة إلى أخرى، وكأنه القاتل الغامض للثوار فى التحرير أو من أحرق تسجيلات الميدان أو من سرق أموال البلد وهربها للخارج؟! ماذا فعل إسلام سوى أن فكر وتأمل فى الأوراق الصفراء والأفكار الفاسدة التى تملأ كتب التراث، ثم اختار أن يواجه شيوخ التطرف وشيوخ التخلف العقلى وشيوخ الفقر الروحى وشيوخ الكراهية والعنف وشيوخ إرضاع الكبير وزواج الأطفال، وأن يتصدى لتنقية التراث مما فيه من أوشاب وأن يقول للناس فكروا ولا تجعلوا الكهنة الجدد ولا الكهنة القدامى وسطاء بينكم وبين الله، أو أوصياء على فهمكم للإسلام.

وماذا يجب أن يكون جزاء إسلام فى نظركم؟ جائزة الدولة التقديرية على جهوده الفكرية فى تحريك البحيرات الآسنة داخل أدمغة الغالبية العظمى من الناس؟ أو حتى جائزة تشجيعية على اجتهاده وسعيه لتجفيف منابع التطرف والإرهاب ومواجهة المد الوهابى الرجعى والمدفوع والمدعوم بدولارات النفط الملوثة لتدمير الثقافة المصرية والروح المصرية والإبداع المصرى؟

لا، لم يحصل إسلام بحيرى على جائزة الدولة التقديرية ولا حتى التشجيعية، بل على العكس من ذلك طارده الغربان المتطرفون والخلايا النائمة فى الأزهر وعملوا على وقف برنامجه التليفزيونى أولا، بينما الغثاء والتخلف والمرض يملأ الشاشات والفضائيات بتصريح أو بدون تصريح ولا من معقب ولا من مدافع عن أدمغة الأجيال الطالعة التى تتقولب على الغلو والتطرف، وبعدها نسأل من أين يأتى كل هؤلاء الإرهابيين؟ وكيف تجد الجماعات المتطرفة أعدادا كبيرة من الشباب جاهزين لغسل أدمغتهم بأفكار داعش والقاعدة والإخوان والدعوة السلفية والوهابية؟

وبعد أن أغلقوا برنامجه التليفزيونى سلطوا عليه المحامين الباحثين عن الشهرة، وهم نوعية وارد الأرياف فكرتهم عن الصعود المالى والمهنى فى مهنة المحاماة المقدسة والعالية مستمدة من الأفلام الهابطة، وتجدهم وراء كل قضية حسبة أو رأى عام ووراء الدعاوى التى تختصم الشخصيات العامة وتسعى لقمع الأفكار ومنع الإبداع بدعوى حماية الأخلاق العامة والفضائل فى المجتمع، هذا الصنف من المحامين تم توجيهه لمطاردة إسلام بحيرى وإجهاده وشغله بالدعاوى وقضايا ازدراء الأديان، من أكتوبر إلى مصر القديمة.

ورغم أن محكمة أكتوبر قضت ببراءة إسلام من تهمة ازدراء الأديان بشكل نهائى وبات، إلا أن سيل الدعاوى فى نفس القضية وبذات المسمى الغامض الملتبس «ازدراء الأديان»، طارد المسكين إسلام إلى محكمة أخرى وهكذا حتى صدر الحكم ضده بالسجن خمس سنوات ثم تم تخفيف الحكم فى الاستئناف إلى سنة واحدة، والآن يحتفل جميع المتطرفين والمتخلفين والمشوهين نفسيا والشواذ فكريا بارتداء إسلام بحيرى البدلة الزرقاء للسجن لمجرد أنه صاحب فكر مخالف.

هل سينتهى الأمر عند هذا الحد ؟ هل سيستريح المتطرفون فى مؤسسات الدولة ممن يزعمون مواجهة التطرف والإرهاب بينما يعملون سرا على دعمه وتغذيته بالعلم الفاسد والأفكار الباطلة؟ هل سيصمت أصحاب الأفكار وسيتراجعون خوفا وهلعا من مصير إسلام؟

لا أظن، سجن إسلام بحيرى سيكون حجرا كبيرا فى بركة التطرف وسيدع العشرات لمواجهة كل أعراض وأمراض التخلف والعنف، ولنرفع من هنا الصوت عاليا بضرورة تنقية التراث من كل الأوشاب والشوائب والخيالات المريضة، لن نقول أحرقوا كتب التخلف والتطرف والزيف، ولكن سنقول اعرضوها وافضحوها واكشفوا من يطالبون بأن تكون وصية على أدمغتنا وإسلامنا، وبعد ذلك ضعوها فى متحف خاص ليكن اسمه متحف التخلف والحماقة، حتى تعتبر منها الأجيال الجديدة، وتعرف إلى أى مدى شاعت كذبة أن القدماء مقدسون لا يخطئون وأن كل اجتهادهم صحيح بينما اجتهادنا باطل، ودعوا الأجيال الجديدة تتعلم أن هذا المنهج المضحك والمريض الموجود فى كثير من كتب التراث الصفراء هو السبب المباشر فى ظهور أمراض التطرف التى نعانى منها وفى انهيار حضارتنا وقيمنا وأخلاقنا.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

قافلة المساعدات الإنسانية الـ 19 تعبر ميناء رفح إلى قطاع غزة

أجواء حارة بأغلب الأنحاء نهاراً.. تفاصيل حالة الطقس والظواهر الجوية

الداخلية تحبط محاولة 4 عناصر جنائية تهريب مخدرات بقيمة 350 مليون جنيه

أشرف داري يعلن جاهزيته لقيادة دفاع الأهلي أمام غزل المحلة

وظائف فى الأردن برواتب تصل إلى 24 ألف جنيه


خروج جثمان والد محمد الشناوى من مستشفى زايد متوجها لكفر الشيخ

نار الجماعة تنطفئ فى نهر الأردن.. المملكة تحاصر الإخوان بالضربات الاستباقية وتجهض أنشطتهم وآخرها «خلية الصواريخ» ثم حل الجماعة.. خبير أردنى: يخططون لإسقاط النظم العربية.. و«أبو الراغب»: يحرضون على القاهرة وعمان

استمر في السعي مهما كان حلمك.. محمد صلاح يوجه رسائل مُلهمة للشباب

رئيس الوزراء يلتقى رئيسة وزراء الكونغو الديمقراطية

محافظ القاهرة يقرر النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بالثانوى العام


صانع التاريخ.. الصحف العالمية تحتفى بثلاثية محمد صلاح الذهبية

محمد صلاح يستهدف تحطيم 7 أرقام قياسية في الدوري الإنجليزي

عربات جدعون 2.. وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلى يوافق على خطة احتلال غزة

الزمالك ينهى موقف الفلسطينى عمر فرج

الإليزيه: رسالة نتنياهو لماكرون لن تمر دون رد وتحليلاته "وضيعة وخاطئة"

تفاصيل مقتل شاب بسبب فاتورة مشروبات في العمرانية

بشرى لأهالى الإسكندرية.. هدم كوبرى المندرة بالكامل وحل أزمة المرور شرقا.. المحافظة تعلن انتهاء المسارات البديلة.. المشروع امتداد لتوسعة الكورنيش 5 حارات.. وتجهيز الطريق لاستكمال مسار مترو أبوقير.. فيديو وصور

مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 20 - 8 - 2025 والقنوات الناقلة

بالزغاريد والدموع.. والدة شيماء جمال تعلن موعد العزاء.. وتؤكد: ربنا رجعلها حقها

دفاع قاتل الإعلامية شيماء جمال يكشف تفاصيل تنفيذ حكم الإعدام للمتهمين

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى