بلد العناتيل

محمد صلاح العزب
محمد صلاح العزب
بقلم : محمد صلاح العزب
نحب نتصور.. ورانا إيه؟!
تكون مخطئا إذا تخيلت أن الموضة حاليا فى التصوير هى الصور السيلفى، والإنستجرام، وبق البطة، فالنمط الجديد المنتشر حاليا فى التصوير هو «الكاميرا الخفية»، حيث يصطاد المواطن العنتيل ضحيته بطريقة ما من الطرق المختلفة، ويستدرجها ثم يصور نفسه معها فى أوضاع تصفها المواقع الإخبارية بأنها «مخلة»، ويضع مقاطع الفيديو الساخنة على جهاز كمبيوتره الشخصى، متخيلا أنه بهذا خبأها فى خزينة حديدية لن يصل إليها أحد.

تروح الأيام، وتأتى الأيام، وزميلنا فى الوطن العنتيل يواصل مغامراته ويصور، ويصور، ويصور، فهو لا يستمتع إلا بالتصوير، فالعنتيل كان فى طفولته يحب أن يكبر ويصبح ممثلا، ويرى أن دوره الطبيعى أمام الكاميرا، والنجومية مسؤولية، وهو يتفرج ويشاهد زملاءه العناتيل فى الأفلام الإباحية، ثم يغار ويقرر أنهم ليسوا أفضل منه، ويصور نفسه، ويجلس مع الكمبيوتر منفردا وبدلا من الفرجة على الغير، يتفرج العنتيل على نفسه فخورا بإنجازاته، والفيديو مثل القطنة، كلاهما لا يكذب.

يوميا نقرأ ونسمع ونشاهد ونتفرج على سقوط عنتيل جديد من هواة التصوير، والكاميرا لا تفرق بين سلفى أو مدرب كاراتيه أو مرشح مجلس شعب، فالكل على السرير سواء، وإذا فتح النور واشتغلت الكاميرا تساوى كل رجال الأرض، أصبحت الكاميرا لدى العناتيل هى جهاز كشف «الرجولة»، بغض النظر عن الضحية الساذجة التى لم تكتشف وجود الكاميرا إلا حين يفتضح الفيلم وتشاهده أمة تحيا جمهورية مصر العربية.

العنتيل فى الطب النفسى «سيكوباتى»، ضد مجتمعى، يعانى من سلوك «استعرائى»، مندفع، غير متوافق اجتماعيا، يعانى من عقدتى إليكترا والنقص، متناقض، متضخم ذاتيا، إذن هو مريض ندعو الله له بالشفاء، ولكن ما ذنبنا نحن فى تصدره الدائم لقوائم الأخبار أكثر من رئيس الدولة نفسه؟!

الفيديوهات تملأ فضاء الإنترنت، وفى هذه الحالة لا تفتش عن المرأة، ولكن فتش عن فنى الكمبيوتر.

وإذا كان المجرم يحوم دائما حول مسرح الجريمة، فإن العنتيل يحوم دائما حول الويندوز، ففجأة يضرب الويندوز على جهاز العنتيل، أو يصيب الجهاز عطل ما، فيحمله كأنه ابنه ويذهب به إلى محل الكمبيوتر، فيطلب منه الفنى العودة غدا لاستعادته، وبمجرد خروجه يدخل إلى كل الملفات ويأخذ نسخة من الفيديوهات السرية، وهوب، اكتملت أركان الفضيحة.

النصيحة المخلصة فى النهاية هى: لا تثق أبدا فى فنى الكمبيوتر مهما حدث، وابتعد عن «العنتلة»، إن لم يكن خوفا على نفسك فعلى الأقل حتى لا يفتضح أمرك وسط الناس فيعايروا أسرتك بك، وتصبح «عنتيل أهلك».
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إنفاذ حياة رضيع يعانى من وجود وصلات متعددة بالشرايين بمستشفي الشيخ زايد

تفاصيل دهس تريلا لـ 7 سيارات على الطريق الدائرى بالمعادى.. صور

مينا مسعود: أعمل على فيلم جديد عن شخصية فنية عالمية

الطقس اليوم الخميس 3-7-2025.. أجواء شديدة الحرارة وشبورة ورطوبة مرتفعة

محمد صلاح وميسى ضمن قائمة "ملوك القدم اليسرى" فى العالم


أحبت شقيق فريد شوقى وانتهت حياتها بالقتل.. ذكرى ميلاد وداد حمدى

الثانوية العامة 2025.. الطلاب يؤدون اليوم امتحان مادتى الكيمياء والجغرافيا

الأهلى يترقب رد سيراميكا على صفقة أحمد هانى

منتخب مصر للشباب يبدأ اليوم معسكره الإعدادى لمونديال تشيلى 2025 بـ 34 لاعبا

مهاب ياسر يرفض الإعارة ويتمسك بفسخ عقده مع الزمالك بالتراضى


فى انتظار القيد.. الإسماعيلى يتوصل لاتفاق مع عدد من اللاعبين والأفارقة

المصرى يستأنف تدريباته بعد انتهاء راحة الـ24 ساعة

صيف ساخن جدا فى أوروبا وسط مخاوف من أزمة صحية ووقوع وفيات.. دول تعلن الطوارئ وتحذيرات مشددة.. إسبانيا تواجه لأول مرة فى تاريخها حرارة تتجاوز 46 درجة.. 84 مقاطعة فرنسية و20 مدينة إيطالية تعلن أعلى درجات التأهب

فيلم *Thunderbolts يحقق إيرادات تصل إلى 381 مليون دولار

عندما يكسر الصيف قواعده.. أمطار تضرب القاهرة وبعض المحافظات فى يوليو.. تحذير لا يمكن تجاهله يضع مصر فى مرمى المناخ المتقلب.. الأرصاد: تغير مناخى للأنماط الجوية المعتادة.. وخبراء: أحداث متطرفة ستصبح أكثر شدة

ثنائى أبو قير للأسمدة والقناة على رادار الاتحاد السكندرى لتدعيم صفوفه

مسرح سوكسيه.. مشروع أشرف عبد الباقي الجديد بالساحل الشمالي

حر لا يُطاق.. الأرصاد تحذر: طقس شديد الحرارة اليوم الخميس 3 يوليو 2025

معلومة قانونية.. متى تحفظ النيابة القضايا وكيف يتم الطعن عليها؟

بعد حسم البرلمان.. كيف يتم إخلاء الايجار خلال 7 سنوات للسكنى و5 لغير السكنى؟

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى